04-أغسطس-2023
علاء الدين

الطالب علاء الدين غزالي (الصورة: فيسبوك)

طالب جزائري برع في مجال الطّب واختير كأفضل طالب أجنبي لعام 2022 في روسيا، هذا الطالب شغل في الآونة الأخيرة نشطاء منصات التواصل الاجتماعي بالجزائر، وأصبح حديث الجميع بفضل النجاحات التي حققها...إنّه الشاب علاء الدين غزالي.

"الترا جزائر" تواصل مع ابن ولاية برج بوعريريج، الطالب علاء الدين غزالي، الذي يزاول دراسته بجامعة "ماري إل" بمدينة يوشكار أولا الروسية.. وكان هذا اللقاء الذي يعرّف به وبإنجازاته وبرحلته المميزة التي انطلقت من الجزائر.

علاء الدين غزالي.. من هو؟

قبل أن يخوض في حديثه عن تجربته الدراسية في الجامعة الروسية يعود علاء الدين غزالي إلى سنوات الدراسة في مراحل الابتدائي والمتوسط والثانوي بالجزائر، فيقول: "في الجزائر، عِشت في عدة مدن ودرست في الكثير من المدارس، والمدن التي درست بها: هي ولاية برج بوعريريج، ولاية الجزائر العاصمة وولاية باتنة وولاية تيبازة."

ويضيف غزالي: "دراستي في المرحلتين المتوسطة والثانوية كانت بالجزائر العاصمة، بينما كنت تلميذا مجتهدا منذ البداية، تحصلت على معدلات جيدة في الامتحانات النهائية 8.70 في امتحان شهادة التعليم الابتدائي و 16.60 في امتحان شهادة التعليم المتوسط."

يتابع قوله: "درست في المرحلة الثانوية بثانوية موحوس ببرج الكيفان (بالعاصمة الجزائر)، وتحصلت على معدل 17.93 في البكالوريا (أعلى معدل في مقاطعة الدار البيضاء).

وبعد نجاحه في شهادة البكالوريا، قرر علاء الدين غزالي دراسة الطب، لكن لم يكمل عامه الدراسي الأوّل، فبعد شهرين من دخوله كلية الطب، قرر السفر إلى الخارج ومواصلة دراسة هذا التخصص الذي أحبّه منذ الصغر."

وبخصوص الدوافع التي حفزّته لاختيار الطب، يوضح أنّه "منذ الطفولة حلم أن يكون طبيبا، لكن الرغبة الحقيقية ظهرت في السنة الأولى ثانوي حيث سطّر هدفا بأن يصير طبيبا، ليكون أوّل طبيب في عائلته وهذا –ما اعتبره" شرف.

لماذا الدراسة في روسيا؟

وبسبب عدم إكماله دراسة الطب في الجزائر، بحيث بعد شهرين على دخوله كلية الطب، قرّر في الأخير، مواصلة دراسة هذا التخصص في روسيا، لا لشيء سوى لأنّ قراره بالسفر إلى الخارج كان –وفق تعبيره- للخروج من منطقة راحته واجتياز تحدّيات وعقبات جديدة، وهذا يساعد على التطور الشخصي والمهني".

وبشكل أكثر يوضح قائلا: "اخترت روسيا بالتحديد لسبب مادي، الدراسة في روسيا ليست مكلفة كثيرا، مقارنة بالدول الغربية الأخرى، لم أرد تحميل والديّ أكثر من عاتقهم."

علاء

 ويشير في الصدد " للعلم درست عاما واحدا فقط بصفة مدفوعة، بعد ذلك تحصلت على منحة كاملة من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الروسية بسبب نجاحاتي وإنجازاتي الأكاديمية."

ولم يخف ابن الجزائر حول ما إذا شكلّت اللغة الروسية عائقًا له في البدايات أنّ "اللغة الروسية من أصعب اللغات الأجنبية واجهت في الأيام الأولى تحديات كبيرة من الجانب اللغوي، لكن بفضل من الله تعلمت اللغة بسرعة كبيرة وفي ظرف عامين فقط تحصلت على المرتبة الثانية في الأولمبياد العالمي للغة الروسية كلغة أجنبية."

 براءة اختراع في موسكو

توالت نجاحات الطالب الجزائري في روسيا، فبعد تتويجه بالمركز الأوّل الأولمبياد العالمي للغة الروسية، استطاع أن يحقّق علاء الدين نتائج جدّ إيجابية ومشرّفة، بل استثنائية وأهمّها وأفضل –بحسب قوله- حصوله على براءة اختراع (ابتكاري لبرنامج تفاعلي في مادة الكيمياء الحيوية) وأيضًا فوزه بلقب أفضل طالب أجنبي في روسيا، إضافة إلى نجاحات أخرى مثل فوزه بالمرتبة الأولى في أولمبياد روسيا لمادة التشريح البشري، المرتبة الأولى في أولمبياد روسيا لمادة الكيمياء الحيوية، ورائد جامعة ماري آل في مجال تكنولوجيا المعلومات، فضلا عن نشره أكثر من 5 مقالات علمية في المجلات الطبية العالمية، وأكثر من 10 مقالات في المجلات الروسية.

علاء

وبخصوص براءة اختراع أو برنامجه التفاعلي في مادة الكيمياء الحيوية، يبرز علاء الدين غزالي أنّ "هذا البرنامج يساعد طلبة الطب على استيعاب أفضل لمادة الكيمياء الحيوية، وأنّ البرنامج نال إعجاب الأساتذة والطلبة، ومن خلاله قام نائب رئيس جمهورية "ماري إل" بمعاينته، ليتحصل على براءة اختراع، لكنه شغفه لن يتوقف بل يسعى ويطمح لابتكار العديد من الحلول التقنية في مجال الطب في المستقبل القريب إن شاء الله."

الطلبة الجزائريون مهتمون بالطبّ والهندسة

وبخصوص زملائه من الطلبة الجزائريين في روسيا، وهل يحظون بتسهيلات أو امتيازات، وما هي اهتماماتهم ومجالات دراستهم، يشير إلى أنّ "كل طالب أجنبي في روسيا يمثّل نفسه وبلده، وأغلب الطلبة الجزائريين في روسيا يدرسون في المجال الطبي، كما يوجد الكثير من طلاب الهندسة أيضا."

علاء الدين غزالي واحد من الشباب الجزائري المبدع، الذي يحرص على تمثيل بلده أحسن تمثيل في البلاد الأجنبية، يكشف أنّ طموحاته وأهدافه كثيرة، ويلخّص بعضها في أنّه يسعى لابتكار الكثير من الحلول لمساعدة الناس في مختلف بقاع العالم، خاصة في مجال الطب، كما يعمل  جاهدًا على استخدام مهاراته في مختلف المجالات (الطب، البرمجة، اللغات الأجنبية وغيرها) في ما يجعل العالم مكانا أفضل للعيش للأجيال القادمة. وكذا تمثيل وطنه ودينه الإسلامي أحسن تمثيل، كما أنّ من بين أهدافه المسطرة في مجال الطب البحث العلمي وإدراج تكنولوجيا المعلومات بصفة أكبر في قطاع الصحة.

خارج قاعات التدريس ومخابر الجامعة، يمارس علاء الدين غزالي الرياضة، وتحديدا رياضة "الجودو"، حيث فاز في كانون الثاني/جانفي الماضي بالمرتبة الثانية في بطولة جمهورية تشوفاشيا لرياضة الجودو، كما يشتغل موظفا في الجامعة التي يدرس بها.

علاء