17-أبريل-2023
الكاتب أمين بن باطة (فيسبوك/الترا جزائر)

الكاتب أمين بن باطة (فيسبوك/الترا جزائر)

أمين بن باطة، كاتب موهوب في أواخر العشرينات من عمره، وجد نفسه في قلب حملة تتهمه بالإلحاد والانتماء إلى الماسوينية ومنظمة الروتاري، وتشكك في الكتب والروايات التي أصدرها، حيث يوضح في هذا الحوار، أسباب هذه الحملة ودوافعها، وكيف تعامل معها.

يثير صاحب رواية "أوفردايف" في حوار مع "الترا جزائر" عدة نقاط متعلقة بالحملة بسبب غلاف العمل الذي يحمل رموز الشرائع والديانات كالمسيحية واليهودية، وإقحامه في حملة أخرى موازية تستهدف مسلسل "الدامة" بسب صورة التقطها مع إحدى بطلات  العمل الفنانة ريم تاكوشيت.

أمين بن باطة` لـ "الترا جزائر": كثير من أصحاب الصفحات وجدوا في رموز الديانات والشرائع الموجودة على غلاف الرواية مادة دسمة للترويج على أن مسلسل "الدامة" والكتاب يدعمان الديانة الإبراهيمية

  • في لقاءات سابقة ذكرت أن لديك اهتمامات باللغات والتكنولوجيا، هل تعلمت الأوكرانية واليابانية مثلًا مثلما ذكرت لنا سابقًا؟

 في البداية لا أعتقد أن اهتماماتي قد تتغير مع مرور الوقت، لكنني متأكّد أنها ستزيد وتتسع، ذلك لأن الرغبة الجامحة لطلب العلم والمصحوبة بالفضول الشديد لمعرفة المزيد حول أمور الدين والدنيا، هما الوقود الذي يدفع بي إلى خوض تجارب ثقافية وأدبية جديدة. نعم، لي مخطوط بعنوان "موسوعة الميثولوجيا الأمازيغية" وهي دراسة تجمع كل الأساطير المنتشرة في بلدان شمال أفريقيا وتقدمها للقراء والباحثين بأسلوب سردي مشوق، وهو مبرمج للطباعة بحلول عام 2025 بإذن الله.

أمين بن باطة لـ "الترا جزائر" : تعلمت اللغة الإيطالية، لغتي السابعة، وسأصدر كتابي الثاني عشر بعد أيام قليلة فقط

  • أمين بن باطة في قلب حملة تستهدفه؟ ما هو السبب؟

لعل السبب الرئيسي للحملة هو سخط شريحة واسعة من الجمهور الجزائري على مسلسل "الدامة"، ومحاولة اختلاق التهم والإشاعات ردًا على النجاح الباهر الذي حققه مباشرة بعد عرض الحلقات الأولى منه، ورغم أن إهدائي للممثلة ريم تاكوشت نسخة من رواية أوفردايف جاء بعفوية كبيرة جدًا وبطلب من منشط الأمسية عبد الرزاق بوكبة، إلا أن الكثير من أصحاب الصفحات قد وجدوا في رموز الديانات والشرائع الموجودة على غلاف الرواية مادة دسمة للترويج على أن المسلسل والكتاب يدعمان الديانة الإبراهيمية والإلحاد ويهدفان إلى تخريب المجتمع تحت إشراف الماسونية.

أمين بن باطة لـ "الترا جزائر": لدي مخطوط بعنوان "موسوعة الميثولوجيا الأمازيغية" وهي دراسة تجمع كل الأساطير المنتشرة في بلدان شمال أفريقيا

  • اتُهمتَ بالماسونية والإلحاد وغيرها من التهم، ولكن في مقابل ذلك لم نجد أنك خرجت لتدافع عن نفسك صحيح؟

دوافع الحملة تافهة جدًا ومثيرة للسخرية، لا يمكن أن أخرج لأدافع عن نفسي وأشرح الأمر لأشخاص لا يقدرون حتى فتح الرواية وقراءتها للتأكد بنفسهم من الإشاعات المنتشرة، يقول ابن الجوزي: "الأحكام المسبقة سبيل الحمقى والمغفلين"، لذلك اخترت أن أتعامل مع هذه الحملة بالسخرية والضحك والميمز.

أمين بن باطة يهدي نسخة من كتابه إلى ريم تاكوشت

  • سبق وأن فازت روايتك "أوفردايف" بجائزة الروائيين الشباب سنة 2018 ولم يثر ذلك جدلًا مثلما نراه اليوم، هل تعتقد أن صورتك مع بطلة مسلسل "الدامة" ريم تاكوشت هي من أثارت كل هذا الجدل؟

عندما فازت رواية أوفردايف بالجائزة قبل خمس سنوات من الآن، كان ردود الأفعال جد إيجابية، وحققت الرواية نجاحًا باهرًا وتم مدحها في الإذاعات والقنوات التلفزيونية وحتى من طرف صناع المحتوى، كل هذا لأنهم قاموا بقراءتها، أما ما يحدث اليوم فسببه عدم قراءة أصحاب الإشاعات لمضمون الرواية وسعيهم إلى زيادة التفاعل وجمع المتابعين ولو كان ذلك على حساب استغبائهم. يكفي أن نعرف أنهم سمعوا عن هذه الرواية من خلال إشاعة مستحدثة لضرب مسلسل، وليس من خلال بحثهم واهتمامهم بمجال الكتب والقراءة، لكي نعرف مدى الوعي الضعيف والمستوى المحزن لبعض إخواننا في الدين وشركائنا في الأرض والوطن.

أمين

  • روايتك أوفردايف" تدور في زمن المستقبل والماضي وشخصياتها متعددة الأديان أو ربما لادينية؟ ماذا كنت تريد أن تكشف للقارئ؟

بدأت كل القصة في القرن الثاني والعشرين، عام 2137م، حين استطاع عالم روسي اسمه "بوريس نوجنكوف"، بفضل التكنولوجيا المزدهرة والخرافية في تلك الحقبة، أن يخترع ريموت يمكنه من التنقل عبر الأزمنة الغابرة من خلال تطوير عملية التبادل الشبحي بين الإلكترونات، حيث يستطيع بجهاز أوفردايف أن يعيش بشخصيته داخل أي شخصية قديمة دون أي قدرة على تغيير الأحداث التاريخية. كل هذا لأنه، ورغم كونه ملحدًا، إلا أنه يشعر بأن هناك قوة عظمى خلقت الكون وهي تسيره، فيبدأ رحلته لمعرفة الديانات قبل تحريفها، فيمر باليهودية في فترة النبي يوشع عليه السلام، ثم بالمسيحية بعد سنوات من حادثة صلب شبيه النبي عيسى عليه السلام، وأخيرا بالإسلام في عصره الذهبي.

وخلال كل هذا، يعيش بوريس نوجنكوف الكثير من الأحداث الشيقة، ويمر بالعديد من المواقف الاجتماعية والثقافية والتراجيدية وحتى الفكاهية، ليخرج من مغامرته بنتيجة أخيرة: الإسلام أقوى حجة من كل الديانات الأخرى، وهو أحق بالاتباع.

أمين بن باطة لـ "الترا جزائر": لا يمكن أن أخرج لأدافع عن نفسي وأشرح الأمر لأشخاص لا يقدرون حتى فتح الرواية وقراءتها للتأكد بأنفسهم من الإشاعات المنتشرة

  • في لقاءات سابقة ذكرت أن لديك اهتمامات باللغات والتكنولوجيا، هل تعلمت الأوكرانية واليابانية مثلًا مثلما ذكرت لنا سابقًا؟

نعم أنا أعكف على تطوير نفسي دائمًا، وقد تعلمت اللغة الإيطالية، لغتي السابعة، وسأصدر كتابي الـ 12 بعد أيام قليلة فقط، نحن نعيش حياة واحدة في الدنيا قبل أن ننتقل إلى الحياة الأبدية في الآخرة، فلم لا نعمل بجد ونطلب العلم ونفيد ونستفيد قدر المستطاع ؟