22-يونيو-2024
الصلاة في 5جويلية

مشجّع يؤدي الصلاة بملعب 5 جويلية (صورة: فيسبوك)

أثارت أخبار غير مؤكدة عن إمكانية إقامة صلاة الجمعة بملعب 5 جويلية الأولمبي بمناسبة نهائي كأس الجمهورية، ردود فعل متناقضة بين رافض للفكرة ومؤيد لها، بسبب خلفيات تعود لفترة الأزمة الأمنية سنوات التسعينات.

مصادر إعلامية تحدثت عن تنظيم صلاة الجمعة بالملعب قبل بداية المقابلة

وأدى توقيت المقابلة بين مولودية العاصمة وشباب بلوزداد التي ستقام على الرابعة مساء يوم 5 تموز/جويلية المقبل، إلى إيقاع الكثيرين في حرج، كون الملعب سيغلق أبواه في توقيت يسبق صلاة الجمعة.

واحتجت صفحة تحمل اسم "المولودية أكتياليتي" على توقيت المقابلة، حيث كتبت أن "أبواب ملعب 5 جويلية في النهائي ستفتح صباحا على الساعة الخامسة، وستغلق قبل منتصف النهار لأسباب أمنية بدون أي مراعاة لصلاة الجمعة طبعا". وأضاف المنشور: "نلتقي الموسم القادم، أنا أول شخص سيقاطع المباراة".

وظهرت إثر ذلك فكرة أداء الصلاة في ملعب 5 جويلية الأولمبي.

ونقلت جريدة الكأس المتابعة لأخبار الكرة، أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم ولجنة تنظيم كأس الجزائر قررا جلب إمام إلى ملعب 05 جويلية الأولمبي يوم مباراة النهائية لكأس الجمهورية بين شباب بلوزداد ومولودية.

وذكرت دون أن تستند لمصدر معلوم أن الإمام سيلقي خطبة الجمعة في الساحة التابعة للملعب وسيتم ربط الصوت بواسطة مكبرات الصوت للمركب الأولمبي.

وأشارت إلى أن الخطوة من شأنها السماح للجمهور الذي سيحضر النهائي من أداء صلاته داخل الملعب.

وأثار هذا الخبر فزعا لدى البعض من عودة مظاهر التسعينات بينما رحب آخرون بذلك، بسبب توقيت المقابلة الذي يفرض حسبهم أداء صلاة الجمعة.

وفي سياق التحذير من هذه الخطوة، كتب الباحث في علم الاجتماع ناصر جابي، على حسابه على فيسبوك قائلا إن "الذي يقترح اقامة صلاة الجمعة بملعب 5 جويلية بمناسبة نهائي كأس الجمهورية-اذا صحت المعلومة- يبدو وكأنه لم يفهم الدرس.ومن دون ذاكرة".

وكان ملعب 5 جويلية الذي يتسع لنحو 80 ألف متفرج بداية سنوات التسعينات، مكانا مفضلا لنشاطات الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة، والتي عرفت بخطابها الديني المتشدد في تلك الفترة، حيث فازت في الانتخابات البلدية ثم في الدور الأول من الانتخابات التشريعية قبل أن تتدخل المؤسسة العسكرية لوقف المسار الانتخابي.

ومما تحتفظ به الذاكرة الجماعية عن تلك الفترة، الخطب النارية التي كان يلقيها الرجل الثاني في الحزب علي بلحاج في ملعب 5 جويلية أمام عدد ضخم من أنصاره. وبعد اعتقال قيادة الحزب سنة 1991، ظهر في منبر الملعب ابن علي بلحاج الذي تسلم الميكروفون مهاجما السلطة ومطالبا بالإفراج عن المعتقلين.

وخلافا لذلك، كتب الصحفي مروان الوناس أنه "ليست صلاة الجمعة في ملعب 5جويلية او غيره من الفضاءات العامة من تولد التطرف والعنف وتعيد إنتاج سنوات الجمر".

وأوضح قائلا: "إنما ما يولد التطرف والارهاب والعنف هو الحقرة والفساد والاستبداد السياسي والدولة الشمولية وغياب الحريات واعتقال الناس على ربع كلمة وربع موقف.. وغياب العدالة الاجتماعية.. من هنا يأتي العنف والتطرف و الارهاب".

واضاف: "أما اقامة صلاة الجمعة في ملعب 5جويلية للسماح لبعض المشجعين بعدم تضييع صلاة هي فرض عين....فلا علاقة لها بهذه المخاوف غير المؤسسة بل هو قراءة خاطئة وجهل تام بالدين".

وتابع " فالألاف من الناس يؤدون صلاة الجمعة في الشوارع كل أسبوع لأن  اغلب مساجد المدن الكبرى صغيرة ولا تكفي المصلين.....إذن معارضة اقامة صلاة الجمعة في مكان واسع في مناسبة محددة...مجرد فوبيا وفقط.".

والملاحظ أن الجزائريين في تفاعلهم لا تزال تحركهم مأساة سنوات التسعينات التي مثلت الفترة الأعنف في تاريخ البلاد بعد الاستقلال، وهي تجربة لا يريدون أن تتكرر.