02-أغسطس-2024
تيار المدخلية

المدخلية (صورة: الشروق)

قوبلت منشورات غريبة عن توجه عموم الجزائريين، تظهر الفرح باغتيال الشهيد إسماعيل هنية، نشرها أتباع فرقة المداخلة على صفحاتهم على فيسبوك، باستنكار واسع ومطالب بتدخل السلطات للوقوف على حقيقة هذا التيار الذي ينشط بكثرة في المساجد.

مدونون ومشايخ اعتبروا أن هذه الأفكار دخيلة على المجتمع الجزائري

وظهرت هذه المنشورات، على صفحات تسمي نفسها بالسلفية وتنسب نفسها لولايات جزائرية؛ وقد كتب عليها عبارات من قبيل "مستراح منه" مع تشويه لصورة رئيس حركة حماس الراحل إسماعيل هنية وإظهاره على أنه يوالي المذهب الشيعي الذي يناصبونه العداء.

وتحدث بعض أصحاب هذه المنشورات، عن أن هنية ينتمي لتيار الإخوان المسلمين الذي يمارس السياسة وينتقد الحكام، بينما يؤمنون هم أن ذلك مخالف للشريعة الإسلامية وفق تفسيرات مشايخهم.

وتسببت هذه المنشورات التي انتشرت في وقت واحد، بصدمة للمطلعين عليها، مما ظهر في التعليقات التي ترحمت على هنية وهاجمت بشدة أصحابها ونعتتهم بأنهم يتقاسمون نفس فرحة الصهاينة برحيل قائد حماس.

واستغل الشيخ وليد مهساس منبره قبل صلاة الجمعة، ليهاجم بشدة طائفة "المدخلية" (نسبة لربيع المدخلي الذي يتبعونه)، معتبرا أن هذه الفئة "ليس فيها لا رائحة الرجولة ولا الدين".

وذكر مهساس وهو الشيخ الذي اشتهر في حادثة القطة التي ركبت كتفه أثناء صلاة التراويح، أن اسماعيل هنية قدّم كل شيء، حياته وأولاده وأحفاده من أجل القضية الفلسطينية، ثم يأتي من يقول عند اغتياله "مستراح منه".

وأضاف قائلا: "أنتم لا تفقهون معنى الرجولة.. ولا نستطيع إفهامكم معناها لأنهم أداة من أدوات بني صهيون". 

وكتب فاتح ربيعي الأمين العام السابق لحركة النهضة، من جهته تدوينة تطالب السلطات بالتصدي لهذه الطائفة التي باتت حسبه ظهيرا لبني صهيون.

وقال: "من خلال معرفتي لهذا التيار وما يغلب عليه من ظاهرية في فهم النصوص الشرعية وعند معالجتها، وبعده عن الفهم الأصولي المقاصدي الذي يعمل أدوات الاجتهاد، فإن التيار المتشدد فيه يحمل في فكره واجتهاده بذور فنائه، وقد صار جزء من هذا التيار عامل فرقة، وسببا لنفور الناس وبعدهم عن الدين، لولا أن دين الله قوته في ذاته ما استعصى على الهدم من أدعيائه".

وأوضح أن التيار السلفي المدخلي حتى لا نقع في التعميم والذي يتدثر بمفهوم طاعة ولي الأمر، قد أظهر أن "بما لا يدع مجالا للشك بأن ولي الأمر أمريكي وصهيوني، ولا عجب عندئذ أن تقف هذه الطائفة وتصطف في خندق الأعداء، وتجاهر بالنكاية والشماتة في الشهداء والمجاهدين، في معركة مصيرية تخوضها المقاومة الفلسطينية دفاعاً عن شرف الأمة ومقدساتها".

وتابع: "الأخطر في الأمر كله أن تكون هذه المخلوقات البشرية تعيش بيننا على أرض الشهداء والمجاهدين، والأدهى والأمر أن تعتلي منابر مساجد الجمهورية وتبث سمومها تحت غطاء رسمي".

وختم ربيعي بالقول: "إن لم تسارع الجهات الرسمية لتصحيح الأوضاع، فنخشى أن تصيبنا دائرة، فما تسلل لصوص الليل إلا في غفلة من أعين الحراس، والله المستعان وعليه التكلان".

أما المدون صهيب بوزيدي، فذكر أن الطريقة التي يتحدث بها المداخلة لا تقوم على أي منطق يستدعي المجادلة.

وذكر في تدوينة له قائلا: "تخيل أنك في جنازة لموت أعز الناس لديك، يدخل الناس فيقولون "عظم الله أجرك" ويحاولون أن يخففوا من حزنك. وفجأة يدخل عليك شخص ملتحٍ تظهر عليه علامات التدين في لباسه وهيئته، ولأنك تجهل طريقة تفكيره ستتوقع أن تكون الموعظة الأفضل والمواساة الأعظم لك من هذا الإنسان تحديدا. اشرأبّت أعناق الحضور متطلّعة إلى ما سيقوله هذا الشيخ، فقالوا "عِظنا يا شيخنا الجليل، أطفئ بعض الحريق الذي أُضرِمَ في أفئدتنا وواسنا في مصابنا".وإذا به يفاجئ الجميع فيقول "ميّتُكم مستراح منه والحمد لله على تمكن حاملي راية النجمة السداسية الزرقاء من إرساله إلى جهنم، فقد كان من الخوارج".

وأردف: "هل سيطيب لك أن تناقشه بكل هدوء فتقول "ما دليلك على كذا وردي على مغالطتك الأولى هو كذا وكذا ؟" أم أنك في أحسن الحالات ستطرده من المكان قائلا "قم لا بارك الله فيك أتفرح عن العدو وتشمت في المسلمين ؟". كذلك المداخلة، لا يمكن التنزل معهم إلى درجة مناقشتهم في البديهيات وإنما يكفي للعاقل أن يعرف إلى أي فريق ينحازون، بموت من يفرحون ولصالح من يهتفون".

وينتشر أتباع هذه الطائفة في مساجد معينة، ولديهم مجموعة محددة من المشايخ يتبعونهم يتغيرون حسب تزكية أقطاب هذا التيار في الخارج، ويتميزون بإعلانهم الولاء المطلق للحكام ورفضهم الانخراط في الأحزاب وممارسة السياسة.