31-مايو-2024
(الصورة: فيسبوك) سيارات صينية

(الصورة: فيسبوك) سيارات صينية

انتقادات بالجملة للسيارات الصينية الأكثر طلبا في الجزائر عبر صفحات فايسبوكية تنشط خارج الوطن، ومحاولة لتشويه صورة هذه العلامات والتهجم على مالكيها والضرب في جودة المركبات، ولكن دون تقديم معطيات دقيقة أو بيانات كاملة، هي منشورات يفاجؤ بها الجزائريون منذ أيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي بحسابات مجهولة الهوية.

مدير تسويق سيارة "جيلي" لـ "الترا جزائر": تسويق 38 ألف و200 سيارة في ظرف 5 أشهر يقلق البعض من المنتفعين من بقاء أزمة السيارات واستمرار سيناريو ارتفاع الأسعار

وبالموازاة مع ذلك، تشهد السوق الجزائرية في الآونة الأخيرة  تزايدًا ملحوظًا في الطلب على السيارات الصينية، التي حقّقت مبيعات قياسية في فترة زمنية قصيرة، حيث تتميز هذه السيارات حسب زبائنها بجودة عالية وأسعار معقولة، مما جعلها خيارًا جذابًا للكثير من المستهلكين الجزائريين.

وعلى الرغم من هذه النجاحات، تواجه السيارات الصينية حملة ممنهجة تهدف إلى تشويه سمعتها والتشكيك في جودتها، إذ تأتي هذه الحملة في وقت تحاول فيه العلامات الصينية تعزيز وجودها في السوق الجزائرية، حيث تعمل على تطوير نشاطها من مجرد الاستيراد إلى التصنيع المحلي وتسعى الشركات الصينية لتقديم سيارات بمعايير عالية الجودة وخدمات ما بعد البيع مغرية، مما يزيد من جاذبيتها في السوق.

ومع استمرار هذه الحملة، باشرت السلطات العليا في الجزائر تحقيقات أثبتت أن بعض الأطراف المستفيدة من استمرار أزمة السيارات وارتفاع الأسعار، هي شبكات الوسطاء و"السماسرة" تسعى لإثارة البلبلة حول السيارات الصينية، تستهدف هذه الأطراف الحفاظ على مصالحها الاقتصادية من خلال محاولة كسر الأسعار المعقولة التي تقدمها العلامات الصينية، والتي تتيح للجزائريين الحصول على سيارات بجودة عالية وبأسعار منافسة.

ويرى ملاحظون أن هذا اللغط يرتفع مع اقتراب موعد الاستحقاقات الرئاسية المنتظرة بتاريخ 7 أيلول/سبتمبر المقبل حيث تسعى أطراف خلق أزمة في الجزائر واستفزاز المواطنين عبر صفحات فايسبوكية تسير من خارج الوطن، بملف السيارات، فما سبب هذه الهجمات ضد العلامات الصينية ومن يقف وراءها؟

جيلي سوقت أكثر من 38 ألف سيارة

من جهته يرى مدير الإتصال والتسويق على مستوى شركة "جيلي الجزائر" مهدي كاوة في تصريح لـ"الترا جزائر" أن الحملة التي تتعرض لها السيارات الصينية في الجزائر في هذه الفترة بالذات تثير التساؤلات، خاصّة وأن هذه العلامات حققت مبيعات قياسية وطلبات كبرى فاقت كل التوقعات في ظرف بضعة أشهر فقط، حيث تمكنت "جيلي" على سبيل المثال من تسويق جلّ كوطتها الخاصة بسنة 2023، وتسعى لتسليم المركبات بشكل متواصل، وتستقبل في كل مرّة باخرات جديدة بميناء جنجن بولاية جيجل شرق الجزائر، فتسويق 38 ألف و200 سيارة في ظرف خمسة أشهر يقلق البعض من المنتفعين من بقاء أزمة السيارات واستمرار سيناريو ارتفاع الأسعار.

أما بخصوص من يقف وراء هذه الحملة، فيرى كاوة أنها أطراف لا يروق لها تشييد مصانع حقيقية للإنتاج في الجزائر مثلما تخطط له "جيلي" التي ترمي لتشييد مصنع بمعايير عالمية، كما لم تتقبل هذه الأطراف وجود سيارات في السوق الجزائرية بعد سنوات من الندرة بأسعار معقولة، حيث تم تسويق مركبات بأقل من 2 مليون دينار/ 14 ألف و835 دولار.

ويجزم المتحدث أن "جيلي" وهي أحد المتعاملين الذين يواجهون حملة مسعورة من طرف هؤلاء، تستهدف الصينيين بالدرجة الأولى، ترد عليهم بالعمل والاجتهاد والسعي لتوفير مركبات بمعايير عالية الجودة لزبائنها، وتسليمها في أقرب وقت ممكن وتقديم ضمانات وخدمات ما بعد بيع مغرية، تعجز عن توفيرها حتى أكبر الشركات العالمية، مضيفًا: "الصينيون قدموا أحسن سعر، أجود مركبة وأعلى ضمانات وخدمات ما بعد بيع لأعلى مدة، كل ذلك يجعل أطراف أخرى تضررت من ذلك تسعى لتشويه سمعتها وخلق الفوضى".

ودعا كاوة المواطنين إلى عدم الانسياق وراء هذه الإشاعات وتجاهلها، مشددا على أن أي معلومة تخص "جيلي" يمكن استقبالها من مصدرها الرسمي وهي إما الوكيل المعتمد أو البيانات الرسمية، وما عدا ذلك فهو مجرد إشاعات.

الصينيون مستعدون للتصنيع

من جهتها، أكدت مسؤولة الاتصال لدى علامة "شيري" خامسة بوتيطاو في إفادة لـ: " الترا جزائر" أن العلامات الصينية في الجزائر تتعرض  لحملة ممنهجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تقودها جهات معروفة (لم تذكرها) تزعجها النجاحات المحققة لهذه العلامات التي أثبتت جودتها في السوق الجزائرية.

وأوضحت مسؤولة الاتصال أن من يقود هذه الحملة تمادى في الفترة الأخيرة فبعد التشكيك في جودة العلامة الصينية، يحاول هؤلاء اليوم مهاجمة مسؤولي هذه العلامات في الجزائر الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات حول خلفيات هذه الحملة خاصة أن من يقود هذه الهجمات يرغب في عودة أزمة السيارات .

كما ناشدت المتحدثة الجزائريين بأن يضعوا ثقتهم في العلامة الصينية "شيري" التي تسعى إلى تطوير نشاطها من الاستيراد إلى التركيب لتصل إلى مرحلة التصنيع قائلة:" تمكنت شيري خلال ستة أشهر من استكمال كوطتها من السيارات واستطاعت ان تلبي حاجيات الزبائن وأن توفر قطع الغيار دون أية تعقيدات".

لتضيف في هذا الشأن :" كنا نتمنى أن تكون هناك حملة لتشجيع التصنيع المحلي خاصة وأن العلامات الصينية هي الوحيدة التي أبدت استعدادها للعمل على أرض الميدان وتوفير مركبات للجزائريين، وليس محاولة كسر المتعاملين".

السماسرة وراء الحملة وتأكدنا من جودة المركبات الصينية

بالمقابل، يرى رئيس منظمة حماية المستهلك مصطفى زبدي أن النجاح الذي حققته العلامات الصينية في الجزائر وصور وصول بواخر السيارات الجديدة الى موانئ الجزائر أربك السماسرة والأشخاص الذين يرغبون في بقاء سوق السيارات ملتهب مادفعهم إلى شن حملة ضد هؤلاء.

وأضاف زبدي في إفادة لـ: "الترا جزائر" أن الوضع غير مطمئن خاصة وأن العلامات المقصودة أبدت رغبتها في التصنيع وقد اتخذت مؤخرا خطوات جدية في مجال الاستثمار ، مشيرا إلى أن اغلب السيارات الجديدة المتواجدة في السوق هي صينية علاوة عن العلامة الأوروبية فيات التي كانت السباقة في التواجد على المستوى المحلي، وعليه فإن هذه العوامل كلها وضعت هذه العلامات في عين الإعصار.

وقال زبدي في هذا الشأن أنهم كمنظمة لحماية المستهلك وقفوا على جودة العلامة الصينية التي أثبتت مستواها العالي خاصة وأن هذه الأخيرة عرفت مؤخرا تطورا كبيرا قد يجعلها مستقبلا تحتل المرتبة الأولى عالميا.

مسؤولة الاتصال لدى علامة "شيري" لـ "الترا جزائر": العلامات الصينية في الجزائر تتعرض  لحملة ممنهجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي

بالمقابل، يؤكد زبدي أنهم كمنظمة لحماية المستهلك يهتمون بخدمة الزبون وأي ملاحظات أو ثغرات تسجل في هذه العلامات يتم التبليغ عليها وبالتالي ليس هناك حسبه مبرر لخوض حملة ضدهم.

رغم ما يقال عن وجود حملة تشويه ضد بعض علامات السيارات في الجزائر، إلا أن متابعين يقرّون بوجود عيوب في بعض العلامات من وجهة نظر موضوعية، كما أن كثيرًا من الوكلاء تأخروا عن موعد تسليم السيارات لزبائنهم باعتراف وزارة الصناعة، التي هددت على لسان وزير القطاع بسحب الاعتماد من وكلاء استيراد السيارات، غير الملتزمين بدفتر الشروط، مؤكدًا أن  وزارته سجلت 20 ألف شكوى في منصة الشكاوى.