مع اقتراب يوم الحسم في الانتخابات الرئاسية الجزائرية المقرّر في 7 سبتمبر/ أيلول المقبل، تشتد المنافسة بين المرشّحين الثلاثة في معركة الوصول إلى قصر المرادية، والتي أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي والمنصّات الإلكترونية ساحة للجدل والنقاش لها، في الأسبوع الأخير للحملة.
الأمين الوطني للإعلام في حركة "حمس" لـ "الترا جزائر": اعتمدنا تقنيات الذكاء الاصطناعي في إيصال برنامج المرشّح عبد العالي حساني
إلى هنا، يبذل كلّ مرشّح وفريقه أقصى جهدهم لاستقطاب أصوات الناخبين في مشهدٍ يعكس تحوّلًا جوهريًا في استراتيجيات الحملات الانتخابية في الجزائر، فهل ستنجح هذه الأساليب الرقمية في دفع الجزائريين نحو صناديق الاقتراع، أم أنّ المرشحين سيظلّون عاجزين عن كسر حاجز العزوف رغم كل الابتكارات الحديثة؟
في هذا الإطار، ابتكرت مديريات الحملة الانتخابية للمترشّحين الثلاث للرئاسيات أساليب وتقنيات جديدة لكسب أصوات الناخبين، وتحويل الفضاء الافتراضي إلى حقيقةٍ يوم الانتخاب، خاصّة وأن هذه الاستحقاقات تنظمّ لأوّل مرّة في فصل الصيف مما يصعّب من عملية حشد الجماهير في القاعات وإيصال برامجهم الانتخابية بوسائل الإعلام التقليدية.
حساني.. 20 مليون رسالة إلكترونية
إلى هنا، يؤكّد الأمين الوطني للإعلام والاتصال في حركة مجتمع السلم، عبد المنعم بن حمدة، في تصريح لـ "الترا جزائر"، أن الترويج للبرنامج الانتخابي لمرشّح الحركة، عبد العالي حساني، يعتمد بشكلٍ رئيسي على الوسائط الاجتماعية الأكثر رواجًا في الجزائر، خاصّة وأن هذه المنصّات تستقطب عددًا كبيرًا من الجزائريين من مختلف الأعمار والفئات.
وأشار إلى أن الحركة رائدة في هذا المجال، حيث سبق لها أن اعتمدت على هذه التقنيات في الترويج لبرامجها وأفكارها، ولذلك وضعت مديرية الحملة الانتخابية لمرشحنا -يقول- برنامجًا محكمًا لضمان وصول البرنامج السياسي للمرشح حساني إلى جميع الجزائريين.
وأضاف القيادي في الحركة أن حزبه أخذ بعين الاعتبار الظروف المناخية التي تجري فيها الحملة الانتخابية، خاصّة وأننا في فصل الصيف، حيث يصعب حشد المواطنين في القاعات والساحات حسبه، وبناءً على ذلك، تم التركيز بشكلٍ كبيرٍ على هذه المنصات. ولأوّل مرة، تم اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في إيصال برنامج المرشّح والتسويق للنشاطات التي يقوم بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار المتحدّث إلى أن مديرية حملة مرشحهم تلقت منذ بداية الحملة الانتخابية ما يقارب 20 مليون رسالة إلكترونية عبر مختلف الوسائط الاجتماعية للاستفسار حول برنامج مرشّحهم.
تبون.. فرق متخصصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي
منذ انطلاق الحملة الانتخابية للرئاسيات المقبلة، راهنت مديرية حملة المرشّح الحرّ، عبد المجيد تبون، على منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية لنشر محتوى خطابات المرشّح تبون، بالإضافة إلى تصريحات قيادات الأحزاب السياسية المؤيدة له، على غرار المسؤولين السياسيين لحزب جبهة التحرير الوطني، والتجمّع الوطني الديمقراطي، وحركة البناء، التي برز فيها مسؤولها السياسي عبد القادر بن قرينة بشكلٍ ملحوظ من خلال تصريحاته المثيرة للجدل التي انتشرت على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتعتبر مديرية حملة المرشّح تبون أنّ المنصّات الإلكترونية، جزءًا من الاستراتيجية الانتخابية التي وضعتها المديرية لضمان نجاح الحملة والوصول إلى أكبر عدد من الجزائريين، سواءً باستخدام الأساليب التقليدية أو وسائل الإعلام الحديثة.
وفي هذا السياق، أشار سمير عقون، منسق الحملة الانتخابية للمرشّح عبد المجيد تبون، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أنّ مديرية الحملة قد شكّلت فرق عمل متخصّصة منذ بداية الحملة تعمل على تسويق البرنامج الانتخابي لمرشّحها عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وكذلك عبر الموقع الرسمي للمديرية.
ووفقًا له فإن هذه الفرق تعمل على نشر محتوى المداخلات والتجمّعات الانتخابية للمرشّح عبد المجيد تبون، بالإضافة إلى مواد داعميه، على منصّات التواصل الاجتماعي.
من جهته، كشف رضوان بلخيري المكلف بالمنصة الرقمية والإعلام والعلاقات العامّة، على مستوى مديرية الحملة الانتخابية للمترشّح الحرّ عبد المجيد تبون، بولاية تبسة، أن الولاية احتلت المراتب الأولى حسب الإحصائيات الرقمية المقدمة أسبوعيًا.
وقال المتحدّث في تصريح للصحافة، إن الاعتماد على المنصّات الرقمية في الترويج لبرنامج الانتخابات تعد سابقه في تاريخ الانتخابات الجزائرية، إذ أن الاعتماد على هذه المنصّة الرقمية يساعد في معرفه مختلف النشاطات التي أنجزت عبر الولايات من ناحية، ومن ناحية أخرى سهّلت عمليه التواصل بين المديرية العامة، والمديريات الولائية، والمندوبيات المحلية للبلديات.
أوشيش.. قطب خاص بالإعلام الإلكتروني
منذ بداية الحملة الانتخابية، تسعى القيادة السياسية لجبهة القوى الاشتراكية، إلى ضمان نجاح حملة مرشّحهم يوسف أوشيش عبر إيصال برنامجه السياسي إلى كل الجزائريين.
وتعتمد الجبهة في ذلك على مختلف وسائل التواصل، سواءً الحديثة منها أو التقليدية.
ويتّضح من متابعة مسار الحملة الانتخابية أنّ "أفافاس" يولي اهتمامًا خاصًا للمواقع الإلكترونية في الترويج لنشاطات المرشح أوشيش، سواءً كانت هذه النشاطات زيارات إلى الولايات المختلفة أو التجمّعات الشعبية، حيث تم التركيز بشكلٍ كبيرٍ على البث المباشر لهذه التجمّعات وربطها بالعديد من الصفحات الفيسبوكية.
في هذا السياق، يؤكّد وليد زعنابي، مسؤول الإعلام في "أفافاس" في إفادة لـ : "الترا جزائر "أن الحزب قام قبل انطلاق الحملة الانتخابية بإنشاء قطب خاصّ بالإعلام الإلكتروني يتكون من عدة أقسام، من بينها قسم التواصل الرقمي، الذي يهدف إلى الترويج لمرشّح الجبهة وبرنامجه السياسي".
وأشار زعنابي إلى أن هذا القطب الإعلامي يركز على تحليل تفاعل الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام هذه البيانات لتحسين استراتيجيات التواصل مع الناخبين كما يهدف هذا التحليل إلى تعزيز التفاعل وتوسيع قاعدة الدعم الشعبي للمرشح أوشيش، مما يعكس توجّهًا جديدًا في إدارة الحملة الانتخابية يعتمد بشكلٍ كبير على التكنولوجيا الحديثة.
وليد زعنابي مسؤول الإعلام في "أفافاس" لـ : "الترا جزائر ": الحزب قام قبل انطلاق الحملة الانتخابية بإنشاء قطب خاصّ بالإعلام الإلكتروني يتكوّن من عدة أقسام من بينها قسم التواصل الرقمي
رغم سعي مديريات المترشّحين للحملة الانتخابية، إلى تسويق البرامج الانتخابية على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن كثيرًا من المتابعين، يشيرون إلى أن هذه المنصات لم تعرف سجالات محورية حول برامج المترشحين، ولا نقاشات حادة تطرح أسئلة على المستوى السياسي والفكري والأيديولوجي، وبقيت محصورة في الشق التقني لإدارة الحملة الانتخابية، حيث برز ذلك في وجود احتجاجات حول تكافؤ الفرص والانحياز الإعلامي لمرشّح على حساب آخر.