يكشف كاتب السيناريو الجزائري يسين بوغازي في هذا الحوار مع "الترا جزائر" عن جملة مشاريع يحضّر لها من بينها مشروع سيناريو تلفزيوني حول الأمير عبد القادر الجزائري، الذي أودعه لدى التلفزيون العمومي.
بوغازي: قدّمت سيناريو عن الأمير عبد القادر لمؤسسة التلفزيون الجزائري، وما يمكنني قوله أن المشروع يتعامل بجدية تليق بتاريخ وثقافة بلدي الجزائر
ويبدي السيناريست بوغازي رأيه عن تأخر إنجاز أعمال فنية عن هذه الشخصية التاريخية والدينية والمُقاومة، وهل المخرج المناسب لإخراج الفيلم يكون جزائريًا أم أجنبيًا؟، كما يقدّم وجهة نظره في قانون الصناعة السينماتوغرافية الصادر قبل أيام في الجريدة الرسمية.
أعلن التلفزيون الجزائري مؤخرًا عن فتح الباب أمام تقديم سيناريوهات أعمال تلفزيونية قصد إنتاجها، ما رأيك في هذه الخطوة؟
لقد أوفت إدارة التلفزيون الجزائري فيما وعدت به بجعل الدراما على مدار السنة. فلا تنسى لنا ما يعادل تسعة قنوات تبث وتحتاج إلى برامج وهذا كله جيدٌ جدًا؛ على مستواي سأتقدّم طبعًا بسيناريو هو ثمرة اشتغال سنوات من الكتابة وإعادة الكتابة والتنقيح، لأني أؤمن أن الدراما التلفزيونية في خدمة الثقافة والهوية الجزائرية.
هل قدّمت عملًا أو سيناريو لإدارة الإنتاج بالتلفزيون الجزائري من أجل إنتاجه وتجسيده على الشاشة؟
نعم، ولكن لا أستطيع البوح بتفاصيل أكثر عن المشروع، وما يمكنني قوله أن المشروع يتحدث عن الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، حيث تعاملت مع السيناريو بجدية تليق بتاريخ وثقافة بلدي الجزائر؛ تبنيت لغة وسطية اشتغلت عليه أيضا هي "الدارجة الجزائرية"، لكن قريبة تمزج ما بين اللغة العربية والفصحى المدرجة.
اعتقد هذا ما أستطيع التحدث عنه لكني أنوه بتبني التلفزيون الجزائري الإنتاج الدرامي خارج رمضان وإن كنت ممن يرون أن الدراما الجزائرية تحتاج إلى مؤسسة عمومية نهتم بالإشراف على إنتاجات الدراما لأنها باتت إحدى أساليب الدفاع عن الهوية، علاوة أن الدراما تؤثر في الرأي العام وصناعته.
على ضوء مشروعك الذي لا يزال على الورق وينتظر التنفيذ، هل ترى أنّ الجزائر تأخرت على صعيد الدراما والسينما في إنتاج عمل فني عن الأمير عبد القادر؟
تاريخنا القريب والبعيدة غني بالشخصيات التي تستحق إنتاجات سينمائية وتلفزيونية ولو عدنا لتأسيس الدولة الجزائرية فقد كانت مع الأمير عبد القادر لذا سينمائيًا وتلفزيونيًا صحيح تأخرنا كثيرًا لظروف طبعًا؛ شخصيًا أعلم أنه كان مشروع فيلم عن الأمير بعد فيلم "بوعمامة" من تأليف الراحل بوعلام بسايح لكن لم ير النور، وفي السياق مبادرات الكتابة عن الأمير سينمائيًا كثيرة فالروائيان رشيد بوجدرة كتب وواسيني لعرج كتبا عنه، وكذلك فعل الراحل عبد العزيز بوباكير؛ علاوة عن كتّاب في الغرب بفرنسا وأميركا وحتى بالشام، ولكن ولا جهة ولا أحد أنتج فيلمًا.
إلى ما يرجع السبب برأيك؟
أعتقد أنّ السبب يتعلق بظروف كانت مطروحة، ومن أجل ذلك تم إنشاء مؤسسة تتكفل بإنتاج فيلم عن الأمير بأمر من الرئيس عبد المجيد تبون وهي الآن تشتغل؛ وأظنّ أن فيلم الأمير قادم والأسئلة بدأت تطرح عن هوية المخرج والممثل، وهنا أرى أنني أفضل أن يكون المخرج جزائري والبقية لا تهم كثيرًا، حتى السيناريست يمكن قبول كونه غير جزائري أو لنذهب إلى كتابة جماعية كما تم في فيلم "الرسالة" لمصطفى العقاد.
حبر كثير سال بخصوص إنتاج فيلم عن الأمير.. هل الأمير يحتاج فيلمًا واحدًا عالميًا أم يحتاج عدّة أعمال في السينما والتلفزيون؟
إنتاج فيلم عالمي هي حالة توصيفية، الغرض منها هو إيصال حياة الأمير عبد القادر إلى مشاهدين من ثقافات أخرى من خلال السينما وفق متطلبات تقنية وتوزيعية معتمدة لدى شركات الإنتاج والتوزيع في العالم؛ لأن عالمية الأمير عبد القادر كانت سنة 1863 عندما كرّم من طرف جميع دول وإمبراطوريات العالم ذاك الوقت لم قام به في سوريا من حماية المسيحيين فهو عالمي بهذه المعاني؛ وهذا المسعى في إنتاج فيلم بهذه المعايير ضروري لأننا أمام شخصية جزائرية تاريخية سابقة الانتشار بما لا يتصور وقوية الاحترام والتقدير وخالدة أيضا، لذلك أعتقد أنّ إنتاج فيلم عالمي عنه أقل شيء يقدّم له.
أكيد اطلعت على قانون الصناعة السينماتوغرافية.. كيف قرأت مضمونه؟
قانون الصناعة السينمائية صار بعد اعتماده مرجعًا من مسودة إجراءات والتزامات تتعامل مع الفعل السينمائي بوصفه صناعة سينماتوغرافية. وهو جاء ثمرة التزام رئيس الجمهورية في إعادة الاعتبار لهذا القطاع وأعتقد أنه قانون يطمح إلى جعل الفعل السينمائي وممارسيه ضمن الإطار المهني والاحترافي الذي ينقصنا حقيقة.
طبعًا وكأي مجهود قد لا يرى فيه بعض السينمائيين أهمية ويرى الآخرون عكس ذلك لكنني مِمّن يعتقدون أنه مجموعة قوانين لتسيير القطاع في السنوات القادمة وعند الممارسة ستتجلى وتظهر أشياء كثيرة إيجابية وربما سلبية ما يسمح بإثرائه ضمن الإجراءات القانونية ليساعد على ديناميكية الحياة السينمائية وبعثها من سباتها وإحياء عادات السينما المجتمعية. وإعادة قاعات العرض الاشتغال وهذا في رأي يتطلب وقت وتكريس ميداني؛ أمّا من جهة أخرى فقد صار الآن قانون مفعول على السينمائيين التعامل وفق مقتضياته.
هل لديك مشاريع مكتوبة تنتظر من يُنتجها؟
طبعًا، ربما الفرصة أتيحت لي للعودة إلى الحديث عن "كورونا الوباء" الذي مرّ وبهذه المناسبة يسرني عبر "الترا جزائر" القول إنّه لديّ سيناريو عن هذا الوباء بعنوان "ملائكة البياض" من 15 حلقة، أتمنى أن ينال انتباه المنتجين لأنه يتحدث عن وضع جزائري ضمن حالة وضع عالمي كان سائدًا قبل بضع سنوات.
