(1)
كم من مثقف جزائريّ يدرك أنّني، حين أضع صورةً في فيسبوك أو إنستغرام، ولا تكون صورةً محترفةً تقنيًّا وأنيقةً جماليًّا وعميقةً إنسانيًّا، ويتفاعل هو معها إيجابيًّا، يكون قد غشّ نفسه أولًا وغشّني ثانيًا وغشّ الجمال ثالثًا.
(2)
بمنطق التّكامل الفنّي والجماليّ، هل يمكن لكاتب أو مثقف أو مفكّر أن يصل إلى مقام الاحتراف العامّ وهو يقبل/ يتقبّل استعمال صورٍ باهتة أو فقيرة جماليًّا وتقنيًّا؟
(3)
عَرف فنّ الصّورة تحوّلاتٍ وفتوحاتٍ صارخة، بحيث يمكن التّأريخ للإنسانية المعاصرة، من خلال هذه التّحوّلات، فهل يطعن عدم مواكبة مثقف أو فنّان للجماليات الجديدة الخاصّة بفنّ الصورة، في كونه مثقّفًا أو فنّانًا؟
(4)
هل يحقّ لنا، بناءً على معاينة ما ينشره الشّباب الموصوفون بالعاديين والوجوه الموصوفة بالمثقفة، من صور، أن نقول إنّ هناك تفاوتًا جماليًّا لصالح الفئة الأولى؟
(5)
تعني كلمة "جبري" في القاموس الشّعبي الشّخصَ قليل المواكبة للموضة. وعكسه "محلّب" أي حَلَبَهُ الزمان وعصَرَهُ فكوّنه. فهل يُدرك بعض المحسوبين على الثّقافة والأدب والفنّ أنّ قطاعًا من الشّباب يحكم على مستواهم من خلال صورهم؟ فيصفونهم بالجبور أو المحلّبين، من خلالها؟
(6)
كم من مثقّف أو كاتب أو فنّان جزائريّ يتوفّر على صور ذات جماليات وتقنيات صالحة لاستعمالها في موقع أو جريدة تشترط جودةً عاليةً في الصّور؟
(7)
كم من مثقفٍ أو كاتب أو فنّان جزائريّ يدرك أنّ قيمة صوره لا تستمدّ مصداقيتها من كونها له فقط، بل من هوّية ملتقطها أيضًا، فيعمد إلى مرافقة مصوّرين محترفين؟
(8)
لماذا يندر ذكر اسم ملتقط الصّورة في المشهد الجزائريّ؟
(9)
لماذا لم تتحسّن صور قطاعٍ معتبر من المثقّفين والفنّانين الجزائريّين، بعد امتلاكهم لهواتف تضمن تصويرًا عالي الجودة؟
(10)
لماذا يندر انضمام المثقّفين الجزائريّين إلى الورشات التّكوينيّة الخاصّة بفنّ التّصوير، لتعلّم التّقنيات الخاصّة به، رغم أنّها باتت منتشرة في الآونة الأخيرة وبمبالغ في المتناول؟
(11)
لماذا نعثر على الشّاعر والصّحافي بكثرة، بصفتهما شخصياتٍ في الرّواية الجزائرية، بينما يندر أن نجد مصوّرًا في المدوّنة السّرديّة الجزائريّة؟
(12)
لماذا نلاحظ إقبالًا من طرف المثقّفين والفنّانين الجزائريّين على تصوير بعضهم، في المحافل المختلفة، لكنهم يتماطلون في إرسال الصّور إلى المعنيّين بها لاحقًا؟
(13)
لماذا يتغنّى بعض الشّعراء الجزائريّين بالطّبيعة في نصوصهم، لكنّهم لا ينشرون صورًا لها؟
(14)
لماذا لا ينشر قطاع واسع من المثقّفين الجزائريّين صورًا للأماكن والمعالم التّي يزورونها مجرّدةً من وجوههم؟ بحيث يمكن استعمالها من طرف من يكتب عن تلك المعالم؟
(15)
لماذا يندر تنازل قطاع واسع من المثقّفين الجزائريّين عن صورهم في بروفايلاتهم في فيسبوك، لصالح صورة حيوان أو مشهد طبيعيّ أو شخص آخر؟
(16)
هل ترجع قلّة استعمال قطاع كبير من المثقّفين الجزائريّين لتقنية "سيلفي"، بالمقارنة مع الشّباب العاديّين، إلى روح الإقصاء لأنّها تقنية تسمح بظهور غيرهم معهم؟
(17)
ما خلفية انتشار ظاهرة العبوس في صور نسبة كبيرة من المثقّفين الجزائريّين؟
(18)
ما خلفية عضّ عدد لا بأس به من الفنّانات والكاتبات الجزائريّات على شفاههنّ أثناء التقاط الصّور؟
(19)
ما معنى شغف الشّباب العاديّين بالتقاط الصّور في الشّواطئ الصّخريّة، في مقابل شغف قطاع واسع من المثقفين والفنانين بالصّور في الشّواطئ الرّملية الآهلة؟
(20)
لماذا تحضر البذلة وربطة العنق في كثير من صور المثقّفين، حتّى في الأماكن التّي لا تقتضي ذلك؟
(21)
باتت "البرميدة" من تجلّيات الأناقة والموضة في الشّارع الجزائريّ، فلماذا لا تظهر كثيرًا في صور المثقّفين الجزائريّين؟
(22)
لماذا يعبّر بعض المثقّفين عن انتمائهم الشّعبيّ بارتداء اللّباس التّقليديّ أحيانًا، لكن نادرًا ما يظهر في صورهم التّي ينشرونها في مواقع التّواصل الاجتماعيّ؟
(23)
لماذا لا يجد قطاع واسع من المثقّفين الجزائريين حرجًا في استعراض صور طفولاتهم وشبابهم، رغم رثاثة ثيابهم، ويتردّدون في استعراض صورهم الحالية، رغم أناقة الثّياب؟
(24)
ما هي خلفية عودة الموسطاش "الشّارب" إلى صور نسبة لافتة من المثقّفين الجزائريّين؟
(25)
هل قيام إنستغرام على الصّورة لا المنشور اللّغوي هو ما جعل حضور المثقّفين الجزائريّين فيه ضعيفًا؟
اقرأ/ي أيضًا:
مهرجان الشريط المرسوم.. جزائريون ينتقدون "جيل المانغا والكوميكس"
"سولكينغ" يعود إلى الجزائر نجمًا.. موسيقى على إيقاع الثورة؟