لأسباب موضوعية كثيرة، منها قلّة التكاليف وسهولة التنقل وشغف الشارع الجزائري بالنبرة الساخرة في الفن المسرحي، انتعشت العروض المسرحية ذات الممثل الوحيد، أو ما يسمّى في القاموس المسرحي بالمونودراما، في الفضاء الجزائري، وبرزت عدّة أسماء بات لها حضور قوي في المشهد، وقد ساهمت البرامج التلفزية القائمة على المنافسة في هذا الفن، في تكريس هذا الفن ونشره في أوساط الجيل الجديد.
انتعشت المونودراما في الجزائر لقلّة التكاليف وسهولة التنقل
من هنا، تميّزت مدينة الأغواط، 400 كيلومتر، إلى الجنوب من الجزائر العاصمة، ببعث مهرجان وطني للمونودراما، توسّع فيما بعد ليصبح أيامًا مغاربية ذات بعد تنافسي، تشرف عليها "جمعية الدرب الأصيل للفنون الدرامية"، وتشكّل ملتقى سنويًا للمشتغلين في هذا الباب، تمثيلًا وإخراجًا وسينوغرافيا وكتابة ونقدًا.
اقرأ/ي أيضًا: بيت للشّعر في الجزائر.. أيّ سؤال؟
وستنطلق دورة 2017 يوم التّاسع أيّار/مايو الجاري، بمشاركات من الجزائر ومصر والسودان والمغرب وتونس، بعضها داخل المنافسة، مثل عرض "بلاك" للمخرج أحمد صادقي، و"عزيزي طرزان" للمخرج قادة شلابي، و"حوّاء" لأنوار حسّاني، و"الممثّل" لمحمّد زكريا، فيما يتمّ تقديم عروض خارج المنافسة، مثل "البعد الحجري" لجلول بن الصّغير، و"همس الظلام" لعلي قربون.
يقول الممثّل إسماعيل قربون المشرف العام على التظاهرة لـ"الترا صوت" إنّ هناك حرصًا كبيرًا على أن تشكّل التظاهرة فرصة لتبادل الأفكار والرؤى بين الفاعلين في هذا الفن، وخلق شراكات فنية بين الدول المشاركة. "إذا كان الجمهور معنيًا بالمشاهدة والاستمتاع، فإن الفنّانين معنيون بالحوار والنقاش وتبادل الخبرات".
من هنا، يقول إسماعيل قربون، إننا سطرنا ورشتين تكوينيتين، في الكتابة المسرحية يشرف عليها الباحث إسماعيل سوفيط، وفي فنّ التمثيل يشرف عليها الممثل والكاتب المسرحي فتحي كافي. إلى جانب نخبة من المحاضرات المفتوحة على النقاش، منها "السينوغرافيا والمفهوم الجديد لتصميم العرض" للفنان حمزة جاب الله، و"الخلفية الفكرية لفن المونودراما " للباحث إبراهيم قفاف، و"الحضارة وعلاقتها بالفن" للأكاديمي الأخضر قويدري.
اقرأ/ي أيضًا: