16-نوفمبر-2024
(الصورة: فيسبوك) سعادة عربان

(الصورة: فيسبوك) سعادة عربان

فريق التحرير - الترا جزائر 

تصريحات مثيرة أدلت بها فتاة شابة تبدو في الثلاثينات من العمر، تتكلم بصوت خافت، لاعتمادها على جهاز الفغر الرغامي، مفادها أن الروائي كمال داود الفائز بجائزة "غونكور" استغل قصتها وأفشى أسرار حياتها الشخصية في روايته "حوريات".

أثارت تصريحات الشابة سعادة عربان تعليقات ساخطة على الروائي المثير للجدل كمال داود وزوجته الطبيبة النفسية

وراء هذه الفتاة قصة حزينة جدًا، فهي من ضحايا العشرية السوداء، تعرضت عائلتها لهجوم إرهابي في أواخر التسعينات، فقُتل جميع أفراد عائلتها جميعًا وكانت الطفلة سعادة عربان ذات الست سنوات، الناجية الوحيدة من هذه الحادثة المأساوية.

لدى استضافتها في حصة تلفزيونية، قالت الشابة سعادة التي قدمت رفقة زوجها، إنها كانت تُقدم على جلسات علاجية لدى طبيبة نفسانية، تكون زوجة الكاتب داود، وقد تواصل معها لتحويل قصتها إلى رواية غير أنها رفضت الأمر.

من هنا، بدأت قصة رواية "حوريات"، فهي تقول إن فصولها تتطابق مع حياتها الشخصية، وتوضح هنا، أن الروائي ذكر الكثير من التفاصيل عنها: "الندبة التي أحملها، الوشم، الإجهاض، ثانوية لطفي، علاقتي بوالدتي، علاجي في فرنسا".

هذه التصريحات، أثارت تعليقات ساخطة على الروائي المثير للجدل كمال داود، وزوجته الطبيبة النفسية، واعتبروا الأمر غير أخلاقي، واستغلالًا لقصة حزينة دون إذن من صاحبها، واتهموا زوجته بإفشاء سر طبي للمريضة وعدم الالتزام بأخلاقيات المهنة.

في هذا السياق، يقول علي حليتيم: "لا يكف تاجر الموت كمال داود عن مفاجأتنا في كل مرة. بكيت والله وانا أسمع شهادة الضحية الحقيقية سعادة في رواية حوريات التي ادعى الدعيّ أنها من نسج خياله الواسع".

ويضيف صاحب المنشور: "أما زوجته الطبيبة النفسانية التي أذاعت سر مريضتها، فبأي كلمات سنعبّر عن قسوتها ونذالتها حين تعجز كل الكلمات".

في هذا السياق، يعبّر مراد سرخس بالقول: "فضيحة مجلجلة وعالمية. كمال داود الذي نال الغونكور الفرنسي قبل أيام كذب على العالم واستغل مأساة فتاة وهرانية مريضة دون استشارتها كانت تعالج عند زوجة كمال داود".

وأردف قائلًا: "نحن أمام إفشاء سر طبي وانتهاك خصوصية مريضة والتشهير بها وبمرضها واستغلال غير إنساني لملف طبي! وكثير من الكوارث يا لطيف تجار المآسي يتقدمهم كمال داود الحداثي! هزُلت".

رجاء مزيان، تعلق بدورها على ما ورد على لسان السيد سعادة عربان بالقول: "تخيلي تكوني مريضة وناجية من الإرهاب، تروحي لـ psychiatre تحكيلها كل قصص حياتك وأسرارك وتبقاي تتعالجي عندها.. بعد أعوام تلقاي قصة حياتك في كتاب كتبو زوج الطبيبة بالتفصيل الممل! فقط ماذكرش إسمك.  هذا وش صرا لوحدة كانت تداوي عند زوجة كمال داوود".

وينشر يوغا عماد معلقًا على هذه الحادثة "يسما على واش فهمت، زوجة كمال داود كانت طبيبة وخانت ثقة إحدى مريضاتها (وكذلك الميثاق الطبي) وراحت حكات لراجلها قصة مريضتها التي حوّلها الى رواية. الكاتب الشجاع صديق المرأة".

الكاتب جلال حيدر، ينشر في تدوينة فيسبوكية: "ماذا كان يفعل كمال داود؟ كان قد نصّب نفسه وليا للعلمانية، قاهرًا لكل أشكال التخلف، مدافعًا عن المرأة، وفي الاخير يسرق حياتها الشخصيّة بمساعدة زوجته الطبيبة ويحولها إلى رواية!! أمام تهاوي أقنعة النخبة أجدني حزينًا جدًا! إذا كانت هذه أخلاقهم كيف سيكون تصورنا للطبقات العادية؟ هل فكّرت الطبيبة في الضرر النفسي الذي ستعاني منه مريضتها وأنها سوف تفقد الثقة نهائيًا حتى في الطب؟".

إلى هنا، تعتبر سلمى بكوش، في منشور فيسبوكي أن "ما قام به الكاتب كمال داود وزوجته مختصة الأمراض النفسية والعقلية جريمة لا تغتفر، وهي أنهما قاما سويا بالاقتيات من معاناة مريضة استأمنت زوجته المختصة على مأساة تتعالج منها منذ أكثر من 25 سنة لتفضح خصوصيتها، تقدمها على طبق من ذهب لزوجها الكاتب، ينشر كتاب حولها، ينال جائزة أدبية بل ويطمح لتحويلها إلى فيلم يجني منه أرباحًا خيالية وهذا دون أي موافقة من صاحبة القصة وأية قصة".

ينتظر متابعون أن يخرج الروائي كمال داود ليرد حول ما ورد ضده من تصريحات

بعد هذه التصريحات، ينتظر متابعون أن يخرج الروائي كمال داود ليرد حول ما ورد ضده من تصريحات، فهو قال في تصريحات تلفزيونية سابقة، إنه فصول هذه الرواية كتبها من نسج الخيال، ولم يشر لا من بعيد أو من قريب لوجود شخصية حقيقية اقتبص منها فصول عمله "حوريات".