فريق التحرير - الترا جزائر
ما سمي بالمخطط الخاص لحركة المرور في العاصمة، في إطار التحضيرات المتعلقة باحتفلات ثورة التحرير في الجزائر، أثار موجة سخط عارمة وتذمرًا وسط جزائريين، خاصة السائقين، لتسبّبه في انسداد الطرقات المؤدية للعاصمة وتعطل حركة المرور لساعات طويلة.
اشتكى كثيرون على مدار الساعات الماضية من اختناق حركة السير في عدد من الطرق الاجتنابية المؤدية إلى العاصمة
القرار الصادر عن والي ولاية الجزائر، المتعلق بغلق وتحويل حركة المرور، بداية من يوم 27 تشرين الأول/أكتوبر الجاري إلى غاية الفاتح تشرين الثاني/نوفمبر القادم، اعتبره متابعون أمرًا مزعجًا لسكان العاصمة.
واشتكى كثيرون على مدار الساعات الماضية، من اختناق حركة السير في عدد من الطرق الاجتنابية المؤدية إلى العاصمة، واعتبروا أن هذا القرار أثر على كثيرًا على العمال والمهنيين والتجار والطلبة الجامعيين وحتى ممن يقصدون المؤسسات الاستشفائية والمكاتب الإدارية.
وجه الانتقادات حمل أيضًا حديثًا طول الفترة الزمنية التي خصّصت للتحضيرات الخاصة بالذكرى الـ 70 لثورة التحرير، في عاصمة تعتبر من أكثر المدن الجزائرية اكتظاظًا بالسكان، ناهيك عن الحركة التجارية والاقتصادية للوافدين يوميًا إليها من كل ولايات الوطن.
في هذا السياق، علق مراد بيار، في منشور ساخر على فيسبوك جاء فيه: "شخص من العاصمة أوصل شقيقه إلى المطار ثم قفل راجعًا لكن الغريب أن أخاه وصل إلى فرنسا قبل أن يصل إلي بيته".
وبدوره، طرح رائد أمير براء، مشكلة وصول المستخدمين إلى مقرّات عملهم في تدوينة له يقول فيها: "بعض العمال من العاصمة يجدون صعوبة في التنقل بين الإقامة والعمل بسبب غلق الطرقات من أجل احتفالات نوفمبر".
من جهته قال محمد هناد، في منشور طويل له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "أصدرت ولاية العاصمة اليوم بيانا تعلن فيه غلقًا تامًا للطريق السريع المار بجانب الجامع الكبير إلى غاية محوِّلة هضبة العناصر، وذلك من 27 أكتوبر إلى غاية 01 نوفمبر مساء".
وأردف تعليقه: "مستعملو هذا الجزء المهم من الطريق سيعانون كثيرًا مدة ستة أيام كاملة من أجل استعراض عسكري إحياء للذكرى الـ 70 لاندلاع ثورة التحرير".
وتساءل صاحب المنشور: "لماذا يزيدون في متاعب المواطن عوض التخفيف منها ما أمكن؟ ألم تكفيهم الحواجز الأمنية المسلطة علينا منذ أكثر 30 سنة كاملة في كل مكان من البلاد؟ علاش هاذ الحڨرة؟ ثم إن هذا الاحتفال احتفالهم هم وحدهم لأن أغلبية الشعب، كما هو واضح للعيان، لم تعد معنية به وقد كان بإمكانهم أن يقيموه فيما بيهم بمحمية نادي الصنوبر".
وعلق هناد قائلًا: "مازلنا في عهد الاستعراضات العسكرية التي تجاوزها الدهر. زيادة على كون السلاح الذي يستعرضون به عضلاتهم مستورد".
عبد القادر جامع، بدوره انتقد قرار غلق الطريق بالعاصمة، واعتبر أن "الذي قرر غلق الطريق في العاصمة، نجح نجاحًا باهرًا في تذكير الجزائريين بالظروف التي دفعت اجدادهم للثورة".
حساب آخر، صاحبته تسمي نفسها "أميرة جورناليست" كتبت في تدوينة على فيسبوك تقول: الجزائر العاصمة الآن خارج الخدمة. غلق الطريق الرئيسي نحو العاصمة ما تدخل ما تخرج جميع المسالك ووسائل النقل متوقفة".
وأضافت "أكثر من ثلاث ملايين راكب لمستعملي الترامواي والميترو وحركة سير منعدمة بسبب الاحتفالات بذكرى اندلاع الثورة. إلا طريق مفتاح الوحيد المفتوح ولك أن تتخيل".
صفحة " What Else?" نشرت تدوينة مطولة انتقدت فيها الاظدحام المروري، وتعطل مصالح المواطنين الداخلين للعاصمة، واعتبرت القرار لا يحترم المواطنين، منبّهة إلى الاستعجالات الطبية".
وعلقّت "أنا شخصيًا الحاجة لي دهشتني ماشي الدولة لكن الشعب هادا لي مازالو داير أمل، داير أمل بعد كل المهازل والأهوال والانحطاط والرداءة والعشوائية واللامسؤولية التي تشهدها البلاد".
صابر حشماوي، كتب بدوره على حسابه بموقع فيسبوك متذمّرًا: "أسوأ عاصمة في أسوأ وطن في العالم. العاصمة مغلقة في كل الاتجاهات وغلق الكثير من الطرق وتوقف النقل منذ فجر اليوم. حسبنا الله و نعم الوكيل".
أما صفحة "Derrière Chaque"، فبررت سخط المواطنين تجاه قرار غلق الطريق في العاصمة بجملة من النقاط، وناشدت السلطات بالتدخل لفتح الطريق صباحًا.
وجاء في منشور الصفحة: "نحن لسنا ضد الاحتفال بيوم مجيد يعبر عن إحدى أعظم ثورات البشرية، ولسنا ضد قرارات الدولة الجزائرية؛ ولكن كمواطنين وجب مراعاة انشغالاتنا وَأعمالنا وغلق طريق يعتبر شريان حياة بالنسبة للعاصمة نراه قرارًا مجحفًا في حق سكان العاصمة وتنقلاتهم اليومية".
صفحة "ناس مفتاح" أشارت في منشورها إلى ما وصفته بالاختناق المروري في العاصمة، وحركة سير شبه منعدمة بسبب غلق الطريق الرئيسي.
وعلقت صفحة "قالمة" أن "المواطنين وبعد زحمة المرور التي شهدتها الطرقات، قرروا الذهاب إلى مقرات عملهم باكرًا ولكن الجميع فكروا بالطريقة نفسها والنتيجة كما ترون".
في مقابل ذلك، استغرب شابي عمر، انتقادات الناس لقرار غلق الطرقات، وعلق على الموضوع بأنه إذا تعلق الأمر بغلقها لأجل مباراة كرة القدم كان الأمر عاديًا.
وجه الانتقادات حمل أيضًا حديثًا طول الفترة الزمنية التي خصّصت للتحضيرات الخاصة بالذكرى الـ 70 لثورة التحرير
ونشر: "بعض سكان العاصمة يقبلون غلق الطريق كل أسبوع، من أجل كرة القدم، ويستاؤون من استعراض أول نوفمبر مرة كل سبعين عامًا. ما الأمر؟".
يشار أن سكان العاصمة الجزائرية، يعانون في حركة السير العادية من زحمة مرور خانقة على مدار ساعات اليوم، وجاء هذا القرار "المؤقت" ليزيد الوضع تأزمًا، في ظلّ عدم إقرار إجراءات مرافقة لهذا الحدث المتعلق بتحضيرات الاحتفال بعيد الثورة، وتخصيص ممرات استعجالية لسيارات الإسعاف والحالات الطارئة، أو منح تراخيص استثنائية لمستخدمي الطريق.