08-فبراير-2024
ذكرى ساقية سيدي يوسف

وزراء الجزائر وتونس (صورة: فيسبوك)

فريق التحرير - الترا جزائر

أحيت الجزائر وتونس ذكرى ساقية سيدي يوسف التي امتزجت فيها دماء الشعبين خلال الثورة الجزائرية، في سياق يشهد تميزًا في العلاقات بين البلدين، وفق ما أكدّه وزراء من الجانبين.

حركة البناء تدعو ألّا يقف التعاون الجزائري التونسي عند الاتفاقيات الاقتصادية وضرورة بذل مزيد من الجهود والتنسيق من أجل تكريس شراكة قوية متجذرة ومستدامة

وقال وزير الداخلية إبراهيم مراد، اليوم الخميس بساقية سيدي يوسف (تونس)، إن إحياء الذكرى هذه السنة يأتي في "سياق متميز" تشهده العلاقات الجزائرية - التونسية المرتكزة على "عمق الأواصر التاريخية والمدعومة بالإرادة السياسية القوية لرئيسي البلدين".

وأوضح أن تذكّر تضحيات شهدائنا الأبرار الذين امتزجت دماؤهم من البلدين هو تجديد للعزم على العمل سويا على قدم وساق لترسيخ تعاون في مستوى التضحيات الجسيمة المقدمة، والعمل على تنمية مدمجة بمناطقنا الحدودية استجابة لتطلعات سكانها".

وأشار إلى أن إحياء الذكرى يأتي بعد أيام قلائل من اللقاء الذي أشرفت عليه بالجزائر العاصمة مناصفة مع وزير الداخلية للجمهورية التونسية  كمال الفقي، والذي شكل سانحة لفتح نقاشات بناءة ومستفيضة حول المعالم المستقبلية التي يريدها البلدان لمناطقهما الحدودية".

ورقة طريق في الحدود

وأبرز أن هذا اللقاء قد "توج باتفاق على ورقة طريق بين الطرفين تتضمن جملة من المقترحات المشاريع العملية ذات الطابع التجاري والسياحي والفلاحي والثقافي والتي تعتمد على المقومات الاقتصادية والاجتماعية والطبيعية التي تزخر بها المنطقة".

وأكد مراد أن هذه المشاريع المقترحة "تمثل ورقة الطريق التي تعكس طموحات شباب المناطق الحدودية بفتح آفاق واعدة لهم في مجالات التكوين المهني والصيد البحري وتربية المائيات والفندقة وكذا الطاقة الشمسية".       

من جهته، قال وزير الفلاحة و الموارد المائية و الصيد البحري التونسي، عبد المنعم بلعاتي ، "إننا نستلهم من هذه المناسبة أنبل معاني الإيثار والتضحية لتحقق إيماننا بوحدة المصير المشترك وتنير سبيلنا في مجابهة التحديات الراهنة والمستقبلية".

ولفت إلى "وقوف الجزائر الشقيقة رئيسا وحكومة وشعبا مع تونس في هذه المرحلة التاريخية الهامة التي تمر بها على درب تعزيز مسارها الديمقراطي وترسيخ أمنها واستقرارها في ظل التحديات الصعبة الماثلة".

وككل سنة، استهّل الوفدان إحياء الذكرى بالتوجه إلى النصب التذكاري المخلد لتلك المجازر وسط بلدية ساقية سيدي يوسف، قبل متابعة فيلم تاريخي حول المجازر بالمركب الثقافي لذات البلدية.

دعوة لتوسيع التعاون

من جانبها، أكدت حركة البناء الوطني في بيان لها أن "إحياء هذه الملحمة التاريخية كل سنة ما هو إلا تأكيد عن التصميم الثابت والإصرار القوي والعزم المشترك الذي يحدو قيادتي البلدين، ويعضدها الشعبين الأخوين للمضي قدما في تعزيز قيم التآخي والتآزر والتضامن التاريخية وتوطيد العلاقات الثنائية المميزة التي تربط الجزائر وتونس".

ودعت الحركة المشاركة في الحكومة، لأن "لا يقف التعاون الجزائري التونسي عند الاتفاقيات الاقتصادية بل نعتبر من الضروري للغاية اليوم، بذل المزيد من الجهود والتنسيق من أجل تكريس شراكة قوية متجذرة ومستدامة، لا تنكسر أمام المخاطر المتعددة والمتزايدة للارتدادات الاقتصادية والأمنية التي أفرزتها التحولات الجيوسياسية الدولية الراهنة على المستوى الإقليمي والدولي".

وذكرت الحركة التي يقودها عبد القادر بن قرينة، أنها تشجّع الجهود المبذولة لتثبيت الاستقرار الاقتصادي الذي تعكف على تحقيقه السلطات التونسية، مسنودة من شقيقتها الجزائر في ظل محاولات يائسة لفرض حصارٍ خانقٍ عليها من أجندات خارجية معروفة، وفق البيان.

وتعود أحداث ساقية سيدي يوسف، إلى 8 شباط/فيفري 1958، حيث الجيش الفرنسي بشنّ عدوان على قرية ساقية سيدي يوسف، الواقعة في الحدود الجزائرية التونسية، كرد فعل للدعم التونسي للثورة الجزائرية.