11-يناير-2024
سنكوشي يقدم البيتزا لزبائنه (فيسبوك/الترا جزائر)

سنكوشي يقدم البيتزا لزبائنه (فيسبوك/الترا جزائر)

فريق التحرير - الترا جزائر 

"ليست الشوكة من تصنع الأطباق الشهية"، "مطهوٌ بحب"، "لن تجد هذا الطعام عند والدتك"، هي عبارات تعتمدها عدّة مطاعم ومحلّات للأكل السريع لجلب الزبائن والترغيب في تجربة شيء مختلف في عالم الطبخ. ولكن ربّما تكون هذه وسيلة دعاية تقليدية أمام ما يعرضه بائع بيتزا متجول في منطقة الشرق الجزائري.

ربّما ابتكر "سنكوشي" طريقة جديدة في الدعاية للمأكولات محليًا، إلا أن الأمر قد يبدو مشابهًا لطريقة بعض المطاعم في العالم في الترويج للأكل السريع

أمام شاحنة قديمة مركونة على حافة الطريق، ينصب بائع متجول يدعى "سنكوشي"، طاولة يعرض عليها قطعًا كبيرة للبيتزا أو ما يصطلح على تسميتها كذلك محليًا، فهي بالكاد قطع كبيرة من رغيف عليها حشوة بسيطة من الطماطم وبعض الفلفل الأخضر، توضع في أطباق معدنية مستطيلة الشكل وأخرى دائرية، ولكن ما يلفت الانتباه، هو إقبال كثيرين على هذا البائع، وهو ما يطرح أسئلة كثيرة حول سبب ذلك، إن كان بسبب طعمها أو ثمنها الزهيد، أو بسبب طرافة "السنكوشي" وشهرته على مواقع التواصل.

يصدح "سنكوشي" مناديًا بعبارات تثير الرعب والخوف قائلًا: "خامج وبنين" وتعني باللغة المحلية "قذرٌ ولذيذ" وأحيانًا يعلو صوته ملوحًا لزبنائه: "المقبرة.. الموت.. الإنعاش.. سيارة الإسعاف.. ثلاجة الموتى"، ويستطرد هذه الدعاية بعبارته الشهيرة "كلْ هنا.. ومت هناك"، ورغم ذلك تلقى بضاعته رواجًا كبيرًا ويتزاحم الناس على تذوق هذه البيتزا، فضلًا عن ذلك بات نجمًا على السوشيل ميديا.

قد لا يكون ما يقوله "سنكوشي" عن نفسه صحيحًا، فهو رغم أنّه يروج لبضاعته بعبارات "تدعو للاشمئزاز"، ويعرض المأكولات على حافة الطريق مباشرة، ما يجعلها معرضة للغبار ودخان السيارات، إلا أن كثيرًا من الزبائن تحدثوا أن وجباته لم تتسبب يوميًا في تسمم غذائي أو مغص لأحدهم.

إلى هنا، يقدم صابر عزوز في تدوينة فيسبوكية، شهادته حول تعامله مع هذا البائع الجوّال، حيث يقول: "كلمة حق من مواطن وزبون بسكري طيلة 25 سنة، دفاعًا عن الأخ السنكوشي ابن قسنطينة،لسنوات طويلة والشعب الجزائري يأكل برا.. محلّات صغيرة للأكل خفيف وفي الأسواق وفي الأحياء الشعبية وحتى في الطبيعة.. طيبنا الماكلة مخلطة وعمرنا ما اشتكينا من شيء.. وسي خبراء النظافة والإتيكيت والأكل بالملعقة والفرشيطة والخرطي نهار يروحوا للمطاعم يحطولهم الأكل يأكلوا وخلاص والله ما علبالهم كيفاش طيبوها".

وأضاف أن البائع "سنكوشي" محبوب من طرف الجميع، ولديه الجديد كلّ يوم، يقدم بيتزا مصنوعة من الطماطم والجبن، وكل الناس تأتيه من عدة ولايات حتى من دول الجوار، ولا أحد اشتكى من وجباته، أو زار المستشفى بسببها، على حدّ تعبيره.

من جهته، يعلّق صاحب حساب تونسي حسين، حول موضوع الدعاية التي يتبناها "سنكوشي" للترويج لبضاعته، حيث يقول في مستهل منشوره " بالرغم من كل هذا الرعب الذي يقوم بالمناداة عليه، إلا أن الزبائن يتوافدون عليه بكثرة ، وعلامات السعادة بادية على وجوههم".

وأردف صاحب التدوينة أن "سنكوشي" ظاهرة تستحق الدراسة من طرف طلبة التسويق والإعلام والاتصال وعلم اجتماع النفس والصحة.

في السياق نفسه، تُشير صفحة حماية المستهلك لولاية تيبازة، أن طريقة الدعاية التي يعتمدها "سنكوشي"، أصبحت متعبة من طرف عدد محلات الأكل السريع في الجزائر.

وأضافت الصفحة، أن أحد أصحاب المحلات نشر على صفحته، أن البرغر الذي يقدمه، أدخل أحدهم إلى المستشفى، ويقوم في الوقت نفسه بالترحيب بزبائنه، وختمت بعبارة تُشير إلى أن هذا الأمر لم يعد مفهومًا.

ربّما ابتكر "سنكوشي" طريقة جديدة في الدعاية للمأكولات محليًا، إلا أن الأمر قد يبدو مشابهًا لطريقة بعض المطاعم في العالم في الترويج للأكل السريع، فمرة ظهر الإعلامي السعودي أحمد الشقيري، في إحدى حلقاته عن الأكل الصحي، أمام مطعم في أميركا اسمه "برغر السكتة القلبية"، ويعلّق أمام محله لافتة كتب عليها: "تحذير.. هذا المكان مضرّ لصحتك"، ولا فتة أخرى بجانبها مكتوب عليها "نقبل الدفع نقدًا فقط، إذ يمكن أن تموت ويصرف الشيك".

يتمنى "سنكوشي" أن يتخلص من التجول ويفتتح محلًا قانونيًا ويكن له مكان قار يقصده الزبائن

على خلاف ما يعرفه كثيرون، يظهر "سنكوشي" في أحد فيدوهاته، وهو يتمنى أن يتخلص من التجول، ويفتتح محلًا قانونيًا ويكن له مكان قار يقصده الزبائن، ويقول إنه يتقدم في العمر ونشاطه يقل، ويتمنى أن يكون له مكان قار، حتى يتخلّص من نقل معداته وترحيلها معه في كلّ مرة، ويحمى نفسه من المطر وبرد الشتاء.