19-أغسطس-2024
(الصورة: فيسبوك) المترشحون لرئاسيات 2024 في الجزائر

تظلّ القضية الفلسطينية في صُلب الخطاب السياسي الجزائري، إذ زادت حدة هذا الأخير مع حرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعبي الفلسطيني منذ الـ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فكان لعنف الأحداث هناك، وقع على خطابات المرشحين للانتخابات الرئاسية، في علاقة بمحور برامجهم حول السياسة الخارجية.

تزامن ظرف الانتخابات مع أحداث غزة يفرِض أن تكون في قلب الخطابات السياسية

لكلّ مرشّح برنامجه لكن فلسطين تجمعهم 

تزامن ظرف الانتخابات مع أحداث غزة يفرِض أن تكون في قلب الخطابات السياسية، فمنذ اليوم الأول للحملة الانتخابية في الجزائر، كان ملف الحرب على غزة والأحداث في فلسطين، محوراً واضحاً اتّفق عليه المرشحون الثلاث للرئاسيات الشهر المقبل.

إلى جنب العلم الجزائري يحضُر العلم الفلسطينيأيضا، في تجمعات المترشحين، فضلا عن الكوفية التي تحمل أكثر من رمزية، كما تحضر القضية في تصريحاتهم الإعلامية كمرشحين لمنصب الرئيس حول السياسة الخارجية، والتعبير عن موقفهم الراسخ والثّابت تجاه القضية الفلسطينية وهو ما يتماشى مع موقف الدبلوماسية الجزائرية منذ عقود من الزمن.

بالنّسبة للمرشح الحرّ عبد المجيد تبّون، فتحدّث لأول تجمع شعبي له، التأم في اليوم الرابع للحملة الانتخابية بقسنطينة (شرق الجزائر)، كانت" قوة خطابه الانتخابي حول فلسطين"، فهي حلقة من فصول مواقفه (كرئيس جمهورية) خلال العهدة الرئاسية الأولى (2019-2024)، المُعبّر بدوره عن موقف الجزائر في علاقة بملفّغزّة الحارِق والشائِك والمعقّد جدا.

ولم يُفوّت تبّون خلال أول خرجة له في إطار عرض برنامجه الانتخابي للحديث عن فلسطين قائلا:" أقسم أنّه لو ساعدونا بفتح الحدود بين مصر وغزّة، فلدينا ما نفعل، والجيش جاهز".

وأضاف "لقد توعّدت في حال ما إذا فتحت الحدود، وسمح لعبور الحافلات والشاحنات، ببناء ثلاث مستشفيات في ظرف 20 يوماً، كما سنرسل مئات الأطباء، ونساعد في إعادة اعمار ما دمر في قطاع غزة من قبل الصهاينة".

وشدّد على أنّ "هناك محاولة من الكيان الصهيوني يريد حل مشكلة الفلسطينيين عبر القضاء على كل الفلسطينيين، عبر سياسة سلام المقابر"، مواصلا:" لن نسمح لهم بالوصول وتحقيق ذلك، نحن هنا وموجودون لأجل الدفاع عن فلسطين، وسنسهم في تغيير هذا الوضع بكل الطرق".

وقال أيضاً: "لن نسمح بمواصلة المجازر ولن يكذبوا علينا، ليس هناك صرع حضاري، وانما هناك مجازر واقعة يقوم بها الصهاينة في غزة يجب أن تتوقف، ونحن لن نتخلى عن فلسطين".

من جانبه، رافع مرشح جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، في تجمع نشطه في اليوم الرابع من الحملة الانتخابية بمليانة في ولاية عين الدفلى (وسط الجزائر) على أنّه " يلتزم بالدفاع عن الشعوب التواقة للحرية ودعم القضايا العادلة والشعوب المضطهدة".

كما استنكر مرشح الأفافاس في عديد التصريحات التلفزيونية، على " الجرائم والإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني"، مؤكدا على عدالة القضية وهو موقف أكد عليه ينسجم بدوره مع موقف الجزائر الداعم لحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه وحريته.

الكوفية حاضرة أيضاً

اللاّفت خلال تجمعات المرشحين للانتخابات الرئاسية، أن " الكوفية وأعلام فلسطين حاضرة إلى جنب العلم الجزائري، مثلما هو الحال في تجمع مرشح حركة مجتمع السلم (حمس)، عبد العالي حساني شريف في تجمع اليوم الرابع، إذ شرح برنامجه الرئاسي، وخاض فيما أسماه بـ"التحولات الدولية والإقليمية"، إذ شدد على ضرورة الالتفاف حول الهدف الواحد واستقرار البلاد، خصوصا وأن "الجزائر وهذه الانتخابات تجري في سياق متحول وظرف عصيب لما يجري في غزة".

وحول ثبات الموقف الجزائري حول القضية الفلسطينية؛ قال مرشح (حمس):" نحن في الجزائر جميعا، قررنا أن نكون مع المقاومة في غزة ومع فلسطين ظالمة أو مظلومة".

وأضاف قائلا:" "هذا الموقف لن يفوّته لنا الكيان الصهيوني وحلفائه الذين يسعون إلى التربص بالجزائر عبر خلق توترات في شمال مالي وفي ليبيا، وتوسيع التطبيع الى جوار الجزائر".

مواقف مُنسجمة

 

وفي خضمّ الحرب الطاحنة في غزة، والتي ما زالت مستمرة إلى اليوم، من إبادة يتعرض لها الشعب الفلسطيني طيلة الـ 318 يوماً، تعزز خطابات الفاعلين السياسيين حول غزة موقف الجزائر ومواقف المرشحين للانتخابات الرئاسية المسبقة المقررة يوم السابع من أيلول/سبتمبر المقبل، والقيادات حزبية ومتدلين من مناضلين في أحزاب ومنظمات جماهيرية.

ويعود المتابعون للشّأن السياسي في الجزائر إلى القول بأنّ القضية الفلسطينية هي رأس القضايا التي تهم الجزائر، وموقفها الثابت في إشارة منهم إلى مشوار ممثلية الجزائر لدى مجلس الأمن، وهي المواقف الداعمة للفلسطينيين، وإحقاق حق الشعب الفلسطيني، أمام آلة الاحتلال.

منذ السابع أكتوبر الماضي، لم تتخل الجزائر (دولة وشعبا) عن القضية الفلسطينية في المنابر الداخلية والخارجية بشكل لافت، إذ لا يمكن أن تمر القضية الفلسطينية مرورا عابرا في الخطاب السياسي -الجماهيري- حدّ تعبير أستاذ العلاقات الدولية، عبد الكرين توات.

وشدد في تصريح لـ" الترا جزائر" على أن البرامج الانتخابية هي جملة من المحاور التي لها علاقة بالشأن الداخلي والخارجي، وفي علاقتها أيضا بما يحمله الجزائريون في وجدانهم، مثل القضية الفلسطينية التي هي" جزء منا".

وأشار الأستاذ توات، إلى أنّ القضية الفلسطينية محلّ توافق بل تطابق في الجزائر، سواء من الشعبأو من السلطة الحاكمة أو الساسة في علاقة بالقيادات الحزبية والمناضلين والمكونات السياسية في البلاد، لذا فهي من بين القضايا التي يجب لفت الانتباه إليها وسط الحملة الانتخابية، خصوصا أنّها تتعلق باستحقاقات رئاسية، فيُفترض أن تكون من ضمن " السياسة الخارجية وتوجهاتها بالنسبة لمرشح لمنصب الرئيس".

الجزائر داعمة للقضية والعمل الإنساني

بدوره، جدّد المجلس الوطني لحقوق الإنسان، التزام الجزائر بتدعيم العمل الإنساني وتوسيع تدفّق المساعدات الإنسانية، خاصة لفائدة المدنيين المتضررين حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بما في ذلك التجويع".

وبمُناسبة اليوم العالميللمساعدة الإنسانية المصادف لـ 19 آب/ أوت من كلّ سنة، قال المجلس في بيان له إنّ "الجزائر تعتبر من الدول الرائدة في مجال تدعيم العمل الإنساني وتوسيع تدفق المساعدات الإنسانية، مشيدا بالترسانة التشريعية والتنظيمية الكثيفة في هذا المجال.

كما ذكّر المجلس بـ"تصويت المجتمع الدولي بالإجماع على مشروع بيان مشترك، بادرت به البعثة الدائمة للجزائر بنيويورك، الذي شدّد على الحاجة الملحة على تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة لساكنتها."

وفي هذا الإطار، وجب التذكير بأن الجزائر أرسلت دفعات من المساعدات لغزة، فضلا عن توجه عديد الأطباء إلى غزة في شهر تموز/ جويلية الماضي، للقيام بالعمل الطبي والإسعافات للجرحى.