26-مايو-2024
منتخب مبتوري الأطراف

منتخب مبتوري الأطراف (الصورة: فيسبوك)

حقق المنتخب الوطني لمبتوري الأطراف تألقا مزدوجا في بطولة أفريقيا الجارية حاليا بالقاهرة المصرية، عندما تأهل إلى نصف النهائي بعد فوزه على أنغولا، بطل العالم في 2018 ووصيف البطل العام الماضي، واقتطع تأهلا تاريخيا لكأس العالم، في أول مشاركة له.

رؤوف أوشن لـ "الترا جزائر": فزت بكأس رابطة أبطال أوروبا العام 2019 و تم اختياري وقتها أفضل لاعب في  البطولة، لكن تلك مجرد ألقاب شخصية، لأن حلمي الكبير كان تأسيس فريق وطني و الدفاع عن راية الجزائر

 واللافت أن هذا الفريق تأسس منذ خمسة أشهر فقط بعد نضال كبير، بدأ برفض الفكرة قبل أعوام، وانتهى قبل أيام عندما هنأت الفدرالية الدولية لكرة القدم لمبتوري الأطراف الفريق الجزائري بعبارة " المبتدئون يتغلبون على الأبطال".

حلم مؤجل

يُعد قلب الهجوم، رؤوف أوشن، 33 سنة، دينامو الفريق، فهو اللاعب المحترف الوحيد في النخبة الوليدة، وعلى عاتقه حملت آمال الكوكبة التي يشرف على تدريبها كل من المدربين عكريش وبلهوشات، لما اكتسبه من خبرات في البطولة التركية المحترفة لمبتوري الأطراف.

وفي هذا الصدد يقول ابن حي رومانيا بقسنطينة والمقيم بدائرة عين عبيد لـ "ألترا جزائر": " لقد رفع فريقنا التحدي بإيجابية عالية، صحيح أني لاعب محترف لسنوات في فرق عصمانلي سبور، وشاهين باي غازي عنتاب، وفزت بكأسي تركيا في 2017 و 2018، وكأس رابطة أبطال أوروبا العام 2019 وتم اختياري وقتها أفضل لاعب في البطولة، لكن تلك مجرد ألقاب شخصية، لأن حلمي الكبير كان تأسيس فريق وطني والدفاع عن راية الجزائر وتشريفها عاليا، وهو ما تحقق قبل أيام بالقاهرة".

1

وعمّا إذا كانت التحديات مفتاحا لكسر أفق التوقعات يرد رؤوف جازما: " بالطبع وبناءً على تجربتي الشخصية، أنا الذي فقدت رجلي في حادث مرور تسببت فيه شاحنة وأنا ابن السادسة. لقد نهضت برجل واحدة وبعكاز لأنخرط في لعب الكرة مع الرفاق بمجرد التعافي. ثمة شيء أغاضني عام 2009، خلال تقدمي لاجتياز امتحان الرياضة لشهادة البكالوريا، لقد قال لي الطبيب أنت غير مؤهل البتة وبالتالي رسبت لكنّي لم أفشل لأني لجأت للتحايل فنجحت بطريقة خاصة لست متأكدا إن كان نشرها جائزا".

ولادة عسيرة

لم يتحقق حلم إنشاء فريق وطني لكرة القدم لمبتوري الأطراف سوى يوم 5جانفي الفارط، رغم أن طلب تأسيسه نشأ في ذهن رؤوف وثلة من اللاعبين قبل سنوات طويلة، حيث يوضح: " طيلة سنوات ونحن نصّر وهم يرفضون حتى جاءت الفرصة بميلاد أول بطولة جزائرية لكرة القدم لمبتوري الأطراف، حدث ذلك على يد اللاعب عبد الوهاب بن قارة من ولاية مستغانم، هي بطولة ناشئة بدأت العام 2021، وتتكون من أربعة حاليا هم رائد مستقبل وادي تليلات ونصر مستغانم وأمل سطيف والحكمة من وهران".

رؤوف أوشن

أجرى الفريق الناشئ 5 تربصات بكل من تيكجدة ومركز تدريب الفرق الوطنية بملعب الشهيد بومزراق بولاية الشلف لم ترق حسبه للتحضير المثالي فيقول: " واجهنا صعوبات حقيقية مثبطة، فتخيل أن الفريق بلا مدرب حراس، وكما تعلم الحارس هو نصف الفريق، كما أننا كنا نتدرب في السادسة صباحا نظرا لعدم تخصيص وقت مثالي لنا ولعدم شغور الملعب في غير ذلك الوقت المبكر. طبعا عندما أتذكر أننا تأهلنا للنصف النهائي وللمونديال القادم أدرك أن حجم التحديات لا يزيد المرء سوى إصرارا على النجاح والحمد لله".

لحظة مجد

أظهرت فيديوهات مسجلة العزيمة التي تسلح بها عناصر النخبة الوطنية بترديد أناشيد وطنية في همة عالية رغم قساوة الظروف المحيطة، وفي ساعةالاختبار الأولى بالبطولة الأفريقية الحالية بالقاهرة، فاز الفريق الوطني على نظيره الكيني بهدف لصفر، ثم أصيب بالشك عقب خسارة قاسية أمام غانا بصفر لخمسة، فيعقب: " صراحة الفريق الغاني قوي وعتيد فهو بطل العالم، لذا كان يكفينا فوز ثالث ضد غامبيا كي نتأهل فحققنا ذلك بثلاثة أهداف مقابل إثنين. وصدقا كان هدفنا الذي دخلنا به البطولة هو تجاوز الدور الأول والعبور لربع النهاية، لأن المهمة ستكون بعدها شاقة لوجود فرق قوية تملك خبرة سنوات، فاصطدمنا بفريق أنغولا بطل العالم السابق ووصيف بطل العالم سنة 2022".

منتخب مبتوري الأطراف

وعن ظروف تحضير تلك المباراة التي اختير رجلا لها، يوضح المتحدث: " تدربنا بشكل مركز، كي تفوز على أنغولا يجب أن تدافع جيدا، كانت خطتنا في المباراة هو مجاراة أنغولا وأخذها للوقت الإضافي، لكن سنحت لي الفرصة فسجلتُ في الدقيقة الرابعة من مخالفة مباشرة، ثم أضاف زميلي هدفا ثانيا في الشوط الأول، منحنا ذلك ثقة زائدة وإيمانا بالإنجاز فأغلقنا اللعب ودافعنا بشكل جيد رغم تلقينا لهدف، لكن ختامها كان مسكا بالفوز والتأهل لكأس العالم. لقد حققنا أكثر من المتوقع مهما تكن نتيجتنا في النصف النهائي"

التحضير للمونديال

يحرص الفريق على تشريف الألوان الوطنية في المونديال المقبل الذي سيتم تحديد بلده لاحقا، لكنه يتطلب كما يقول " خطط عمل احترافية بعيدة عن الترقيع الذي تميزت به التحضيرات في التربصات، فلا يمكن ألاّ يكون لنا مدرب حراس، من الواجب حل هذه المسألة في أقرب وقت".

علاوة على ذلك يضيف نجم الفريق الذي سجل في كينيا وغامبيا وأنغولا أهدافا حاسمة، واختير مرتين رجل المباراة: " رغم أننا لم نحظى باهتمام السلطات العليا ولا حتى الإعلام فنحن مصممون على رفع التحدي خلال المونديال المقبل لإسعاد الشعب الجزائري الذي نمارس الكرة برجل واحدة من أجله ويتطلب ذلك تربصات مكثفة في أجواء احترافية خالصة، وضرورة تدعيم الفريق بلاعبين، أعلم أن كثيرا من اللاعبين يمارسون في الجزائر لكن لا يملكون رخصا في فرق منخرطة، كما أن هناك لاعبين في أوروبا "حرّاقة" أمامهم عقبات إدارية عويصة".

منتخب مبتوري الأطراف

أسأله عن احتمال الاستعانة بلاعبين مزدوجي الجنسية من خلال تغيير الجنسية الرياضية، مثلما هو الحال مع المنتخب الوطني الأول فيرد حازما: " دعنا من اللاعبين الفرنسيين من أصول جزائرية لأنهم فرنسيون، فحتى مدرب المنتخب الفرنسي لفريق مبتوري الأطراف هو من أصل جزائري. يكفي فقط البحث عن لاعبين جزائريين يمكنهم إعطاء الكثير، وقبل ذلك يجب الاعتناء باللاعبين الحاليين الذين شرفوا البلاد حين لم ينتظرهم أحد، ومثلوا الجزائر أحسن تمثيل، صدقني لقد لجأ بعضهم لاقتراض مبالغ مالية للالتحاق بمراكز التربص، بدافع حبهم لتمثيل العلم الجزائري".