31-مارس-2020

الشاب مامي (الصورة: ألجيري بارت بلي)

بدأ الشيب يغزو شعره، وبدأ أثر السنين يظهر على ملامح وجهه. يُحافظ على نفس المرح وروح الدعابة، ويجيب بكل عفوية على الأسئلة، يتأثّر تارة، يتنّهد تارة، ويغرق في نوبة ضحك تارة أخرى، يتمسّك بإيمانه أنّ ما حدث معه كان حادثًا عابرًا، جعله قويًا أكثر.
 
أطلّ الشاب مامي على جمهوره بعد غياب طويل في أغنية ثنائية مع سولكينغ

هكذا كان ظهور أمير الراي الشاب مامي بعد سنوات من الغياب، حين حلّ ضيفًا على الإعلامي الجزائري بلال العربي في برنامجه"B my Guest" ، الشاب مامي الذي أعادته أغنيته مع سولكينغ للمشهد الفنّي، يروي قصته مع المحنة التي مرّ بها، والتي جعلته يكتشف الحياة من جديد، ويتخلّص من بعض الزيف الذي كان يحوم حوله.

اقرأ/ي أيضًا: الكاميرا الخفية في الجزائر.. برامج "الرعب" تستثمر في وباء كورونا

العودة مع سولكينغ 

أطلّ الشاب مامي على جمهوره بعد غياب طويل في أغنية ثنائية مع "سولكينغ"، والتي تطلّب إنتاجها عامًا ونصف من العمل والانتظار، تجربة يقول عنها الشاب مامي "كنت خائفًا في بادئ الأمر، سولكينغ صار نجم الجيل الجديد، ويملك الملايين من المحبين، وأنا أتيت من سنوات غياب طويلة، لكنني سعدت بردود الفعل وبلوغ الأغنية لنسب مشاهدات تعدّ بالملايين".

يتطرّق مامي إلى سنوات غيابه "كنت بعيدًا عن الغناء، لكنني كنت على مقربة ممّا يحدث في عالمه، رأيت الكثيرين من الفنانين الذي حاولوا استنساخ طريقتي في الغناء، وأُرجع ذلك لكون الناس اشتاقوا لصوتي، وهذا أمر جميل"، فبحسب ابن مدينة سعيدة "لن يقلّدك إلا من يحبّك حقًا".

 وجبة خفيفة

لا يمكن ألا تتحدّث عن الراي وأنت في حضرة أميره، لذلك أسهب مامي في الحديث عن أغنية الراي وماذا تغيّر فيها بين جيله والجيل الحالي، ولماذا لم تصل أصوات جديدة إلى العالمية، كما كان الحال معه ومع الشاب خالد والمرحوم رشيد طه وغيرهم.

يرى مامي أن "غالبية ما ينتج حاليًا تحت مسمّى أغنية الراي أضحى وجبة خفيفة. في وقتنا كنّا نبحث عن الكلمات والموسيقى ونتعمّق في الأمر، كنّا نعتبر أغانينا كطبق غذائي يستوجب تحضيرًا جيدًا وتوابل جيّدة ليظهر في حلّة جميلة. الكثير من الفنانين لا يقومون بذلك حاليًا وهو ما جعلهم لا يصلون للدرجة التي وصل إليها جيلنا"

واستثنى الشاب مامي بعض الأصوات التي لا تنتمي إلى جيله أو التي عاصرته واستطاعت أن تعتني بفن الراي، وتبرع فيه وتمنحه أفقًا للتحليق، وخصّ بالذكر المرحوم عقيل والفنان المعتزل محمد لمين.

وعاد مامي لعلاقته مع الشاب خالد والتي وصفها بالعادية، "نحن نتواصل، نحن فقط من بقي من الجيل الذهبي للراي"، ولم يستبعد مامي إمكانية الغناء مجددًا مع خالد، واصفًا الأمر -إن حدث- بالمفاجأة التي ستكون مصدر سعادة للجيل القديم والجديد من متذوقي الراي.

مامي يعود

عاد مامي إلى تلك المحنة التي مرّ بها، وتجربة المتابعات القضائية والسجن والتي يراها مامي رغم كل شيء "ضارة نافعة"، ويسترسل في الحديث عن ذلك " تلك المحنة كان لها فضلٌ كبيرٌ في اكتشافي للكثير من الأشخاص المزيفين الذين كانوا حولي، هاتفي أصبح لا يرن كالسابق وابتعد عنّي كثيرون".

ويضيف الشاب مامي "في تلك السنوات، كنت أعيش حياتي بعيدًا عن الفن، اكتشفت حياة أخرى، صرت أتسوّق بمفردي، أسير في الشوارع، كنت أعتمر قبعة كي لا يتعرّف الناس عليّ، لكنني كنت أعيش حياة يومية بعيدًا عن الشهرة وضريبتها، واكتشفت ما يسميه الناس راحة البال".

الشاب مامي: أخطط للعودة تدريجيًا، سواءً بأعمال فردية، أو بإنتاجات ثنائية، أو بألبوم كامل، سيكون هذا العام سنة العودة القوية

وتحدّث مامي عن وقوف غالبية الإعلام الجزائري معه في محنته، "في الجزائر، كان الجميع يعلم أنّي وقفت إلى جانب الجزائر في محنتها، وكنت أقيم الحفلات هناك وأجلب معي الإعلام العالمي وشركات الإنتاج، لذلك وقف كثيرون معي". وختم الشاب مامي كلامه "أنا الآن أخطط للعودة تدريجيًا، سواءً بأعمال فردية، أو بإنتاجات ثنائية، أو بألبوم كامل، سيكون هذا العام سنة العودة القوية".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مقهى للثقافة الأمازيغيّة.. من الصّراع إلى الإبداع

في ذكرى ميلاده الستين.. الشاب خالد ملك الهامش