بدأ في الموسيقى والغناء مع جمعية لفن المالوف والعيساوة، وبعدها انتقل للغناء في الحفلات والأعراس، لكن اكتشف المسرح وعشقه، فقدّم فيه أعمال مسرحية مميزة، هنا، يروي الممثل المسرحي والتلفزيوني الجزائري رمزي لبيض، في حوار مع "الترا جزائر"، قصة بدايته في الفن والسينما وأدواره وأبرز أعماله المسرحية ونشاطه الإعلامي الافتراضي، ويتحدث عن مشاريعه القادمة.
الفنان المسرحي رمزي لبيض: صفحة "دوزة فن" قصتها بسيطة جدًا وتزامن ظهورها مع موجة كورونا
- بدأت ممارسة الغناء والموسيقى ثم وجدت نفسك ممثل في الفن الرابع .. ما قصة ذلك؟
خلال تجربتي مع الحفلات والأعراس، كنت أحيانًا أتابع المسرح كمتفرج فقط، لكن كان عندي صديق كنت كلّما أسأله إلى أين أنت ذاهب يجيب أنّه ذاهب لتدريبات المسرح بدار الشباب، وذات يوم أخبرته أنني سأذهب معه، ولمّا وصلت إلى دار الشباب والتقيت بالمكوّن الأستاذ دوادي سرحان رحبّ بي، وطلب مني أن أشاهد التدريبات، ثم اقترح عليّ الانضمام إليهم فوافقت والتحقت بالفرقة وكان اسمها "بهجة الأطفال".
وبعد ثلاثة أشهر من التدريبات، صعدت أوّل مرّة على الخشبة كممثلٍ هاوٍ وكان ذلك سنة 2003، ثم انطلقت الرحلة مع المسرح وتركت الغناء والحفلات قليلًا، لمن بقيت مع الفرقة، حتى جاءتني الفرصة وتعرفت على المخرج ياسين تونسي وشاركت في "بقرة اليتامى" أول مسرحية لي، من إنتاج جمعية "مسرح الليل" بالتعاون مع مسرح قسنطينة سنة 2008، وفي الوقت نفسه كنّا نقدم في نهاية الأسبوع عروضًا للأطفال، إلى أن حظيت بفرصة مع مسرح قسنطينة الجهوي بعد اختياري في الكاستينغ، شاركت وقبلت للمشاركة في أول عمل احترافي، مسرحية "طارطوف" (2008)، بمعية نخبة من الفنانين المحترفين من قسنطينة مثل علاوة زرماني، الطيب دهيمي، عيسى رداف، إيزم زوبير، حسان بوالخروف، حليم رحموني، والممثل المرحوم أحسن بن عزيز.
- شاركت مؤخرًا في العرض الفني "بين البارح واليوم" الذي افتتح المهرجان الوطني للشعر النسوي بقسنطينة، كيف كانت التجربة؟
بالنسبة لـعرض "بين البارح واليوم" هو عرض شارك في افتتاح مهرجان الشعر النسوي بولاية قسنطينة تحت إشراف محافظة المهرجان أميرة دليو، وجسدت في العرض شخصية مالك حداد الكاتب والرجل المثقف، حيث سعدت بتأدية هذا الدور وأحببته، وشاركني التمثيل الزميلة كريمة التي أدت دور الروائية المعروفة أحلام مستغانمي.
والعمل تناول الموروث التراثي غير المادي لمدينة قسنطينة، وهذا تجسيدًا لشعار المهرجان وإبرازًا لدور المرأة المبدعة في الحفاظ على هذا الموروث التراثي.
- مسيرة طويلة في المسرح، أعمال نالت جوائز وأدوار مهمّة، حدثنا عن تجربتك المسرحية أو كيف تقيّم هذه التجربة؟
تجربتي المسرحية جعلتني ألتقي عمالقة المسرح الجزائري وأتكوّن من خلالهم،ذ في أعمال مسرحية، وكل عمل فني هو بالنسبة لي تجربة جديدة وكل مخرج أو ممثل قابلته والتقيته بالنسبة لي هو إضافة، لمسيرتي، وهناك مسرحيات نلت بها جوائز مثل مسرحية "خلف الأبواب" التي نالت الجائزة الكبرى أحسن عرض متكامل سنة 2013 بالمهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم وكذا مسرحية "نساء المدينة"، مسرحية "صالح باي"، مسرحية " Tartuffe، مسرحية "ليلة دم"، مسرحية "يا ليل"، مسرحية "الأجواد" للمرحوم عبد القادر علولة، وعدة مسرحيات أخرى والشيء الجميل في المسرح هو أنك في كل مرة أو في كل عمل مسرحي تتقمص شخصية وكل شخصية جسدتها أحبيتها وخاصة دوري في مسرحية (Tartuffe) في دور (Valère ) أكبر دور أحببته، (مسرحية (طارتوف) للمخرج الكبير محمد الطيب دهيمي، وكاتب النص أستاذي السعيد بوالمرقة، إنتاج مسرح قسنطينة الجهوي سنة (2009 ).
- مقابل حضور بارز في المسرح، أين رمزي لبيض من السينما؟
رمزي لبيض غير موجود في السينما، يمكن القول أنني غير مهتم ولا أتابع كثيرًا تجارب الأداء، بالرغم من أنه تصلني بين الفنية والأخرى عروض للمشاركة في أعمال سينمائية سواء أفلام قصيرة أو روائية طويلة، وكنت أرفض ذلك دائمًا، لأسباب عديدة لا أستطيع الحديث عنها، لكن فيما يخص الإنتاجات التلفزيونية فكانت لي عدة تجارب أهمها مسلسل "عنتر ولد شداد" و"عنتر نسيب شداد" من جزئين أنتجهما التلفزيون الجزائري مع المخرج نسيم بومعيزة ومسلسل"صمت الأبرياء" مع المخرج تريباش ومسلسل "بن باديس" مع المخرج عمار محسن.
- بين السينما والمسرح والغناء .. أين تفضّل أن تكون؟
أحب أن أكون في المسرح، أحب دائمًا.. أن أكون ممثلًا مسرحيًا وهذا الأمر يجعلني سعيدًا، وفي الوقت نفسه، الغناء جزء منّي حتى فوق الخشبة.
- تدير مجموعة "دوزا فن" على فايسبوك، كيف جاءتك الفكرة؟
"دوزة فن" قصتها بسيطة جدًا، الفكرة جاءت في أول يوم أعلنت فيه الجزائر حالة الطوارئ من فيروس كورونا، حيث بدأ غلق المسارح ومنع التجمعات.. كنت جالسًا مع صديقي الفنان الموسيقي حميد ليتيم في مكتبه قلت له، سأنشئ مجموعة فنّية ليلتقي فيها جميع الفنانين، بحكم توقف النشاطات الفنية والثقافية، وكانت البداية بفتح مجموعة على فايسبوك وأسميتها "دوزة فن" (Doza fen)، ويقصد بها "قليل من الفن".
- مع من تشرف على إدارة مجموعة "DOZA FEN"؟
أنا مديرها والمسؤول عليها رفقة الأدمن الفنان الموسيقى العازف عبد الحميد ليتيم، فكانت البداية بإضافة الأصدقاء الفنانين من كل المجالات مسرح وتلفزيون وسينما، وسينوغرافيين وكوريغرافيين، والفاعلين والمغنيين والعازفين والرسامين والشعراء والكتاب، إضافة إلى النقاد ومديري المسارح فبدأت بنشر أعمال الفنانين والتذكير بهم منهم من فارقونا رحمهم الله بسبب الوباء ومنهم من توفي بمرض أو بحادث..إلخ، أتذكر جيداً أنني قمت ذات مرّة بنشر خبر وفاة صديقي وأخي الفنان الممثل موسى لاكروت.. لوهلة لم أصدّق الخبر الذي تناقله أصدقاء في الفن، أخذت الهاتف واتصلت بصديقي الممثل شاكر بولمدايس الذي أكدّ صحة الخبر.. فصدمت..رحمه الله.
- ما أهداف "دوزة فن"؟
في تلك الفترة لما أنشأت "ڤروب دوزة فن" كان هدفي هو نشر قليل من الإيجابية وفي الوقت نفسه خلق منصة، لتكون فضاء يلتقي فيه الفنانون، حتى نكون قريبين من بعضنا البعض، المجموعة بدأت تكبر شيئًا فشيئًا وأصبحت على شبكات التواصل الرقم واحد "إعلاميًا" على مستوى الوطن، فصار لديها صدى ومصداقية عند الكثير من بينهم مسؤولين في الثقافة ومستشارين وفنانين أو عند مدراء ومسوؤلين بالمسارح الجهوية.. هدفي هو نشر الأعمال الفنّية لكل فنان ومبدع ونشر مواعيد العروض على المستوى الوطني.
لما تتصفح "دوزة فن" تجد خبرًا عن عرض في تمنراست، وآخر في تبسة، وخبر عن مهرجان في الأغواط، وأيام مسرحية أو سينمائية في سكيكدة وبحكم أني ابن الميدان أعرف أصحاب الأعمال الفنية والممثلين المشاركين فيها.. وأكتب ولو كلمة عنهم بسيطة وأنشرها مرفقة بصورهم، "دوزة فن" دائما تعمل، أو بتعبير أخر تمشي في الشارع وهي تتلكم معك، وأنت تقود السيارة.
- إضافة إلى التمثيل، على ماذا يقتصر عملك الإداري بالمسرح الجهوي لقسنطينة؟
أولًا، أنا فنان ممثل مسرحي ابن مسرح قسنطينة الجهوي، مسرح قسنطينة بالنسبة لي جزء من يومياتي وحياتي أعشقه وأعشق زواياه وسؤالك مهم وهي فرصة لكي أوضح فقط نقطة، لست موظفًا بمسرح قسنطينة، أنا فقط في خدمة هذا المسرح خاصةً بعد الفترة التي مرّ بها مسرح قسنطينة بعد وفاة الفنان ومدير المسرح السابق فريد بوكرومة رحمه الله وتعيين واحد من أبناء مسرح قسنطينة أحمد ميرش (آمر بالصرف) لمدة عامين حتى أن اختارته وزارة الثقافة رسميًا مديرًا لمسرح قسنطينة محمد الطاهر الفرڤاني.
وبالمناسبة أبارك له هذا المنصب وأتمنى له كل التوفيق والنجاح في عمله ونحن معه دائمًا، أنا أعشق هذا المسرح العريق الذي كبرت به وتعلمت وظهرت مع كبار الفن القسنطيني من أمثال علاوة زرماني، عنتر هلال، عيسى رداف، إيزم زوبير، الطيب دهيمي، نورالدين بشكري، عمي عبد الله حملاوي، عمي حسان بوالخروف ربي يشفيه، حكيم دكار، جمال مزواري، كريم بودشيش، نجلاء طارلي والمرحوم أحسن بن عزيز.
- ما هو الدور الأقرب إليك أو الدور الأهمّ الذي جسدته على الخشبة؟
كل الأدوار أحببتها واشتغلت عليها كثيرًا لأقدم في كل عمل أقدمه دورًا جيّدًا، ومحترمًا، ليس لي دور واحد معين أحببته، فكل دور أو شخصية لها حكايتها ولها حالاته، لكن من الأدوار التي أحببتها دوري في مسرحية Tartuffe في دور Valère أكبر دور أحببته، (مسرحية "طارتوف" للمخرج محمد الطيب دهيمي.
رمزي لبيض: ظهرت مع كبار الفن القسنطيني من أمثال علاوة زرماني، عنتر هلال، عيسى رداف، إيزم زوبير، الطيب دهيمي
- على ماذا يشتغل رمزي لبيض الآن.. ما مشاريعك؟
هناك مشروع مع ولاية قسنطينة بالتنسيق مع دار الثقافة مالك حداد ويتعلق بجائزة العلامة عبد الحميد ابن باديس، سيكون هنالك عرض مسرحي مدته لا تتجاوز نصف ساعة.