18-أغسطس-2024
(الصورة: فيسبوك)

(الصورة: فيسبوك)

فريق التحرير - الترا جزائر 

تفاعل جزائريون على نطاق واسع، بقرار تزويد الجزائر للبنان بكميات من الوقود لتشغيل محطات الكهرباء وإعادة التيار الكهربائي في البلاد، بعدما قضى اللبنانيون ليلة في الظلام.

حفيظ دراجي: الجزائر تقرّر تزويد لبنان بما تحتاجه من مادة الفيول وإعادة التيار الكهربائي في بلد عربي صديق غرق في ظلام شامل بسبب نفاد الوقود

وجاءت صيغة هذا القرار، بأوامر فورية من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي يدخُل معترك الحملة الانتخابية تحسبًا للانتخابات القادمة، حيث يسعى لتبوّأ مقعد الرئاسية لعهدة ثانية.

رحّب كثير من الجزائريين، بقرار "تزويد الجزائر للبنان بالكهرباء"، مثلما تداول على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبروا أنّ ما حدث، يندرج في سياق مواقف الجزائر مع دول المنطقة وأنّها دومًا سباقة للمساعدة، في حين ذهب البعض إلى طرح القراءة السياسية، كون الجزائر دولة حيادية ولا تتدخّل في شؤون الدول الأخرى، إضافة إلى أنّ "هذه المساعدة تأتي في ظرف حساس، يُنذر بوقوع حرب إقليمية مع الاحتلال الإسرائيلي".

إلى هنا، يعلّق الإعلامي حفيظ دراجي، بالقول: "الجزائر تقرّر تزويد لبنان بما تحتاجه من مادة الفيول لأجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي في بلد عربي صديق غرق في ظلام شامل بسبب نفاد الوقود".

من جهته، يعبّر العربي دعاس، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، بأن القرار الجزائري "كرم قد يأتي بعد الغضب"، وأسقط هذ الإجراء مع مختلف الأحداث السياسية في منشور جاء فيه: "الاحتلال الإسرائيلي يقطع الغاز على مصر والجزائر تزود مصر بالغاز، ومصر تدفع حفتر لحدود الجزائر.. الجزائر تزود لبنان بالفيول لتشغيل محطات توليد الكهرباء بعد ان رفعت لبنان قضية في العدالة ضد سوناطراك سابقًا.. ما أكرمك يا جزائر". وأردف: "تذكرت ما قاله السيسي منذ سنوات بأنّه يستطيع الوصول إلى حدود الجزائر في يومين، وها هو قد وصل بعد سنوات من دون حرب، لكن هذه المرة لا أظن أن حفتر يستطيع تهديد بلاد الشهداء، لأنّ شعبنا يفضل الموت على تضييع شبر من تراب البلاد ولا يقبل أن تجاوره "إسرائيل" عن طريق عملائها".

في هذا النحو، يعلّق صاحب حساب أطلق على نفسه "سوبر سعيد"، قائلًا "الجزائر تزوّد لبنان بالطاقة.. كما تعوّدنا يفعلها الرجال في الدقيقة الأخيرة".

إلى هنا، أشادت صفحة "قليعة أكتياليتي" بالقرار الجزائري، وكتبت منشورًا معنونًا بـ "الجزائر بلد الرجال"، وقد جاء فيه أن "الجزائر ستزود شقيقتها لبنان بالفيول بشكل فوري من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي في البلاد".

ونشر الإعلامي اللبناني سامي كليب، تعليقًا منتقدًا لسياسة مسؤوليه، جاء فيه "يبدو أن الجزائر ستنقذ مرة جديدة بعضًا من مشكلة كهرباء لبنان، والغريب أننا قلما سمعنا مسؤولًا لبنانيًا من اليمين أو اليسار أو من بينهما يشكر هذه الدولة، ربما لأنّها من الدول النادرة التي لا تتدخل بشؤون لبنان الداخلية ولا تُعيّن رؤساء ووزراء ومسؤولين وغيرهم من أنصار التبعية".

الإعلامي اللبناني سامي كليب: الغريب أننا قلما سمعنا مسؤولًا لبنانيًا من اليمين أو اليسار أو من بينهما يشكر هذه الدولة

بعيدًا عن القراءات السياسية، شهد تزويد الجزائر للبنان بالوقود خلافات حادة في السابق، أدت إلى مغادرة شركة سوناطراك نهائيًا  وقتها، بسبب ما عرف بقضية "الفيول المغشوش" في سنة 2020، ووصلت الأزمة إلى المحاكم الدولية، غير أن هذا الموقف الأخير، قد يطوي هذه الخلافات نهائيًا خاصة وأن الطرف اللبناني أبدى تعاونه لعودة في أكثر من مناسبة لعقد صفقات جديدة مع الشركة الجزائرية.