18-أغسطس-2024
السد الاخضر

السد الأخضر (صورة: فيسبوك)

تستهدف الجزائر غرس 11 ألف هكتار من المساحات الغابية سنة 2024، في إطار مشروع السد الأخضر العملاق الذي يرمي لحماية المناطق السهبية من زحف رمال الصحراء.

العمليات الرامية لتثبيت الكثبان الرملية أعطت نتائج إيجابية

ووفق المديرة الفرعية للسد الأخضر  بالمديرية العامة للغابات، رتيبة عربادي، فإن مخطط العمل الخاص بالتشجير سنة 2023 شمل 18 ألف هكتار، فيما تم تخصيص مساحة قدرها 11 ألف هكتار للغرس خلال سنة 2024، مع تخصيص ميزانية كلية قدرها 75 مليون دج للفترة 2023-2030 للعمليات المسجلة.

استشارة السكان في الزرع

وذكرت المسؤولة في تصريح للوكالة الرسمية، أن النظرة الجديدة للسد الأخضر، "لا تقتصر على التشجير ولكن تمر أساسًا عبر إدماج الأصناف المتكيفة مع طبيعة الأراضي والظروف المناخية المتغيرة مع تفضيل الاستغلال المستدام للموارد الغابية في إطار التشاور مع السكان المحليين".

وأوضحت أن هذه الرؤية الجديدة التي سطّرها الرئيس عبد المجيد تبون، تدمج أيضًا الشباب في إطار مختلف العمليات ذات الصلة بهذا المشروع الضخم من خلال صفقات مخصصة للغرس والصيانة ومتابعة المساحات المعاد تشجيرها، علاوة على الصفقات الملحقة لفتح المسالك الغابية وكذا حشد الموارد المائية.

وفي استراتيجية الوزارة، تم إعداد مخطط العمل متعدد المؤسسات إلى غرس أصناف اقتصادية ومقاومة للجفاف وذات نمو سريع، مثل شجر الخروب والزيتون والفستق.

وفي هذا السياق، أشارت عربادي، إلى أنه في خنشلة، على سبيل المثال، والتي تُعد واحدة من الولايات الـ13 المعنية بمشروع السد الأخضر، تم إدخال فكرة جديدة لغرس شريط مساحته 909 هكتارات من الزيتون على حواف واد العرب التي تتميز بنشاط فلاحي هام.

كما تم في ذات الولاية، وبطلب من السكان، استبدال الـ100 هكتار التي خصصت في بادئ الأمر لغرس صنف "أترِيبلكس" المستخدم كعلف، بغراسة التين الشوكي، خاصة مع تراكم خبرة محلية في مجال زراعة هذه الفاكهة وتحويل المنتجات المشتقة منها.

تثبيت الرمال

وبحسب المتحدثة، فإن أولى العمليات الرامية لتثبيت الكثبان من خلال إعادة بعث الغطاء النباتي في منطقة المصران بولاية الجلفة أعطت "نتائج جد إيجابية".

وقالت إن "منطقة المصران تعد إحدى المناطق التي أرغم سكانها على مغادرتها بفعل العواصف الرملية، وأن النتيجة الملموسة في مجال الوقاية من زحف الرمال وإعادة الاعتبار للنظام البيئي لأول مشاريع تثبيت الكثبان في المنطقة أعطت الأمل للسكان المحليين الذين يبدون التزامًا بالمحافظة على هذا المكسب".

ولفتت في هذا الشأن، إلى أن البرنامج الخاص بتثبيت الكثبان داخل وعلى أطراف السد الأخضر قد تم الانتهاء من إعداده بالنسبة لولايات المسيلة والنعامة والبيض والأغواط.

رقمنة السد

ولتحديث المشروع، يجري حاليا رقمنة السد الأخضر، وفق المسؤولة التي قالت "المنصة تعرف نسبة تقدم بـ70 بالمائة حاليًا لتدخل حيز التشغيل خلال سنة 2025 على أقصى تقدير".

والخطة الكبرى التي تطمح لها الجزائر هي توسيع مساحة السد الأخضر  من 3.7 مليون هكتار إلى 4.7 مليون هكتار عبر 13 ولاية و183 بلدية و1200 كيلومتر من شرق إلى غرب البلاد.

ويضم هذا الفضاء الأخضر المفتوح، 63 بالمائة كمجال رعوي بمساحة تقدر بـ2.33 مليون هكتار، مكونة من الحلفاء والأصناف العلفية، و18 بالمائة مساحات غابية منها أزيد من 600 ألف هكتار، و16 بالمائة مساحات فلاحية ما يمثل أزيد من 500 ألف هكتار.