14-أغسطس-2024

(الصورة: البوابة)

تنطلق يوم الخميس، الخُطوة الأولى من عُمر السّباق نحو الانتخابات الرئاسية المقررة في الـ7  أيلول/ سبتمبر المقبل، ويباشر المترشحون في عرض برنامجهم الرئاسية لإقناع الناخبين بالتوجّه لصناديق الاقتراع.

تجربة الثنائي أوشيش وحساني هي الأولى من حيث العُدّة النّظرية والميدانية لذا يمكن أن تُقرأ سياسيًا بأنّها "مغامرة " انتخابية

على الورق، استكمل ثلاثي المنافسة نحو قصر المرادية بأعالي الجزائر العاصمة، برامجهم، عقب مرورهم على امتحان جمع التوقيعات للترشح للاستحقاقات، ثم تصفيات السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، وأخيرًا القرار النهائي للمحكمة الدستورية.

من الورق نحو الميدان

بعد استكمال العُدّة السياسية نظريًا، تبدأ معركة الميدان على مدار 20 يومًا، ومحاولة الوجوه السياسية الثلاثة أن تستقطب (المواطنين- الناخبين) لحضور التجمّعات أولًا، وإقناعهم بالانتخاب والتوجه لمراكز الاقتراع ثانيًا.

بعد دراسة 16 ملفً من بين الراغبين في الترشّح، ثلاثة فقط سيخوضون الانتخابات، منهم الأمين الأول لجبهة القوى القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، (43 سنة) الذي صرح بأنّ الهدف الأساسي للمشاركة هو قطع الطريق أمام أولئك الذين يريدون زرع "الكراهية والانقسام بين الجزائريين"، لافتًا إلى أنه يسعى لتحقيق مشروع وطني، يحمل "رؤية ورسالة أمل لكلّ الجزائريين الراغبين في غد أفضل".

من المقاطعة إلى المشاركة

غياب الحزب عن الرئاسيات لمدة 25 سنة، سيكون له وقعٌ كبير سواءً بالنسبة للمناضلين أو المواطنين، إذ سيعتمد المترشح أوشيش على قواعد حزبه من "الأفافاس"، وشرح برنامج "رؤية" الذي أعلن عنه سابقًا.

وبحسب المداومة الخاصة بمرشح الأفافاس، ستكون المحطة الأولى تنظيم تجمع شعبي في الحي الشعبي باب الوادي، بالجزائر العاصمة، بالإضافة إلى أماكن أخرى، كما  أنّه من المقرر أن يزور عدة مواقع أخرى مساء الخميس.

ومن المنتظر أن ينظّم مرشّح جبهة القوى الاشتراكية العديد من التجمعات الشعبية في الولايات، التي تكنّ للحزب الاحترام والتقدير، باعتباره محسوبًا على تيار المعارضة وأقدم الأحزاب في البلاد.

وفي مقابل ذلك، تنشط القيادات الحزبية، تجمعات عبر عدة جولات في الداخل الجزائري، استنادًا إلى تجربتها الطويلة في الميدان.

تجربة المنافسة

رُبع قرن من غيابها عن المنافسة الانتخابية الرئاسية، ستكون التجربة الأولى مع رئيس حركة مجتمع السلم، المرشّح عبد العالي حساني شريف (62 سنة)، الذي اعتبر هذه الاستحقاقات "فُرصة" للاستمرار على نهج بيان نوفمبر 1954.

كما قال إنّها "خُطوة نحو مواصلة بناء اقتصاد قويّ يحقّق الرخاء للجزائريين ويحافظ على الأمن الاجتماعي للجزائريين".

في سلّة الحركة بطاقة برنامج من 20 تجمعًا، بتنظيم مختلف النشاطات الانتخابية، ولقاءات مباشرة مع المواطنين، وعليه من المتوقّع أن يستنِد هو الآخر على قواعد الحزب خاصة القيادات الشابة التي خاضت تجربة الانتخابات البرلمانية الأخيرة 2021.

ورقة الإنجازات

المترشّح الحرّ، عبد المجيد تبون، في قائمة مواعيده الانتخابية، عدّة تجمعات، فيما سيعتمد بالأساس على الأحزاب السياسية الداعمة له لتنشيط الحملة الانتخابية.

ومن المنتظر أن تكون التزامات المرشح تبون الانتخابية على رأس القائمة، خصوصًا وأنّه "ترشح لعهدة ثانية مثلما يسمح به الدستور وذلك نزولًا عند رغبة "كثير من المكونات السياسية والاجتماعية في البلاد من أحزاب ومنظمات وشباب"، مثلما صرح في لقاء إعلامي سابق.

ميدانيًا، سيكون "للشعب الجزائري الكلمة الفاصلة في الانتخابات، كما قال المرشح تبون، مشددًا على أنّ "الانتصارات المحققة كلها هي انتصارات الشعب الجزائري وليست انتصاراتي".

مغامرة لابُدّ منها؟

رغم أنّ الفارق بين المترشحين من حيث الخِبرة والتجربة، له وزن سياسي لافت، فإنّ تجربة الثنائي أوشيش وحساني هي الأولى من حيث العُدّة النّظرية والميدانية لذا يمكن أن تُقرأ سياسيًا بأنّها "مغامرة " انتخابية، وجب خوضها في سيرة ذاتية للحزبين (الأفافاس وحمس)، بينما المرشح تبون تعتبر محطة ثانية له، بعدما فاز في انتخابات 2019.

بالإضافة إلى التواصل المباشر للثلاثي الانتخابي، سيستند المترشحون والأحزاب على مواقع التواصل الإلكتروني، وذلك عبر استخدام وسائط الشبكات الاجتماعية بمختلف منصاتها، لقربها أكثر من المواطن، وسهولة الولوج إليها، فهل يمكنهم بذلك إقناع الجزائريين بالفعل السياسي.

وفي هذا الإطار، أعلن حزب جبهة التحرير الوطني عن أول لقاء ضمن الحملة الانتخابية للمرشح تبون، الخميس، يشرف عليها الأمين العام، عبد الكريم بن مبارك في ولايتي عين تموشنت ومستغانم، إضافة إلى تجمع آخر يوم الجمعة في ولايتي تيسمسيلت وتلمسان، فضلًا عن تجمعات أخرى في ولايات ميلة وبجاية وجيجل.

وفي غضون ذلك، بدورها تنشط قيادات كل من جبهة المستقبل وحركة البناء الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، عدة تجمعات لفائدة المترشح الحرّ عبد المجيد تبون.

ميدانيًا أيضًا، يبدو أن مختلف الظروف مهيأة من قِبَل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، لاحتضان فعاليات الحملة الانتخابية، وإعداد العشرات من الفضاءات التي تشمل قاعات للرياضة وأخرى تابعة لمؤسسات ثقافية ودور سينما وملاعب جوارية عبر البلديات، لتنظيم المعنيين بالاستحقاق الرئاسي لنشاطاتهم.

24 مليون ناخب 

بالأرقام، سجلت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، ما يربو عن 24 مليون ناخب، وهذا بحسب تصريحات رئيس الهيئة الرسمية محمد شرفي، لتكون الكرة في ملعب المترشحين لإقناع الناخبين ببرامجهم.

وبالرغم من ذلك، فإنّ متابعين للوضع العام في الجزائر، يتوقعون أن تعرف فعالياتها منحىً بطيئًا، كما يقول المحلل السياسي، أستاذ العلم السياسية، الباحث كريم بن ذراع، مشيرا إلى أنه " عودتنا الحملات الانتخابية انخفاضا في الوتيرة في الأيام الأولى".

وعن هذه التوقّعات أَضاف في تصريح لـ"الترا جزائر"، أنّ ذلك راجع إلى عدة أسباب، إذ ستعرف الفترة الأولى البعض من "الخُفوت" بحكم أنها تأتي في توقيت صيفي يتميّز بالحر الشديد، فضلا عن ركون الكثيرين إلى العطلة والراحة، وبالتالي سيكون نسق الحملة في مستوى متدني، وحتى المرشحين سيجدون صعوبة في التعامل الشعبي.

وواصل قائلًا بأنّ هذا النسق يمكن أن يعرف حالة تصاعدية مع مرور الأيام، خصوصًا أمام البرنامج الانتخابي المسطر من مختلف المترشحين وقدرتهم على شحذ وحشد الناخبين.

من المنتظر أن تؤطر السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات الحملة الانتخابية، عن طريق مختلف اللجان المخصصة لمتابعة مختلف النشاطات وخطابات المرشحين

هذا ومن المنتظر أن تؤطر السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات الحملة الانتخابية، عن طريق مختلف اللجان المخصصة لمتابعة مختلف النشاطات وخطابات المرشحين، فضلًا عن متابعة تدخلاتهم في وسائل الإعلام.