21-مايو-2023
معالم سياحية (الترا جزائر)

معالم سياحية (الترا جزائر)

يُقبل الجزائريون بكثرة خلال فصلي الربيع والصيف على السفر من أجل العلاج في بلدان مختلفة، لعل أبرزها في الوقت الحالي تونس وفرنسا وتركيا والأردن، وهي دول سياحية بامتياز توفر للمريض علاجًا عالي الجودة، كما أنها تمتاز نسبيًا بقربها الجغرافي والثقافي من الجزائر، بحيث لا يشعر السائح بغربة كبيرة عن وطنه سواءً من حيث اللغة أو التقاليد أو ظروف المعيشة عمومًا.

يوفر نظام الرعاية الصحية في فرنسا مجموعة من العلاجات الطبية والجراحات عالية الجودة تحت إشراف أطباء ذوي كفاءة عالية

باتت السياحة العلاجية في العالم كله، من أهم أنواع السياحة في العالم، وهي سفر يكون الغرض منه العلاج والاستجمام معًا. وتقوم هذه السياحة، على منشآت فائقة الجودة، مثل المصحات المتخصّصة والمراكز الطبية والمستشفيات الحديثة التي توفر تجهيزات طبية متطورة وطواقم طبية وشبه طبية تمتاز بالكفاءة العالية والحرفية، بالإضافة إلى استغلال المميزات الطبيعية للبلد مثل الشواطئ والمناظر الطبيعية الجذابة ومراكز العلاج بالمياه المعدنية لاستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح.

ليس سفر الجزائريين إلى الخارج مرادفًا بالضرورة لعدم توفر العلاج في بلادهم؛ إذ غالبًا ما يكون الدافع الرغبة في تحقيق هدفين معًا، العناية الطبية والاستجمام. وعلى هذا الأساس، تكون الوجهة دائمًا نحو بلد سياحي بامتياز، تتوفّر فيه كل شروط تمضية العطلة والحصول على الاسترخاء الكافي للعودة إلى النشاط، وهو أمر وعته هذه الدول التي أصبح قطاعها الخدماتي يوفر عروضًا مغرية في مجال استقطاب السياح الجزائريين نحوها.

في المقابل، باتت الجزائر في السنوات الأخيرة بفعل تطور قطاعها الطبي الخاص، تستقطب أيضًا الكثير من أبنائها المقيمين بالخارج الذين يفضلون استغلال عطلتهم الصيفية بالوطن لإجراء فحوصات طبية أو القيام بعمليات جراحة وتقويم الأسنان أو بعض الجراحات التجميلية مثل زرع الشعر وتنظيف البشرة وغيرها، مستغلين الأسعار المعقولة وانخفاض سعر صرف الدينار الجزائري، مقارنة بما تكلفه هذه العلاجات من مبالغ طائلة في بلدان إقامتهم.

وهذه قائمة بأهم الدول التي يقبل عليها الجزائريون من أجل العلاج وأبرز مميزاتها وما توفره في مجال الرعاية الصحية، بعضها وجهات تقليدية وأخرى فرضت نفسها فقط في السنوات الأخيرة.

تركيا

يسافر الملايين في كل عام بغرض السياحة العلاجية إلى تركيا، وفي سنة 2021 وحدها شهدت قدوم مليون وثلاثمئة ألف سائح بغرض العلاج فقط من أصل ثلاثين مليون زاروا البلاد،  وذلك ليس غريبًا على بلد صنف في المرتبة الثالثة عالميًا من حيث جودة الرعاية الصحية التي تقدمها مستشفياته.

أول ما يميز السياحة العلاجية في تركيا هو الحصول على الاسترخاء قبل بدء العلاج، حيث تتوفر في تركيا جميع مقومات السياحة من أماكن ساحلية رائعة، وأماكن أثرية قديمة يونانية ورومانية وإسلامية، وبالإضافة إلى أماكن الترفيه العصرية، والفنادق والمطاعم الافضل على مستوى العالم، مما يساعد على تحسين الحالة النفسية والاستشفاء. أما الأمر الثاني، فهو تكلفة العلاج المنخفضة مقارنة بدول أوروبا وأمريكا، والتي تصل إلى ثلاثة أضعاف، مع توفر الخبرات الطبية عالية الكفاءة والخبرة نفسها.

وما يجعل تركيا مركزًا طبيًا هامًا كذلك، توفرها على عدد كبير من الأطباء يبلغون مئة وعشرة آلاف طبيب في مختلف الميادين، ويمتلكون جميعًا شهادات وخبرات طبية عالية المستوى، وهو ما يسمح بخفض فترة الانتظار وهو أمر مهم خاصة لعلاج السرطانات وأمراض القلب والأمراض التي لا تحتمل الانتظار. وكما  لتركيا مزايا، لها عيوب أيضًا، أبرزها حاجز اللغة لأن الأتراك لا يتقنون اللغة الإنجليزية والفرنسية في غالبهم.

وتأتي العمليات الجراحية التجميلية على رأس مقاصد السياح للعلاج في تركيا ومن أشهرها زراعة الشعر وعمليات شد ورفع ونحت الجسم، وعمليات تجميل الوجه والأسنان. وهذه العلاجات هي أكثر ما يقبل عليه الجزائريون الذين باتوا يتأثرون بالدعاية القوية للمراكز العلاجية التركية على مواقع التواصل.

وينصح الخبراء بتوخي الحذر وعدم الانجراف وراء العروض الرخيصة التي قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه. فقد وقعت قبل سنة حادثة مؤسفة في إحدى المستشفيات التركية، حيث توفيت سيدة جزائرية مقيمة بكندا إثر إجرائها عملية تكميم للمعدة. وأخبر أهل هذه السيدة في تصريحاتهم للصحافة أن ذهابها لتركيا كان بعد متابعتها لنشاط إحدى المؤثرات على مواقع التواصل.

فرنسا

يعتبر نظام الرعاية الصحية في فرنسا من أقوى الأنظمة الصحية في العالم حيث كان يحتل المرتبة الاولى عالميًا، وهناك أكثر من 980 مستشفى عام، وأكثر من 1800 مستشفى خاص وما يميز المستشفيات العامة أنها مستشفيات مستقلة قانونيًا وماليًا، ولكنها تخضع لإشراف الدولة. ويبلغ عدد العمال في قطاع الرعاية الصحية الفرنسية والخدمات الاجتماعية 1.9 مليون شخص منهم 59  ألف طبيب.

ويوفر نظام الرعاية الصحية في فرنسا مجموعة من العلاجات الطبية والجراحات عالية الجودة تحت إشراف أطباء ذوي كفاءة عالية. ومن أشهر العلاجات المقدمة للسائحين العلاجيين، جراحة التجميل والسمنة، وعلاج مختلف السرطانات وجراحة الأسنان التجميلية والطبية.

ومن مميزات السياحة العلاجية في فرنسا، أنه لا توجد قوائم انتظار في العيادات الخاصة، والحجز قبل الموعد بأسبوع يكفي، ولا توجد مصاريف خفية كل تكاليف العلاج مدونة على الفاتورة، لكن تكلفة العلاج بها تبقى باهظة بالنسبة لمن لا يمتلكون تأمينا صحيًا.

ويعد الجزائريون من أكثر الجنسيات إقبالًا على المصحات الفرنسية، لأسباب تتعلق غالبًا بعامل اللغة التي يتقنونها وأيضًا وجود أقارب ومعارف لهم في هذا البلد الذي يضم أكبر جالية جزائرية في العالم.

توفر فرنسا بالنسبة لمن لا يملكون إقامة قانونية على أراضيها فرصة للعلاج أيضًا فيما يعرف بـ "المساعدة الطبية للدولة" وهي منحة سنوية بملياري دولار تخصصها الدولة الفرنسية لهذه الفئة، وتثير الجدل دائمًا بين اليمين الذي يريد تقليصها واليسار الذي يدعو للحفاظ عليها بدافع إنساني.

تونس

تعتبر تونس وجهة مفضلة للسياحة العلاجية للجزائريين، وذلك لقربها من الجزائر وإمكانية دخولها برًا دون تأشيرة ومعقولية أسعار مصحاتها،  بالإضافة إلى ما تتوفر عليه في مراكزها الاستشفائية من كفاءات طبية وشبه طبية جيدة.

وتحتل تونس في مجال العلاج عن طريق مياه البحر المركز الأول أفريقيا وعربيا والثانية  بعد فرنسا عالميًا في قائمة الدول المعالجة بمياه البحر، حيث كانت أول دولة عربية تنشئ مركزًا للعلاج بهذه الطريقة . كما تم اختيار جزيرة جربة لتكون عاصمة متوسطية للعلاج بمياه البحر فى عام 2014.

الجزائريون يقبلون في الأساس على العاصمة تونس حيث توجد المصحات الخاصة الكبرى، ويجرون هناك مختلف أنواع العمليات الجراحية والعلاجات العادية في تخصصات متنوعة مثل الأنف والحنجرة والطب الداخلي وأمراض القلب والعيون وغيرها.

الأردن

دخلت الأردن قبل سنوات قاموس وجهات الجزائريين العلاجية. ويعتبر هذا البلد واحدًا من الدول الرائدة في السياحة العلاجية، مستغلًا ما يملكه من مقومات في طبيعية خاصة في مجال المياه المعدنية المشبعة بالمعادن وشلالات المياه الساخنة والوحل البركاني بالإضافة إلى المستشفيات المتميزة والأطباء الأكفاء.

وتتوفر في  المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة علاجات في مجالات الطب المختلفة، بما في ذلك طب الأسنان، والكلى والمسالك البولية، والقلب والأوعية الدموية، والعظام والمفاصل، وجراحة العيون. بالإضافة إلى تميزها بالجودة والكفاءة والخبرات الطبية. كما أن أسعار الخدمات المقدمة للسائحين جاذبة وتنافسية بدرجة عالية مقارنة ببعض دول المنطقة والدول الأوروبية.

أهم ما يميز السياحة العلاجية في الأردن هو البحر الميت والذي تحتوي مياهه على نسبة عالية من الأملاح

وأهم ما يميز السياحة العلاجية في الأردن هو البحر الميت والذي تحتوي مياهه على نسبة عالية من الأملاح، وخصوصًا الكالسيوم والمغنيسيوم والبروم، بالإضافة إلى حمامات الوحل البركاني وهي إحدى المصادر الهامة للاستشفاء الطبيعي الذي يشرف عليه في المنتجعات مجموعة من الأشخاص المختصين. كما توفر هذه المراكز للزوار أنشطة سياحية مختلفة، مثل رحلات السفاري والتسلق والغوص، بالإضافة إلى زيارة المواقع الأثرية والتاريخية الشهيرة في الأردن مثل البتراء وعمان القديمة.