03-يونيو-2024
بقر فرنسي

كشف مصدر دبلوماسي فرنسي بأنّ باريس تسعى إلى استئناف شحن الأبقار إلى الجزائر، بعد أن جمّده البلد الأخير، بسبب مرض "النزفية الوبائية" أيلول/سبتمبر 2023.

الجزائر علقت استيراد الأبقار من فرنسا في أيلول/سبتمبر 2023 بسبب مرض معدٍ

وفي تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، اليوم الإثنين، كشف، مصدر دبلوماسي عن إجراء "نقاشات" مع الجزائر من أجل "إعادة فتح السوق الجزائرية أمام الموردين الفرنسيين."

وتعدّ صادرات المواشي خارج الاتحاد الأوروبي "حسّاسة للغاية إزاء المخاطر الدبلوماسية والجيوسياسية"، وفق تقرير صادر عن المؤسسة الحكومية المعنية بالزراعة ومنتجات البحر (FranceAgriMer)، خصوصا أنّ فرنسا تربطها علاقات متقلبة مع مستعمرتها السابقة.

في هذا الإطار، يقول لوران تريمولي، مسؤول إحدى مناطق مرور الماشية في مدينة سيت (فرنسا)، لـ"فرانس برس" أنّه "تعمل إدارتنا بذكاء لإعادة هذا التدفّق التجاري".

غير أنّ هذا المسؤول كان قد بدا أكثر انزعاجًا قبل عدّة أسابيع عند الحديث عبر الهاتف، إذ أشار حينها إلى عدم إحراز أي تقدّم، بحسب الوكالة الفرنسية.

من جهته، يقول رئيس ميناء سيت، فيليب مالاغولا، "يبذل أصدقاؤنا الجزائريون قصارى جهدهم"، مشيرا إلى أنّ "المسائل التنظيمية الإدارية الداخلية" تبقى من دون إجابة.

ليتابع: "المستوردون الجزائريون متطلّبون"، مؤكدا أنّه سيظل من الضروري "البحث عن أسواق أخرى" لتقليل الاعتماد على الجزائر.

عموما، يوضح ماكسيم بوني وهو خبير الاقتصاد الزراعي في المعهد الفرنسي للثروة الحيوانية، أنّ الشحنات إلى الجزائر "تشهد حركية كبيرة في نهاية العام"، ذلك أنّه يمكن تسمين الحيوانات بشكل أكبر بحلول شهر رمضان (شباط/فيفري-آذار/مارس 2025).

ويوضح الخبير أنّ "إغلاق السوق الجزائرية لم يمنع المربّين الفرنسيين من بيع حيواناتهم، وذلك بسبب تراجع القطيع الأوروبي واستمرار الطلب الإيطالي. لكنّ الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تشتري المواشي بشكل عام بتكلفة أعلى."

وفي هذا السياق، يقول لوران تريمولي إنّ إعادة فتح السوق الجزائرية أمام الأبقار الفرنسية "سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار بالنسبة لصناعة لحوم الأبقار الفرنسية برمّتها"، مشيرا إلى أنّ "الأزمة المرتبطة بمرض النزفية الوبائية هي أحد أسباب حراك المزارعين الاحتجاجي الذي اندلع هذا الشتاء في فرنسا."

خسائر فرنسية فادحة

وبعد القرار الجزائري بحضر استيراد الأبقار من فرنسا، تحوّل، ميناء مدينة سيت (فرنسا) - الميناء الأوروبي الرائد لنقل الماشية- إلى مكان خالٍ معظم الوقت، بحسب الوكالة الفرنسية.

وهنا، يقول، جيروم لاروك، تاجر الماشية، الذي استأجر سفينة لنقل حوالى 800 عجل إلى زبائنه في تونس عبر ميناء سيت، "نشتريها ونقوم بتطعيمها ونبيعها". وبات من الضروري التأكد من أنّها لا تحمل مرض النزف الوبائي الذي ينتقل عن طريق لسع البعوض.

لكن فرنسا التي تملك أكبر قطيع من الأبقار في الاتحاد الأوروبي لا تحتفظ بجميع الحيوانات المولودة على أراضيها، فهي تبيع جزءا كبيرا من الذكور إلى إيطاليا وإسبانيا وغيرها.

وفي العادة، يمر عبر ميناء سيت أكثر من 100 ألف رأس من الأبقار وعشرات الآلاف من الأغنام سنويا، وفقا لما ذكره لوران تريمولي مسؤول إحدى مناطق مرور الماشية في سيت التابعة للجمعية الفرنسية التي تعنى بلحوم البقر والمصدرين ووكلاء الشحن.

"لكن هذا المكان الذي يتّسع لأكثر من 1300 رأس ماشية، بات خاليا معظم الوقت"، تكمل "فرانس برس".

ويقول تريمولي متأسّفا: "لم يعد يمر سوى قارب واحد كل عشرة أيام"، مضيفا أنّ "عدد السفن يتراوح بين اثنين وثلاثة في الأسبوع".

سبب تعليق الجزائر لاستيراد الأبقار من فرنسا

في أيلول/سبتمبر 2023، أعلنت، الجزائر، "وقفا فوريا" إلى أجل غير مسمى لاستيراد العجول والأبقار الحية من فرنسا، "بعد اكتشاف مرض معد على أراضيها."

وجاء، وقتها، في بيان لوزارة الفلاحة أنّ " القرار جاء بعد استشارة السلطة الوطنية للبيطرة، ليتم بعدها الإيقاف الفوري لاستيراد العجول والأبقار الحية القادمة من فرنسا".

وأوضح البيان أن "هذا الإجراء الوقائي جاء بأثر استعجالي على خلفية ظهور مرض معدي ويتعلق الأمر بمرض النزفية الوبائية".

وأضاف أن "هذا المرض يؤثر بشكل رئيسي على العجول والأبقار الحية في فرنسا، والذي تم الإعلان عنه رسميا من قبل السلطات الصحية في فرنسا."

وتفرض، الجزائر، منذ سنوات، شرط الحصول على ترخيص مسبق من وزارة التجارة، لإجراء عمليات استيراد معظم السلع والمنتجات من الخارج، في إطار كبح نزيف العملة الصعبة.

بيان