ثمّن خبراء في مجال التراث الثقافي الدور البارز الذي لعبته الجزائر في ترقية وتعزيز مكانة اتفاقية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، لحفظ التراث اللامادي التي تمّ اعتمادها بتاريخ 17 تشرين الأول/ أكتوبر 20023.
الدولة ملتزمة بحماية التراث اللامادي منذ إصدارها لقانون حماية التراث الصادر في عام 1998
وقال سليمان حاشي، مدير المركز الوطني للأبحاث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، بأنّ "الجزائر كانت السباقة في المصادقة على هذه الاتفاقية الدولية"، وهو الأمر الذي يظهر "التزامها القوي بحماية التراث الثقافي اللامادي".
وفي لقاء بعنوان "التراث الجزائري في اليونسكو" الذي أقيم على هامش الطبعة الـ 27 للصالون الدولي للكتاب (سيلا)، ذكّر حاشي بأنّ "الخبراء الجزائريين الذين تم إيفادهم من قبل الدولة شاركوا في جميع الاجتماعات الخاصة بلجنة الصياغة إلى جانب خبراء دوليين آخرين".
ولفت حاشي، وفق وكالة الأنباء الجزائرية إلى أنّ الدولة ملتزمة بحماية التراث اللامادي وذلك "منذ إصدارها القانون 98-04 المتعلق بحماية التراث عام 1998".
وواصل قائلاً بأنّ هذا القانون يعتبر" الإطار القانوني الذي يضمن حماية التراث الثقافي المادي واللامادي، الذي يتشابه مع الاتفاقية الدولية التي تم اعتمادها في 2003".
وأشار إلى أنّ "اتفاقية اليونسكو لعام 1972 المتعلقة بحماية التراث العالمي الثقافي المادي، لم تفرد حيزا مهما للتراث اللامادي، الذي يشكل جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية للشعوب".
وفي سياق حديثه عن مختلف العوامل الثقافية اللامادية التي تمّ تصنيفها في قائمة التراث العالمي لليونسكو"، مشيرًا إلى أن هذه التصنيفات تساهم في زيادة وعي العالم بتراث الجزائر الثقافي، وتفتح أمامه آفاقًا جديدة للتنمية".
بدورها دعت الباحثة مباركة بلحسن، إلى أهمية الاهتمام بالتراث الثقافي غير المسجل في الجزائر، خاصة التراث "الحساني" في منطقة تندوف، جنوب البلاد.
وطالبت بلحسن في مداخلتها إلى أنّ العديد من المناطق في الجزائر تمتلك إرثا تمتلك إرثا ثقافيا له أهمية بالغة، مشددة على "ضرورة تسجيله على المستوى المحلي والدولي لتعزيز مكانته وحمايته".
من جانب آخر؛ لفت الباحث في الدكتوراه في مجال التاريخ، سمير بلقاسمي إلى الدور الكبير الذي تلعبه مختلف البحوث المنجزة في الجامعات خاصة منها في مجال التراث اللامادي.
وأكد بلقاسمي في تصريح لـ"الترا جزائر" بأنّ الجزائر تزخر بموروث ثقافي مهمّ وجب تسليط الضوء عليه وتصنيفه أيضا.
وأضاف في هذا السياق إلى أنّ الحفاظ على هذا التراث يرسخ الهوية الثقافية لبلادنا، مع الاهتمام الذي توليه الجامعات والدراسات الأكاديمية لأنه جزء لا يتجزأ من تاريخ البلد.