22-مارس-2022

(تصوير: نصر الدين زبار/ Getty)

قال السفير الفرنسي السابق لدى الجزائر، كزافيي درينكور، إن السلطات الجزائرية تستخدم فرنسا ككبش فداء، وكفزاعة لتوجيه الرأي العام، مؤكدا أن "الجزائر ستضل مناهضة لفرنسا خلال السنوات المقبلة".

السفير الفرنسي السابق لدى الجزائر: العلاقات الوطيدة بين المجتمعين الجزائري والفرنسي تضع ساسة باريس دائمًا في حرج

وأكد الديبلوماسي الفرنسي في حوار مع صحيفة "ليكسبراس" الفرنسية، أنه "طالما شعر السياسيون الفرنسيون بالحرج الشديد من الجزائر باعتبار أن 10 بالمائة من سكان فرنسا لديهم صلة بالجزائر".

وأردف: "عدّة أفراد في المجتمع الفرنسي تربطهم علاقة بطريقة ما مع الجزائر، جزائريون بجنسية فرنسية، فرنسيون من أصول جزائرية، مزدوجو الجنسية والأقدام السوداء وكذا الحركى".

وأوضح درينكور، أن "الساسة في فرنسا لا يقولون نفس الخطاب لجميع تلك الفئات"، معلّقا: "إذا كنت تُرضي البعض، فأنت تزعج الآخرين تاريخيًا".

وفي السياق، اعترف المتحدث أنه من الصعب جدًا " العثور على نغمة واحدة تجمع بين الدفاع عن الجنرال ديغول والدفاع عن الحركى والأقدام السوداء في نفس الوقت".

وعاد درينكور للحديث عن الشأن السياسي في الجزائر وعلاقة فرنسا بذلك، شارحًا ما اعتبره "المفارقة الجزائرية"، في التعامل مع فرنسا، بالقول: "في الجزائر غالبًا ما تكون فرنسا هي الخاسرة في كل مرّة، (..) في فترة الحراك الشعبي اتهمتنا قيادة الجيش، دون أي دليل، بدعم الحراك، بل بالتآمر لإسقاط النظام، من ناحية أخرى، عاتبنا الحراك على عدم القيام بأي شيء، أي دعم السلطة، من خلال سلبيتنا".

وتابع السفير الفرنسي السابق، "ليس لدى الشعب الجزائري كراهية خاصة لفرنسا، فلكل جزائري اِبن عم وعم وأخ يعيش في فرنسا، يشعرون بالقرب منه".

وأضاف: "لكن كتب التاريخ في الجزائر تعلّم الجزائري منذ الصغر أن فرنسا هي العدو، النظام في الجزائر يستمد شرعيته من هذا التاريخ ومن هذا العَدَاء".

واسترسل: "يجد بعض المسؤولين الذين ينتقدون فرنسا باستمرار أنفسهم يطلبون، في المساء، عبر عنوان بريد إلكتروني سري، تأشيرات دخول أو مكان لأولادهم في المدرسة الثانوية الفرنسية (..) هذا تناقض يصعب قبوله".

وبداية الشهر الجاري، أصدر كزافيي دريانكور مذكرات مساره الدبلوماسي في الجزائر، وحمل الكتاب عنوان"اللغز الجزائري.. مذكرات سفارة بالجزائر"، حيث تطرّق إلى تفاصيل مسيرته الدبلوماسية الطويلة في الجزائر.

كما تناول في السفير السابق طبيعة العلاقة بين البلدين وذلك على مرّ التاريخ وعديد القضايا المشتركة بين الجزائر وفرنسا؛ ومعلومٌ أن كزافيي هو أكثر سفراء فرنسا مكوثًا بالجزائر من سنة 2008 إلى غاية 2020.

 

اقرأ/ي أيضًا:

باريس تعيّن سفيرًا جديدًا في الجزائر.. هل ستنتهي أزمة السفراء بين البلدين؟

كتاب عن "القصة السرية لبوتفليقة" يفوز بجائزة في فرنسا