08-فبراير-2024
أوربين

إليزابيث مور أوبين، سفيرة الولايات المتحدة في الجزائر (الصورة: فيسبوك)

قالت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية بالجزائر، إليزابيث مور أوبين، إنّ واشنطن والجزائر تتفقان على أنّ  "القوات الأجنبية تعمل على زعزعة الاستقرار في ليبيا."

سفيرة الولايات المتحدة: نتعاون بشكل وثيق جدًا بشأن الملف المالي هنا وفي واشنطن

وتحدّثت مور أوبين في حوار خصّت به جريدة "الخبر" على أنّه "كما هو الحال في منطقة الساحل، للولايات المتحدة والجزائر وجهة نظر متشابهًة جدًا بخصوص الوضع في ليبيا. ونحن نتفق على أن الشعب الليبي ينبغي أن يكون قادرا على تقرير حكومته ومستقبله."

وتابعت: "نتفق أيضًا على أن القوات الأجنبية تعمل على زعزعة الاستقرار ولا تساعد الشعب الليبي في أن يتمكن من تقرير مستقبله."

وكشفت عن اتصالات دائمة مع الطرف الجزائري بشأن الملف الليبي، قائلة: "لذلك نحن نتفق تمامًا مع حكومة الجزائر ونتحدث معهم حول هذا الأمر بشكل متكرر."

وتأتي تصريحات الدبلوماسية الأميركية، أيامًا عن دعوة الجزائر لإنهاء كافة أشكال التواجد العسكري في ليبيا، خلال اجتماع لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى حول ليبيا، ببرازافيل عاصمة الكونغو.

وقال الرئيس تبون في كلمته أمام اللجنة الأفريقية إنّه "من الضروري إنهاء كافة أشكال التواجد العسكري الأجنبي في ليبيا لاسيما فيما يتعلق بسحب جميع المرتزقة مهما تغيرت مسمياتهم."

وردًا على سؤال حول التطورات في مالي، جدّدت، أوبين، أسف بلادها لقرار الحكومة الانتقالية الانسحاب من "اتفاق الجزائر" الذي اعتقدنا أنه إطار مناسب للغاية يمكن من خلاله توفير الاستقرار والسلام للمنطقة، وفقها.

وأكملت: "نشعر بالقلق بشأن المليشيات وقدرتها على خوض حرب أهلية محتملة مع أعضاء الحكومة الانتقالية وعناصر "فاغنر" الأخرى. وهذا أمر يهمنا كثيرًا، كما يهم الجزائر، ونحن نتعاون بشكل وثيق جدًا بشأن هذه القضايا هنا وفي واشنطن."

وأبرزت التنسيق والتعاون الكبيرين الذي تقوم به الولايات المتحدة والجزائر بشأن الاستقرار الإقليمي، مؤكّدة أنّ المحادثات بين البلدين "مهمة للغاية لأننا نواجه مجموعة معقدة من التحديات في العالم اليوم. من المهم أن نكون قادرين على التحدث عن وجهات النظر المشتركة، ووجهات نظرنا المختلفة، وإيجاد طريقة للوصول إلى نفس الهدف النهائي. من المهم معرفة أين يمكن أن تحدث مجالات التعاون هذه."

وبشأن الملف الفلسطيني، شدّدت السفيرة الأميركية على أنّ "الولايات المتحدة والجزائر تدعمان بشكل كامل هدف حل الدولتين. نحن نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الإنساني في غزة، وكلانا نعمل بجد لتوصيل المساعدات للفلسطينيين هناك."

وتابعت: "لدينا وجهات نظر مختلفة حول كيفية تحقيق تلك الأهداف، ولكننا قادرون على مناقشة تلك الأمور بعبارات محترمة وودية للغاية. نحن قادرون على التحدث عن المجالات التي نتفق عليها، وسنعمل بجد ونستمر في التعاون الوثيق لتحقيق هذه الأهداف."

مور أوبين: واشنطن والجزائر قلقتان إزاء الوضع الإنساني في غزة وكلانا نعمل بجد لتوصيل المساعدات للفلسطينيين

وفي الشق الاقتصادي، أشارت إلى أنّ المبادلات التجارية بين البلدين من 2020 إلى 2022 تضاعفت. وهناك أكثر من 100 شركة أمريكية تنشط هنا بالجزائر؛ لهذا نحن نسعى إلى فتح رحلة جوية مباشرة بين البلدين. ونحن في مرحلة المفاوضات التقنية الآن. وهي بالطبع عملية متعددة المراحل بسبب اتفاقية السماء المفتوحة "أوبن سكاي"، ونحن نتفاوض بشأن ذلك، ومحادثاتنا تسير بشكل مرضٍ للغاية، وفي الطريق الصحيح.

ودعّمت السفيرة كلامها بالقول: "أعتقد أن النموذج الأميركي هو أفضل نموذج للشراكة الاقتصادية. فنحن نتشارك التكنولوجيا، ونوظف جزائريين، ونبحث عن شراكات مفيدة للطرفين في كل ما نقوم به."

وشرحت: "لذا فإن الشركات الأميركية من مختلف القطاعات الاقتصادية تبحث عن فرص في الجزائر، مثل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك الشركات الكبرى. ونتحدث أيضًا مع الشركات الجزائرية حول الفرص المتاحة في الولايات المتحدة، وأين يمكنهم تطوير تجارتهم الثنائية أو استثماراتهم أيضًا. لذا فإننا نعمل على ذلك من كلا الجانبين، لأن هذا الأمر مهم للغاية، فإقامة سوق متكافئة إلى حد ما هو جزء مهم مما نقوم به."