22-يناير-2020

فائز السراج، عبد المجيد تبون (الصورة: قناة 218)

يُعقد غدًا الخميس بالجزائر، اجتماعٌ لوزراء خارجية دول جوار ليبيا، بمشاركة كلّ من تونس، مصر، تشاد، النيجر، مالي والسودان، لتباحث آخر تطوّرات الأزمة الليبية وتداعیاتها الإقليمية.

عبد القادر دريري: اللقاء سيضع دول الجوار في صورة ما حدث بالضبط خلال مؤتمر برلين

وأكدت مصادر دبلوماسية لـ "الترا جزائر" أن اللقاء الذي ستترأسه الجزائر بقصر المؤتمرات، عبد اللطيف رحال، سيدرس جوانب مبادرة الحوار الليبي – الليبي، الذي دعت إليه في القمّة الدولية ببرلين.

اقرأ/ي أيضًا:  حوار| حسني عبيدي: الحراك الشعبي تسبّب في إقصاء الجزائر من الملفّ الليبي

ولم يحمل بيان وزارة الشؤون الخارجية الموجّه إلى وسائل الاعلام لتغطية الحدث، أية تفاصيلٍ عن فحوى اللقاء بين وزراء خارجية دولِ جوار ليبيا.

ويستبعد الخبير بشؤون الساحل، عبد القادر دريدي، حضور ممثّلين عن أطراف النزاع الليبي، للحساسيات الخاصّة بكل جهة منهم وحفاظًا من الجزائر على هدوء اللقاء ومخرجاته.

كما سيندرج أوّل لقاء تشاوري بعد مخرجات قمة ألمانيا، التي دعت إلى حظر السلاح على الأراضي الليبية، في إطار الجهود المبذولة من طرف الجزائر لتدعیم التنسیق بین بلدان الجوار اللیبي والفاعلین الدولیین، من أجل مرافقة اللیبیین للدفع بمسار التسوية والحوار الشامل بين الإخوة الفرقاء.

ويأتي اللقاء بالجهود الدولية الجارية، للتوصّل إلى تسوية شاملة تتناول كافة أوجه الأزمة الليبية، وصولًا إلى استعادة الأمن والاستقرار في الأراضي الليبية.

وحلّ وزير الخارجية سامح شكري، اليوم الأربعاء، بالعاصمة الجزائر، للمشاركة في الاجتماع المشترك لدول جوار ليبيا، المزمع عقده بالجزائر الخميس.

ونقلت وسائل إعلام مصرية، عن المستشار أحمد حافظ المتحدّث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أكّد أن "الاجتماع الوزاري سيتناول بحث التطوّرات المُتسارعة على الساحة الليبية، وتبادل الرؤى بين دول الجوار الليبي حول التحرّك مُستقبلًا على ضوء نتائج مؤتمر برلين".

وأردف المتحدّث باسم خارجية مصر: أنّ "اجتماع الجزائر يأتي استكمالًا للاجتماعات الوزارية المتعاقبة لآلية دول جوار ليبيا، والتي تُعقد بشكل دوري وبالتناوب بين عواصم تلك الدول".

توضيحات..

في السياق نفسه، يرى الأكاديمي والمختص في قضايا الساحل، عبد القادر دريدي، أن لقاء الجزائر بوزراء دول جوار ليبيا يأتي عقب العديد من الاجتماعات، التي انتهت إلى تجاهل من الأطراف الدولية التي لديها تأثير في الداخل الليبي.

وأردف أستاذ العلوم السياسية دريدي، في حديث لـ "الترا جزائر" أن اجتماع الجزائر سيعقد في ظروف مختلفة نسبيًا، موضّحًا: أنّ "عقد هذا اللقاء جاء بشكل سريع عقب اجتماع برلين، الذي عبرت بعض دول الجوار عن انزعاجها من عدم دعوتهم إليه وبالأخصّ دولة تونس"، وعليه فإن اللقاء سيضع دول الجوار في صورة ما حدث بالضبط خلال مؤتمر برلين، وما حدث من تغير في الموقف الدولي من هذه الأزمة.

يُشير دريدي، إلى أن "الاجتماع سيتطرق أيضًا إلى إنعاش عملية التنسيق بين دول الجوار في ظروف دولية مختلفة، تتّسم بنوع من الجدية في الذهاب نحو حل جذري لهذه الأزمة".

كما توقّع المتحدّث "أن يتمّ عرض حال لعلاقة آلية دول الجوار بالمجتمع الدولي، حيث سيتم تحديد الأطراف الدولية التي سيتمّ التعامل معها، من أجل الأخذ بالاعتبار مخرجات الاجتماعات المقبلة لدول الجوار وضمان جديتها في ذلك".

وبخصوص إمكانية حضور ممثلين عن أطراف النزاع الليبي، استبعد المتحدث الطرحَ مرجعا ذلك لـ "بعض الحساسيات الخاصة بكل جهة من أطراف النزاع المرتبطة ببعض الدول المشاركة في هذا الاجتماع، وبالتالي من مصلحة الجزائر أن تحافظ على هدوء اللقاء، وأن تتعامل مع كل طرف على حدى على أمل التوصل إلى اجتماعات مقبلة يمكن أن تضم الفرقاء في الداخل الليبي وداعميهم من الاطراف الدولية."

من جهتها، نشرت وزارة الخارجية الليبية، على صفحتها بموقع التواصل فيسبوك، أن وزير الخارجية بحكومة الوفاق الوطني، محمد الطاهر سيالة، رفض المشاركة في اجتماع وزراء خارجية دور الجوار الليبي، المقرّر عقده غدًا بالعاصمة الجزائرية.

وجاء في البيان، أن وزير الخارجية بحكومة الوفاق، أبلغ نظيره الجزائري هاتفيًا، أن سبب الرفض يعود إلى حضور "ما يسمى بوزير الخارجية المؤقّتة، الأمر الذي يعدّ مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن وكافّة المنظمات الدولية".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

دور الجزائر في الأزمة الليبية.. حنكة سياسية أم حتمية الموقع الجغرافي؟

الجزائر تستقبل وفدًا عن قوّات حفتر.. هل هي بداية مبادرات الحوار؟