03-أغسطس-2019

أتلفت الحرائق 2000 هكتار من الغابات خلال أسبوع واحد فقط (تعبيرية/RFERL)

امتدت سلسلة الحرائق التي  تعرضت لها غابات الجزائر إلى الولايات الشرقية، فشهدت مدينة قسنطينة، خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، كارثة أيكولوجية، أتت على الثروة الغابية والحيوانية للمدينة.

اندلعت حرائق ضخمة مطلع الشهر الجاري، انطلاقًا من منطقة لعودر ببلدية ديدوش مراد لتمتد إلى غابات جبل الوحش

واندلعت حرائق ضخمة منذ يوم الخميس، الأول من آب/أغسطس، انطلاقًا من منطقة لعودر ببلدية ديدوش مراد، لتمتد وتشمل منطقتي كاف لحكل وكاف صالح، امتداد محمية جبل الوحش.

اقرأ/ي أيضًا: كارثة أيكولوجية.. الثروة الحيوانية والغابية في خطر

وبسبب هول الحرائق، اضطرت مديرية الأشغال العمومية إلى قطع شطر الطريق السيار "شرق-غرب" لجبل الوحش تجاه سكيكدة، أمام السيارات، علمًا بأنه الطريق الذي يشهد خلال فترة الصيف حركة مرور نشطة باتجاه تونس.

تجدر الإشارة إلى أنّ غابات جبل الوحش، تتوسط أطراف مدينة قسنطينة، وتعتبر الخزان الغابي الأهم في المنطقة، ورئتها الرئيسية ومن أبرز المعالم السياحية في البلاد. 

مئات الهكتارات إلى رماد

وتضم غابات جبل الوحش محمية تفوق مساحتها ثلاثة آلاف هكتار، تحتوي على أنواع مختلفة من الحيوانات، ومن النادر، كطيور موسمية تهاجر منها وإليها.

وبقصد محاربة الحرائق في المنطقة، وضعت مديرية الحماية المدنية والمديرية العامة للغابات، خطة للإخماد النيران بتسخير حوالي 140 آلية من شاحنات وجرارات، و200 عون من مختلف الرتب، بالإضافة إلى تدخل عناصر من الجيش، ومساهمة المواطنين وبعض مقاولي الولاية.

 كما تم الاستعانة بطائرتي هيلكوبتر من الجزائر العاصمة، في حين لا يزال رجال الإطفاء يبذلون جهودهم للتحكم في حركة النيران، التي تتسع رقعتها بسبب الرياح القوية التي عرفتها المنطقة، والتي عملت على انتشار بؤر الحرائق بسرعة. 

وإلى لحظة كتابة هذه السطور، لم يُقيم حجم الخسائر الأيكولوجية التي مست المحمية الغابية لجبل الوحش، لكن بحسب صور وفيديوهات من الموقع، فقد تحولت مئات الهكتارات إلى رماد، ما يُرجح أن ألسنة اللهب أبادت ثروة حيوانية لا يستهان بها.

2000 هكتار في أسبوع واحد​

وفي حصيلة مبدئية، تسببت حرائق الغابات خلال الأسبوع الممتد من 25 إلى 31 تموز/يوليو إلى إتلاف مساحة إجمالية تقارب 2000 هكتار، بحسب ما جاء في آخر إحصاء للمديرية العامة للغابات.

وقالت المديرية إنه تم تسجيل 264 حريقًا، شملت مساحة إجمالية تقدر بـ1988.70 هكتار، بمعدل 37.71 حريقًا في اليوم، ومساحة تقدر بـ7.53 هكتار لكل حريق، موزعة كالآتي:

  • 538.33 هكتار من الغابات.
  • 559.36 هكتار من الأحراش.
  • 891.01 هكتار من الأدغار.

كما أوضحت المديرية العامة للغابات، أن الولايات الأكثر تضررًا من حرائق الغابات، بالترتيب، هي:

  1. تيزي وزو.
  2. بتسميسيلت.
  3. عين الدفلى. 
  4. بجاية.
  5. تيبازة.

يُذكر أن الحرائق في أدغال محمية الشريعة بولاية البليدة، خلال الـ48 ساعة الأخيرة، تسببت في وفاة رضيعة في عمر السنتين، وإصابة أربعة أشخاص بصعوبة في التنفس، وتلف حوالي 12 هكتارًا من الغطاء النباتي.

من يتحمل المسؤولية؟

وأمام الكارثة الأيكولوجية وتسلسل الحرائق في حيز زمني ضيق، يتسأل الشارع الجزائري عن المسؤول عن هذه الكارثة وتفاقها بهذا الشكل وبهذه الوتيرة، حتى وُجّهت أصابع الاتهام من قبل البعض إلى تجار الفحم، الذين تعرف تجارتهم نشاطًا مزدهرًا مع موسم عيد الأضحى.

حرائق جبل الوحش

وفي هذا الصدد، وردت تصريحات صحفية عن مسؤول في جهاز الدرك الوطني، أن المجموعات الإقليمية للدرك الوطني، شكلت خلايا متابعة على مدار الساعة، في إطار التحقيقات المتعلقة بالحرائق التي تشهدها البلاد.

وأضاف المصدر أن قيادة الدرك الوطني شكلت فرقًا تقنية في تسع ولايات، أُوكلت إليها مهمة جمع المعلومات الخاصة ببعض الحرائق المريبة، لحل لغزها وتحديد أسبابها وظروفها.

 وُجّهت أصابع الاتهام من قبل البعض في التسبب بهذه الحرائق، إلى تجار الفحم، الذين تعرف تجارتهم نشاطًا مزدهرًا مع موسم عيد الأضحى

يُذكر أن الحملات الوقائية التي أطلقتها مصالح الحماية المدنية، شملت عدة تحذيرات لتفادي تفاقم الحرائق، تضمنت إشارة إلى احتمال تسبب تجار الفحم في إحداث هذه الحرائق.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حرائق الغابات في الجزائر.. تجارة الفحم تنتعش قبيل عيد الأضحى

إطفائيو الجزائر.. إفطار بطعم حريق