10-يونيو-2024
البراء بن قرينة

البراء بن قرينة (صورة: فيسبوك)

لا يزال خبر انتخاب البراء بن قرينة نجل السياسي المثير للجدل عبد القادر بن قرينة، رئيسا للجنة الدفاع في المجلس الشعبي الوطني، يثير الكثير من التساؤلات حول جدية هذا الاختيار.

كثير من المعلقين الذين تساءلوا عن السر في وصول البراء بن قرينة إلى البرلمان ثم إلى رئاسة هذه اللجنة الحساسة

وحصل البراء بن قرينة الذي يعد من أصغر نواب البرلمان وبالكاد تجاوز سنه الثلاثين، على تزكية حزبه لقيادة لجنة الدفاع، في سياق تجديد هياكل المجلس الشعبي الوطني للدورة البرلمانية 2024-2025.

والمعروف في نظام تقاسم المناصب والهياكل في المجلس الشعبي الوطني، أنه يتم التفاهم بين المجموعات البرلمانية حسب قوتها العددية على رئاسة اللجان وباقي المناصب الرفيعة.

وكانت حركة البناء الوطني قد حصلت منذ البداية على عدة مناصب أهمها رئاسة لجنة الدفاع، ليتم بعد ذلك إجراء انتخاب داخلي في الحزب لتحديد النواب في كل عملية تجديد للهياكل البرلمانية.

وقد أسفرت العملية الانتخابية، وفق بيان حركة البناء الوطني، على انتخاب النائب عبد الرزاق تواتي نائبا لرئيس المجلس الشعبي الوطني، والنائب البراء بن  قرينة رئيسا للجنة  الدفاع  الوطني والنائب بقدور  بن  عطية  بلقاسم نائب رئيس  لجنة  التربية  والتعليم  العالي  والشؤون  الدينية والنائب خولة  طالبي مقرر لجنة  الشؤون  الاقتصادية، الصناعة والتخطيط.

وبدا البراء بن قرينة سعيدا بترؤسه لهذه اللجنة مؤكدا استعداده لخدمة الوطن.

وقال في منشور له على فيسبوك: “بعد الثقة التي وضعها فيّ أخواتي وإخواني النواب، وانتخابي كرئيس لجنة الدفاع الوطني، بالمجلس الشعبي الوطني، أتقدم بالشكر الجزيل لإخواني وأخواتي النواب، ونسأل الله عز وجل أن يعيننا على هذه المسؤولية، خدمة لوطننا العزيز في هذا الوقت الحساس، وخدمة لشعبنا الذي وضع فينا الثقة من قبل كممثل له في البرلمان”.

ولقي البراء تهنئة من زملائه في الحزب على وصوله لهذه المنصب. وكتب أبيري عبد الرزاق: "نهنئ الأخ بن قرينة البراء بمناسبة ترأسه للجنة الدفاع الوطني بالمجلس الشعبي الوطني ، كما نهنئ النائب عن ولاية تندوف الأخ بابوزيد لحسن بمناسبة تعيينه نائب رئيس اللجنة القانونية بالمجلس الشعبي الوطني ...فنسأل الله لهما التوفيق والسداد وأن يجعلهما ذخرا للوطن و للأمة كافة".

لكن هذا الشعور لم يتقاسمه معه كثير من المعلقين الذين تساءلوا عن السر في وصوله إلى البرلمان ثم إلى رئاسة هذه اللجنة الحساسة، وما إذا كان ذلك له علاقة بكونه نجل عبد القادر بن قرينة.

وقال الناشط السياسي إسلام بن عطية، إن تعيين البراء بن قرينة النائب الذي لم يؤد حتى الخدمة الوطنية ولا يعرف له خبرة وحنكة في إدارة الملفات الدفاعية، فقط لأنه ابن رئيس حركة، البناء مثير للتساؤل.

وأضاف في منشور له: "أعتقد أنها رسالة واضحة على عدم احترام النظام السياسي لموقع البرلمان وتحويل هذه اللجان إلى مصادر من أجل الترقية الاجتماعية بفضل المنح الإضافية والجد معتبرة، وهو ما جعله يحرم البرلمان من النقاشات حول السياسة الخارجية والدفاعية للدولة ثم نقنن قانون حول الإساءة للبرلمان في أبهى صور الانفصام".

وعلّق من جهته الباحث في علم الاجتماع نوري دريس بشكل ساخر على انتخاب البراء بن قرينة، معتبرا أنه لهذه الأسباب "نحمد الله أن البرلمان في الجزائر مجرد غرفة تسجيل دون صلاحيات". وأضاف أن التشبيب تحول إلى توريث...ويمكن تتبع ذلك بسهولة".

بالمقابل، قلّل آخرون أهمية لجنة الدفاع الوطني في البرلمان، خاصة أن الرئيس عبد المجيد تبون قد وجّه، في أيلول/سبتمبر 2022، باستثناء مسائل الدفاع وأسرار الخارجية من مساءلة البرلمان.

وتقوم لجنة الدفاع حاليا في الجزء الأبرز من مهامها بتنظيم لقاءات وندوات حول التهديدات الخارجية التي تطال الجزائر وكان آخر نشاط لها ندوة حول اليوم الوطني لـ"تلاحم الجيش والشعب".

ولا يعرف للبراء بن قرينة، خبرة في مسائل الدفاع، فهو خريج كلية العلوم الاقتصادية في تخصص المحاسبة، واشتغل بالفلاحة في مساره المهني القصير قبل دخول للبرلمان سنة 2021،  مترشحا في قوائم الحزب الذي يقوده والده بالعاصمة.