أكّدت حركة مجتمع السلم "حمس"، اليوم الجمعة، أنّ دروس تشرين الثاني/نوفمبر بعد سبعين سنة (ذكرى اندلاع الثورة الجزائرية) ستظل مسارات لأهلنا في فلسـطين.
"حمس": إجماع الجزائريين حول نصرة فلسطين ودعم المقاومـة امتداد لروح ثورة تشرين الثاني/نوفمبر المجيدة التي حملت هذه القيم
وأوضحت "حمس"، في رسالة بمناسبة اندلاع الثورة التحريرية، المصادقة ليوم الفاتح من تشرين الثاني/نوفمبر، أنّه "على اعتبار أن القضايا العادلة لا تنكسر ولا تتراجع، لأنها تحمل في مقاومتها مقومات الحياة، وأن النصر بالتضحية والجهـاد، لا بالمسالمة والخنوع."
وتابعت: "وما إجماع الجزائريين حول نصرة فلسطين ودعم المقاومة والتمسك بالحق الكامل للشعب الفلسطيني إلا امتداد لروح تشرين الثاني/نوفمبر المجيدة التي حملت وتحمل هذه القيم وتخدم هذه المعاني."
ووصف بيان الحركة ثورة نوفمبر بـ"أعظم ثورة تحرير عاشتها الإنسانية في العصر الحديث". التي "كُتبت تفاصيلها بدماء ملايين الشهداء وتضحيات جحافل المجاهدين، والتفاف عموم المواطنين."
كما قدمت (الثورة) "أعظم الدروس السياسية والجهادية والتاريخية للوصول إلى هدف الاستقلال؛ وعبر معركة التحرير انطلاقا من مشروع وطني جامع قائم على شراكة سياسية موحِّدة لكل الأطياف والتوجهات، تستوعب مستقبل الجزائر ضمن أبعاد انتمائها الحضاري والجغرافي."
وقد شكل بيان أول تشرين الثاني/نوفمبر 1954، وفق "حمس"، "إعلانًا متكاملًا لبناء دولة ذات سيادة وفق توجهات محسومة ديمقراطيًا واجتماعيًا وضمن أبعاد الهوية والمرجعية، انطلق من دحض مشروع فرنسا الاستعمارية الصـلـيبية، وإنهاء بشاعة ممارساتها في محاولة ترويع وتركيع وتجويع وتجهيل وتفقير الشعب الجزائري وطمس هويته."
وزاد: "نعيش هذه المناسبة التاريخية في ظل وضع إقليمي ودولي متأزم ومؤلم، خاصة مع ما تعيشه أمتنا الإسلامية جراء ما تصارعه أرض فلسـطين الحبيبة وشعبها، وما يجري في غزة الجريحة والمحاصرة من دمار همجي لاإنساني وأعمال إبادة وتهجير قسري، ثم ما توسع إلى لبنان الشقيقة والجولان المحتلة وإلى اليمن السعيد والعراق المنكسر وإيران الصامدة وما يعيشه الشعب السوداني المقسم وما تعرفه ليبيا الممزقة... وما يراد لمشروع التطبيع من أن يعم أرجاء الوطن الإسلامي."
كل هذا يدفعنا إلى "استذكار ما حققته ثورة نوفمبر للشعب الجزائري من انتصارات تاريخية ملهمة ضد نفس الممارسات الاستعمارية الهمجية واللاإنسانية، وما سطرته من دروس للشعوب التواقة للحرية والاستقلال"، تكمل رسالة "حمس" بمناسبة ذكرى الثورة.
وأبرزت "لقد تكرست ثورة نوفمبر المجيدة كمدرسة تاريخية قامت على جهاد مقدس ضد مستعمر لا يفهم إلا لغة الرشاش والحديد والنار وحققت بفضل التضحيات الجسام والإبداعات العبقرية في التنظيم والتخطيط وإدارة المعركة والتي تجاوزت الخيال البشري استقلال الوطن وحرية الشعب واسترجاع السيادة وتثبيت الهوية، ورفعت قيمة الجزائر إلى الأستاذية الثورية في عالم التحرر ونصرة القضايا العادلة، ورسمت مسارًا سياسيًا ودبلوماسيًا مناصر للثورات العادلة في العالم وكرست مبدأ إحلال السلم والأمن من منطلق السيادة والاستقلالية."
ويعتقد حزب حركة مجتمع السلم أنّه "نعتقد أن تجسيد مبادئ بيان أول نوفمبر مسار مستمر لتثبيت الأبعاد الاجتماعية والديمقراطية، وتكريس الثوابت والحريات، ولذلك جعلناه ضمن منطلقاتنا ومرجعيتنا، وأكدنا في برنامج فرصة على الانضواء ضمن غايات وأهداف البيان، واعتبرنا أن ثورة نوفمبر جاءت لتحقق الاستقلال وتبني دولة صاعدة تثمن كل فرص الصعود وتستفيد من فرص النهوض في عالم متغير يحتاج إلى شراكة سياسية داخلية لفرض منطق الشركات الخارجية.."