22-فبراير-2024
القمر الصناعي الأوروبي (فيسبوك/الترا جزائر)

القمر الصناعي الأوروبي (فيسبوك/الترا جزائر)

أثار توقع الجمعية التونسية للفضاء بسقوط شظايا القمر الأوروبي للاستشعار عن بعد ERS-2 التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، بالصحراء الجزائرية تساؤلات بشأن مدى صحة هذه المعلومات، وأيّة خطورة قد يسببها.

مدير دراسات بالوكالة الفضائية الجزائرية لـ "الترا جزائر": من الممكن أن يكون القمر  قد مر فوق المجال الفضائي للجزائر مثله مثل آلاف الأقمار الصناعية

وأصبحت مسارات الأقمار الصناعية الشاردة تحظى بمتابعة عالمية في السنوات الأخيرة، ففي 2022 شد مصير الصاروخ الصناعي الصيني التائه اهتمام سكان المعمورة في مختلف المناطق، بالرغم من أن هذ الوسائل الفضائية لا تتسبّب في أغلب الأحيان في حوادث خطيرة.

احتمال مستبعد

وقالت الجمعية التونسية للفضاء على حسابها الرسمي في فيسبوك "قد تكون بعض شظايا هذا القمر قد سقطت في صحراء الجزائر"، وأكد رئيس الجمعية ذاتها سيد أحمد فاصل في تصريح لإذاعة "ديوان" التونسية أن شظايا من القمر الأوروبي الصناعي الشارد قد تكون سقطت في الصحراء الجزائرية.

غير أن فتحي بن حمودة مدير دراسات بالوكالة الفضائية الجزائرية استبعد في تصريح لـ"الترا جزائر" أن تكون هذه الشظايا قد سقطت بالجزائر، مؤكدًا أن القمر الأوروبي قد سقط في المحيط الهادي بالقرب من  ألاسكا.

وبين بن حمودة أنه حتى لو سقط بالصحراء الجزائرية فلا يشكّل خطرًا، بالنظر إلى أنه توجد مساحات شاسعة فارغة،  مضيفًا أنه من الممكن أن يكون القمر  قد مر فوق المجال الفضائي للجزائر مثله مثل آلاف الأقمار الصناعية التي تدور على طوال العام فوق مسار الكرة الأرضية، لكن دون أن تشكل خطرًا، إضافة إلى أن الوكالة لم ترصد أي سقوط لأجزاء من قمر صناعي بإقليم الجزائر.

ودعا بن حمودة إلى ضرورة استقاء المعلومات من الوكالة الأوروبية للفضاء، بالنظر إلى أنها المعنية بتتبع مسار هذا القمر، والمتحكمة فيه.

وتم إطلاق القمر الأوروبي للاستشعار عن بعد ERS-2 عام 1995، ليتقاعد عن الخدمة في 2011، حينما بدأت عملية خروجه عن المدار المحدد له، وقالت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) إن القمر الصناعي سوف ينقسم إلى أجزاء أثناء عودته، وسيحترق معظمه.

المركز الثالث

أوضح بن حمودة لـ"الترا جزائر" إن الوكالة الفضائية الجزائرية تتابع باستمرار حركة الأقمار الصناعية في الفضاء، وعلى الجزائريين متابعة الأخبار المتعلقة بالفضاء من المصادر الرسمية وذات المصداقية.

وأشار بن حمودة إلى أن هذه المتابعة لا تقتصر فقط على فترة وجود قمر صناعي شارد، إنما تكون على مدار الوقت بهدف حماية الأقمار الصناعية من أي تماس أو اصطدام بأقمار أخرى، وللوقوف على عملها الدائم لتنفيذ الأغراض التي أطلقت من أجلها.

وتحتل الجزائر المركز الثالث من حيث عدد الأقمار الصناعية بعد جنوب أفريقيا ومصر حيث أطلقت ستة أقمار صناعية، هي ألكوم سات 1" و "السات-1" و"السات-2أ" و"السات  1ب"  و"السات 2ب"، وكذا "السات -1ن"  الخاص بالبحث العلمي والتطور التكنولوجي.

اهتمام بالفضاء

وأصبح مجال الفضاء يشكل أهمية للحكومة، بالنظر للتأخّر الذي سجّل في السنوات السابقة في هذا الميدان، وحاجة البلاد اليوم للأقمار الصناعية لمواجهة التحديات والكوارث الطبيعية التي أصبحت تعرفها البلاد سنويا كالفيضانات وحرائق الغابات.

ويمكن هذا الاهتمام بقطاع الفضاء من إعطاء مصداقية للجهات الحكومية في تفنيد المعلومات المغلوطة التي تنشر من فترة إلى أخرى بشأن علاقة الجزائر بمدارات الأقمار الصناعية أو الظواهر الطبيعية الأخرى، ففي السنوات انتشرت أيضًا شائعات تتحدث عن سقوط القمر الصناعي الصيني الشارد بالجزائر.

وترأس الرئيس تبون في الـ 12 شباط/فيفري الجاري اجتماعًا خُصّص لتقييم عمل الوكالة الفضائية الجزائرية، وبحث وضعيتها الحالية من الجانبين الهيكلي والمالي، وكيفيات تطوير عملها، حيث تقرّر تزويدها بأحدث الوسائل التقنية الفضائية، تماشيًا مع التكنولوجيا الحديثة، وكذا رصد الإمكانيات المالية والبشرية المكوّنة، في اختصاصات عالية ودقيقة، من خرّيجي معاهد التعليم العالي للرياضيات والمدرسة العليا للذكاء الاصطناعي، وفق نظرة استشرافية، تمتد إلى غاية 2040، وهذا بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين للجزائر.

وعقب هذا الاجتماع، أطلق وزير التعليم العالي كمال بداري في 15 شباط/فيفري الجاري إطلاق حاضنة أعمال للوكالة الفضائية الجزائرية على مستوى القطب التكنولوجي لسيدي عبد الله.

تحتل الجزائر المركز الثالث من حيث عدد الأقمار الصناعية بعد جنوب أفريقيا ومصر

وكان الرئيس تبون قد صرح خلال زيارته إلى الصين الصيف الماضي أن الجزائر تتطلع لتعزيز تعاونها مع بكين في مجال الفضاء، مع العلم أن البلدين وقعا نهاية 2022 ، خطة تعاون إستراتيجي مع الصين تمتد إلى عام 2026 تشمل عدة قطاعات منها الفضاء.