23-يونيو-2024
مرض الجلد العقدي المعدي

مرض الجلد العقدي المعدي يظهر لأول مرة في الجزائر (الصورة: pexels)

أكدت وزارة الفلاحة الجزائرية ظهور بعض البؤر لمرض الجلد العقدي المعدي لدى الأبقار ببعض الولايات، بعدما كان في البداية مقتصرا على ولاية البليدة، الأمر الذي بعث تساؤلات بشأن مدى خطورة هذا المرض على قطيع الأبقار والمواشي، وحتى على المواطنين الذين قد يستهلكون لحوم العجول المصابة.

رغم أن مرض الجلد العقدي المعدي لم يتسبب حتى الآن في خسائر مشابهة لتلك التي خلفتها في السنوات الماضية الحمى القلاعية، إلا أن وزارة الفلاحة  أعلنت الشروع في حملة تظهير واسعة تستهدف القضاء على مسببات العدوى

ورغم أن مرض الجلد العقدي المعدي لم يتسبب حتى الآن في خسائر مشابهة لتلك التي خلفتها في السنوات الماضية الحمى القلاعية، إلا أن وزارة الفلاحة  أعلنت الشروع في حملة تظهير واسعة تستهدف القضاء على مسببات العدوى.

من القرن الماضي

أوضح الطبيب البيطري حسين بوداني لـ"الترا جزائر" أن مرض الجلد العقدي المعدي لدى الأبقار ليس وباء جديدا، بل هو معروف منذ سنوات وتسجل حالات سابقة في الجزائر، لكن لم تكن بهذا الشكل سابقا، مبينا أنه من الأوبئة الفيروسية التي تنقلها الحشرات  مثل البعوض والذباب، مضيفا أنه من فئة الجدري.

 أما الطبيب البيطري رياض فقد أشار في حديثه مع "الترا جزائر" إلى أن  مرض الجلد العقدي المعدي  قد ظهر أول مرة في 1923 يجنوب أفريقيا،  لينتشر بعدها في سنوات مختلفة عبر مختلف القارات

وذكر في هذا الإطار أنه قد ظهر في السودان سنة 1970 وتفشى في 2021، وسجلت أولى الحالات بمصر سنة 1988، لكنه تفشى وسط قطيع الأبقار سنة2022، فيما شهدت ليبيا نهاية العام الماضي انتشارا واسعا.

وبالجزائر، تعد هذه المرة الأولى التي يتم الحديث عن هذا المرض الحيواني بهذا الشكل، بعدما تسبب في خسائر فادحة بمنطقة عمروسة بولاية البليدة، حيث مايزال الفلاحون هناك يسجلون حالات نفوق لأبقارهم، وفق ما نقلت جمعية التنمية والرقي عمروسة على صفحتها في فيسبوك.

ولم تعط لحد الآن وزارة الفلاحة أرقاما بشأن عدد الأبقار النافقة والمصابة، إلا أنها أكدت رصد الوباء ببعض الولايات، مشيرة في الوقت ذاته إلى الوضع الصحي "تحت السيطرة" و "لا يبعث على القلق".

وقالت الوزارة إنها "اتخذت جملة من الإجراءات و التدابير الصحية اللازمة لاحتواء هذا المرض والحد من انتشاره"، حيث شرعت في إجراءات اقتناء اللقاح ضد هذا المرض لدى معهد باستور الجزائر بهدف تعزيز نظام الوقاية والمكافحة.

أعراض

أشار المختصون الذين تحدثوا لـ"الترا جزائر" أن  مرض الجلد العقدي المعدي لا يؤدي إلى وفاة الأبقار عند  أخذه كعامل وبائي مستقل لوحده، إنما المضاعفات التي تصاحبه هي من تسببت في نفوق الأبقار بمنطقة عمروسة ببوينان بالبلدية، وبالخصوص الحمى العالية التي تكون مصحوبة في توقف عن الأكل يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي للبقرة المصابة بهذا الداء.

مرض الجلد العقدي المعدي لا يؤدي إلى وفاة الأبقار عند  أخذه كعامل وبائي مستقل لوحده، إنما المضاعفات التي تصاحبه هي من تسببت في نفوق الأبقار

ومن بين أعراض هذا الوباء، هو انخفاض في إنتاج الحليب؛ وظهور عقد جلدية مؤلمة في جميع أنحاء الجسم  كالرقبة والرأس، والإسهال، وفقدان البقر الحوامل لعجولها.

ولفت الطبيب البيطري حسن بوداني إلى أنه لا يوجد دواء محدد لمرض الجلد العقدي المعدي بعد إصابة البقرة به، حيث يكون العلاج بتقليل مضاعفاته، بتناول فيتامين لتقليل الحمى مثلا.

وأشار إلى أن العلاج يكون قبل الإصابة بأخذ اللقاح المضاد، لكنه لحد الآن لم يكن من اللقاحات التي تقدمها وزارة الفلاحة، لذلك فقطيع الأبقار بالجزائر غير ملقح ضد هذا الوباء.

لكن وزارة الفلاحة أعلنت أنها تحاول استدراك هذا التقصير، حيث شرعت في إجراءات اقتناء اللقاح ضد هذا المرض لدى معهد باستور الجزائر بهدف تعزيز نظام الوقاية والمكافحة.

وبين بوداني أنه على المربين اتخاذ تدابير وقائية اليوم تتمثل في تنظيف الإسطبل بالكامل بالجير، ورش المحيط بالمبيدات التي تقضي على الحشرات وبالخصوص البعوض الذي ينقل الفيروس من بقرة إلى أخرى.

البيطري حسن بوداني لـ "الترا جزائر": قطيع الأبقار بالجزائر غير ملقح ضد هذا الوباء

وأوصت وزارة الفلاحة بالقيام بعملية تطهير واسعة للقضاء على الحشرات الناقلة بصفة منتظمة، إضافة إلى التطبيق الصارم لإجراءات منع حركة الحيوانات من الأماكن المصابة وعزل الحيوانات المريضة وتطهير المباني ومختلف الأدوات التي تستعمل في هذه الأماكن إضافة إلى إبلاغ الطبيب البيطري القريب من المستثمرات الفلاحية المتضررة.

وعلى عكس ما حدث خلال وباء الحمى القلاعية، لم تصدر وزارة الفلاحة أو السلطات المحلية بالبليدة حتى اليوم أي قرار بغلق الأسواق الأسبوعية للأبقار، أو منع بيعها.

لا خطر

طمأن البيطرى حسين بوداني الجزائريين أن هذا المرض لا ينتقل بتاتا إلى الإنسان، بل إن الأبقار  المصابة بمرض الجلد العقدي المعدي يمكن ذبحها وتناول لحمها، ولا تشكل أي خطر على صحة المواطنين.

 وتأسف بداني لترك المربين بعمروسة أبقارهم حتى النفوق، فيما كان بإمكانهم ذبحها والتقليل من خسائرهم المالية، مشيرا في الوقت ذاته أنه لم يتم تسجيل أي إصابات بولاية عين الدفلى  المجاورة التي يشتغل بها على حد المعلومات المتوفرة لديه.

وأشار إلى أن هذا المرض يمكن تطويقه، عند اتخاذ التدابير اللازمة، مشيرا إلى أنه لا يستبعد أن يكون مصدره دولا أخرى، وانتقل إلى الجزائر عبر الأبقار  المهربة، بالنظر إلى أن العجول المستوردة تخضع للمراقبة البيطرية قبل دخولها الجزائر، لكنه ربط التأكد من هذه الفر  ضية بإجراء تحقيق ميداني يؤكد هذه الفرضية أو يفندها.