10-أغسطس-2024
(صورة أرشيفية/الترا جزائر)

(صورة أرشيفية/الترا جزائر)

على الرغم من الحملات التحسيسية حول شروط حفظ الأطعمة خاصّة تلك التي تتأثر بالحرارة في الصيف والرطوبة العالية في المناطق الساحلية، إلاّ أنّ عدّة عوامل تؤدّي إلى التلف السريع لمختلف المواد الغذائية والأطعمة، ما يفسّر كثرة التسمّمات في هذه الفترة.

غالبًا ما يكون الأطفال الأكثر عُرضة لمثل هذه التسممات كونهم يُقبِلون بشراهة على الأكل الجاهز في عطلة الصيف

بحسب أخصائيين في مجال التغذية فإنّ التسمم يعني "مجموعةً من الأعراض التي يعانيها الشخص بعد تناول بعض الأكلات أو شرب ماءٍ يحتوي على فيروسات أو سموم بكتيرية، تتزايد خاصّة في فصل الصيف، لذا ينصحون بتجنب الإقبال على الأكل خارج البيت والحرص على الطعام الصحي.

الأطفال الأكثر عرضة للتسمم 

غالبًا ما يكون الأطفال الأكثر عُرضة لمثل هذه التسممات، كونهم يُقبِلون بشراهة على الأكل الجاهز والسندويتشات التي تحضّر في الطرقات أو في شواطئ البحر أو في محلات لا تخضع بالضرورة لشروط النظافة والحفظ السليمة، وهو ما ينتج عنه مضاعفات والتهابات في جهازهم الهضمي الذي لا يقاوم البكتيريا والجراثيم الموجودة في مثل هذه الأطعمة.

ومن هذه الحوادث، ما أعلنته قبل أيام مديرية الصحة بولاية سطيف شرق الجزائر، عن تسجيل 30 حالة تسمم غذائي بسبب وجبات "شاباتي" من مطعم محلي، حيث تم نقل المصابين إلى المستشفى، من بينهم طفل بقي 10 أيام في المستشفى لصعوبة حالته.

من جهتها، فتحت السلطات تحقيقًا في الحادث، داعية المواطنين إلى توخّي الحذر عند شراء الطعام من المطاعم، والتوجّه إلى أقرب مركزٍ صحي في حال ظهور أعراض التسمم.

ولكون الجهاز المناعي للطفل يظلّ مهدّدًا في فترة النمو، وفي ظلّ المغريات الكثيرة في فصل الصيف، فإنّه من الواجب الحذر ومتابعة ما يتناوله الطفل مع الحرص على أن يكون طعامه صحيًا ومتوازنًا قدر الإمكان، خاّصة أنه في مرحلة يحتاج فيها جسمه لكل عناصر التغذية الأساسية ليكتمل بشكل صحيح.

وجبات متكاملة

تؤكّد خديجة بن علال، أخصائية في التغذية، أنّ هناك الكثير من الوجبات الصحية الخفيفة التي يمكن أن نقدّمها للأطفال خلال موسم الحرّ، وتعتمد على جميع أنواع الأطعمة والعناصر الغذائية من خُضرٍ ولحومٍ وبيضٍ وأجبانٍ ومكسراتٍ وبقولياتٍ وعلى عناصر غذائية مهمة لنمو الطفل.

وذكرت أنه يجب اعتماد من أربع إلى خمس وجبات خلال اليوم حسب سن الطفل، فكل ما كان سنه أصغر كلما زاد عدد الوجبات.

وابتداءً من عشر سنوات، وتضيف في حديثها إلى "الترا جزائر"، بضرورة اعتماد أربع وجبات، "فطور صباح يكون فيه بيض وأجبان وفواكه، ووجبة غداء تكون غنية بالخضر والبروتينات والبقوليات والنشويات، وفي الفترة المسائية يقدم للطفل فواكه أو مسكرات أو جبن، وأخيرًا وجبة العشاء والتي تكون بنفس نوعية وجبة الغذاء، مع يمكن إدراج بعض السكريات مثل المثلجات في فصل الصيف بطريقة منتظمة، لتجنب حرمان الطفل".

أفضل مرطِّب.. شرب الماء

ولضمان ترطيب فعال لجسم الطفل، أكّدت الأخصائية على ضرورة تشجيع الأطفال على شرب المياه بكميات كافية بعدة طرق، منها تقديم مياه منكّهة ببعض الإضافات الطبيعية المنعِشة مثل النعناع والليمون والزنجبيل.

وتعمل هذه الإضافات على تحسين نكهة الماء، حسب المختصة، وتشجيع الطفل على شربه، فضلًا عن أهمية إدراج شرب الماء في لعبة بين أفراد عائلة كمسابقة لمن يشرب أكبر كمية منه، بالإضافة إلى التوعية التي تعد طريقة نافعة جدًا لتناول المياه والحديث عن أهميته على الصحة.

وأضافت الأخصائية أن الطفل يحتاج إلى ستة عناصر مهمة من أجل نمو سليم، أولها الفيتامينات التي تعد ضرورية جدًا لنمو الطفل والعمليات الحيوية؛ ونجدها في الخضر واللحوم، والمعادن مثل الزنك والكالسيوم والمغنيسيوم، بالإضافة إلى الفواكه والخضر والمكسرات والأسماك، والبروتينات.

المكونات السابقة أساسية للنمو العضلي للطفل، وتتوفر في اللحوم والبيض والأجبان، والألياف الضرورية من أجل التوازن البكيتيري في الأمعاء وتحسين عملية الهضم وتقوية المناعة، والدهون الصحية المتواجدة في الزبدة الطبيعية والمكسرات وزيت الزيتون وصفار البيض من أجل بناء الوظائف العصبية، والنشويات الصحية الغير مكررة المتواجدة في البطاطا والأرز والتمر والموز والتي تعتبر مصدر نظيف للطاقة، والانقاص من النشويات المكررة مثل الفرينة والسميد وجميع أنواع المخبوزات.

النشاط البدني ضرورة

للأنشطة البدنية الخاصّة بالأطفال أهمية كبيرة، خلال فصل الصيف، إذ قالت المختصة بن علال أنّها تعمل على تفريغ الطاقة السالبة، في المقابل من ذلك، "تنصح بعدم ممارستها في فترات ارتفاع درجات الحرارة خلال الصباح وفي فترة الظهيرة، مع اختيار مكان يكون فيه تبريد وانشطة خفيفة غير مجهدة لا تتجاوز عشرين دقيقة في الفترة المسائية عندما يكون الجو منعشًا". 

واللافت أنّ من بين الأمراض الشائعة التي تصيب الأطفال في الصيف، التسممات الغذائية، وتتمثّل أعراضها في الإسهال والتقيؤ مع أو من دون حمى، وهذا راجع لارتفاع درجة الحرارة التي تسبب في إتلاف الأغذية.

أخصائية في التغذية لـ "الترا جزائر": هناك الكثير من الوجبات الصحية الخفيفة التي يمكن أن نقدّمها للأطفال خلال موسم الحرّ

وفي هذا الإطار؛ تنصح الأخصائية، بوضع الأغذية في الثلاجة حتى يوقف نمو البكتيريا الضارة، والابتعاد كليًا عن الأكل خارج البيت، ولهذا من الضروري الالتزام بغسل الأيدي بانتظامٍ للأطفال لأنهم يلمسون الأسطح ويلعبون خارج البيت، مع أهمية المواظبة على تقليم الأظافر لأنّهم كثيرًا ما يقضمونها بأسنانهم.