19-أكتوبر-2023
فلسطين

(تركيب: الترا جزائر)

شكلّت القضية الفلسطينية محور اهتمام الجماهير الرياضية الجزائرية التي لطالما تتغنى بفلسطين في المناسبات الكروية، بأهازيج وشعارات قوّية دوّت وتدوّي اليوم في الملاعب والشوارع سواء داخل البلاد أو خارجها.

هتاف "فلسطين الشهداء" يردّدُ في كلّ التظاهرات وبمدرجات الملاعب الجزائرية نصرة لشعب أولى القبلتين

وفي السياق يرصد "الترا جزائر" تزامنا وعملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها فصائل المقاومة في فلسطين ردّا على اعتداءات الكيان الصهيوني، قصّة نشيد وهتاف تحوّل مع مرور الوقت إلى أغنية تلقى رواجًا وشهرة.

بانر

 يردّد الجزائريون هتاف "فلسطين الشهداء" في كل مكان من العالم وفي أي تظاهرة كانت خاصة التظاهرات الرياضية الكبرى مثل كأس العالم، كأس أفريقيا، البطولات القارية والعربية.. وغيرها، حتّى صار "ماركة" (علامة) مكتوب عليها "صُنِع في الجزائر".

فلسطين الشهداء

هذا النشيد القصير "فلسطين الشهداء"، ظهرت إلى جانبه أغاني لفنانين جزائريين تتغنى بفلسطين، وثّقوا عبرها نضال الفلسطينيين ضدّ الاحتلال وحَكَوْا عن بطولاتهم وشجاعتهم، وفضحوا همجية الصهاينة ومجازرهم في فلسطين.

وتهتف الجماهير "فلسطين الشهداء".. مهما كانت المقابلة وديّة، رسمية، مهما كانت المنافسة محلية أو عربية أو متوسطية أو أفريقية، لا تتخلى الجماهير الجزائرية في ملاعب كرة القدم عنها، فقد بات شعارهم "الرسمي" أو أغنيتهم الرسمية التي يعبّرون من خلالها عن تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني، فقد أدّوه في بطولات كأس العالم بروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا وقطر، وفي بطولات كأس الأمم الأفريقية بمصر والكاميرون وتونس.. وغيرها من البلدان التي نالت شرف احتضان هذه التظاهرة الكروية القارية... إلخ.

يدوّي هذا الهتاف في سماء ملاعب البلاد عند مشجّعي مختلف النوادي دون تفريق، كما يصدح به جماهير "الخضر" خارج بلادهم في تنقلاتهم المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم.

هذا "الهتاف" الذي انطلق من مدرجات الملاعب في الجزائر، وارتبط بالمشجعين الجزائريين الذين لا ينسون القضية الفلسطينية العادلة في أهازيجهم، تحوّل إلى أغنية كاملة أصدرتها، فرقة "أولاد البهجة" عام 2021.

فلسطين

يقول أولاد "البهجة" في الأغنية: "فلسطين الشهداء، فلسطين الشهداء، شوفوا لأحوالنا وأفعال اعرابنا... احنا الرجالة تشهد أفعالنا، ويشهد الله.. ظالمة ولا مظلومة معاها ديما واقفين، هادي مواقفنا معلومة، رانا عليها ثابتين، والأقصى لنا إلى يوم الدين.."         

فرقة "البهجة" التي ساندت الشعب الفلسطيني بأغنية "فلسطين الشهداء"، أنتجت عدّة أغاني جريئة وأبرزها مشاركتها أغنية "الحرية la liberté" التي أطلقها الفنان العالمي سولكينغ (عبد الرؤوف دراجي) في شباط/فيفري 2019 تزامنا والحراك الشعبي الذي انطلق في البلاد، إضافة إلى أغنية "بابور اللوح" و"لاكازا دي المرادية".. وأخرى.

فلسطين

وفي كانون الأوّل/ديسمبر أعلنت الفرقة، عن توقفها بسبب عديد المشاكل، وهي التي تأسست سنة 2009 واشتهرت بدعمها ومساندتها لنادي اتحاد العاصمة الجزائري. 

وليست "فلسطين الشهداء"، الأغنية الوحيدة، بل هناك أغاني وأناشيد لفنانين جزائريين تحثّ على المقاومة والصمود وتتغنى بفلسطين وأبطالها وتندد بجرائم الكيان الصهيوني المحتل استلهمت قوّتها في القدرة على التأثير والانتشار انطلاقًا من أغاني الثورة الجزائرية التي ساهمت بشكل لافت في فضح الاستعمار الفرنسي، وكان أصحابها شوكة في حلقه، ما عرّضهم للسجن والتعذيب من قبل الجيش الفرنسي إبّان احتلاله للجزائر (1830-1962).

ومن أبرز الفنانين الذين غنّوا لفلسطين وتضامنوا معها مغني الرّاب لطفي دوبل كانون (لطفي بلعمري) الذي أنتج أكثر من أغنية تضامنًا مع فلسطين وغزّة، وتنديدا بجرائم الاحتلال الصهيوني على غرار "فلسطين تنادي" (2023)، "فلسطين" الصادرة عام 2001، وقد دمجها مع أغنية الفنانة فيروز "زهرة المدائن"، إضافة إلى أغنية "غزّة" التي أطلقها قبل 14 عاما.

وصدر سابقا لمغنّي الرّاب "كريم الغانغ" أغنية "فلسطين حرّة"، وكذلك المغني ديدن كلاش الذي قدّم أغنية يتحدث في بعض مقاطعها عن معاناة الشعب الفلسطيني.. إلخ.