16-أكتوبر-2023
دوبل كانون

(تركيب: الترا جزائر)

كانت عودة مغني الراب الجزائري المعروف لطفي دوبل كانون، إلى الساحة الفنية بعد غيابٍ طويلٍ قوّية بإطلاقه أغنية "نوستالجية" تحفِر في ذاكرة مسيرتِه الفنية، التي بدأت في تسعينيات القرن الماضي تحت عنوان "راب إت" (rap it)، وأثبتت هذه العودة وفاء دوبل كانون للقضية الفلسطينية التي خصّها بأغنية جديدة تُضاف إلى سجل أعماله الداعمة لفلسطين.

أغنية "فلسطين تنادي" حقّقت أرقامًا قياسية بعد 24 ساعة من إطلاقها وسط تفاعل كبير مع محتواها

مساء السبت، أطلق لطفي دوبل كانون واسمه الحقيقي "لطفي بلعمري" عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي كليب جديد يدعّم القضية الفلسطينية ويُندّد بالجرائم الوحشية التي يرتكبها الجيش الصهيوني في قطاع غزة.

فلسطين تنادي

لطفي دوبل كانون المعروف بوقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني في أغانيه منذ بدايته الأولى في عالم "فن الراب" اختار لأغنيته المصوّرة عنوان "فلسطين تنادي"، يعود عبرها إلى مأساة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال الصهيوني الغاشم، مدّعمًا ذلك بصور وفيديوهات من قلب الواقع تفضح حقيقة الاحتلال وتعرّي زيفه وتكذّب ادّعاءاته وتبرز وحشيته وهمجيته في قتل الأطفال والشيوخ والنساء على مرأى ومسمع العالم.

بانر

"فلسطين تنادي".. كليب مدته 2 دقيقة و48 ثانية، أطلقه دوبل كانون تضامنًا مع الشعب الفلسطيني ومؤازرة له إثر العدوان الذي يشنّه الاحتلال الصهيوني منذ سبت السابع تشرين الأول/أكتوبر  على قطاع غزّة.

وقال لطفي دوبل كانون في فيديو قصير حول الأغنية الجديدة نشره على قناته الرسمية بيوتيوب: "في كلّ مرّة أنشر مقطع فيديو صغير عن القضية الفلسطينية، المرّة الماضية أنجزت مقطعًا صوتيًا، وهذه المرّة قمت بتركيب فيديو كليب من أجل مواصلة التحسيس بخصوص القضية ولا يجب أن نتوقف أو ننسى..."

وأضاف دوبل كانون: "كما قلت؛ كلّ شخص يدعم فلسطين على طريقته، من يستطيع إنجاز أغنية فليفعل، من يستطيع كتابة منشور فليفعل، مقال، بث مباشر.. وغيرها، ما يستطيع فعله وفقط، خاصة وأنّ العدوان على غزّة مستمر."

وطالب لطفي جمهوره مشاركة أغنيته الجديدة "فلسطين تنادي" بقوّة سيما وأنّ إدارات منصات التواصل تمارس المنع والحظر إذا تعلق الموضوع بفلسطين."،وفق قوله.

وعلى صعيد مضمون الكليب، جاء في الأغنية: "فلسطين راهي تنادي هل من مُجيب؟، شكون لي راح يتحرك باش يعاونك وينجيك، فلسطين راهي تنادي شكون راح إيجيك، شكون إيفاجي عليك، شكون لي عمرو ما يلاشيك (لا يتركك)."

ويقول لطفي دوبل كانون:  "الأمور راهي معفنة من القطاع إلى الضفة، كلشي رايب (مهدم)، خايب وبلاصة (مكان) ما بقات نظيفة، ربي يلطفها، كلشي راه خراب، كلشي راح تحت الغبار، خاطرش كل يوم كاين غارات، الطغاة طغات (طغوا)، ظلم ودمار، عايشين غير في الظلام، حياتها كلها دمار، الأطفال بدون ضمان، الأمهّات راهي أرامل تراهم في البراري، مرميين في الأراضي، الصور شاهدة كلشي مسجل، دمروا المدارس، والكنائس والمساجد، أسرى ومساجين، أطفال أو شيّاب (شيوخ)، قصف عشوائي حتى على المستشفيات."

ويضيف دوبل كانون: "الشباب كلها راها متشردة، من الحقوق مجرّدة، كل خطرة تشوف ضربة جاتها في رجلها، وفي وجهها، الحراسة عليهم مشددة، كل جبهة تلقاها شادة، شيوخهم في وقت الشدّة راهي ساجدة في ربّي شادة، فلسطين تنادي هل من مجيب؟.."

يتكرر المقطع الأوّل فلسطين راهي تنادي..

يواصل الغناء: "الأراضي مقدسة بصح محتلة، أمتنا منقسمة لخطراش منحلة (محلّة)، شعوبنا مقصّرة بصح فرحانة، قلوبنا راهي قاسية علاديك رانا في حالة، مانيش نقولك أيا هيج وروح حررها، ولا روح جيب السلاح باش نحاربو، لي حاربها، هادي حاجة صعيبة، يحبلها، مش قادر تتحملها، وأنا حابك تدير حملة إرحمها ولا تحرمها، الناس تمّا (هناك في فلسطين) حلمها تأكل أو  تشرب أو تداوي، حابة لبسة وكسوة وسترة مفصلة،باه تداوي، حابة تربّي دراري (أطفال)، اليتيم راه يعاني، حايب سكن واسع ويعيش حياة سعيدة عادي.

كل واحد فينا يجتهد بطريقتو، كل واحد فينا يجاهد بأسلوبه أو عقليته، أدعم القضية ولو بأضعف الإيمان، أنت دير لي عليك والباقي على ربّي المنّان.

وحقّقت أغنية لطفي دوبل كانون بعد مضي 24 ساعة على طرحها نحو  نصف مليون مشاهدة على يوتيوب والرقم مرشح للارتفاع، وسط تفاعل مئات المعلقين ونشطاء منصات التواصل مع محتواها، بغض النظر عن "ردّات الفعل" التي رافقتها من قبل يوتوبرز جزائريين وعرب.

تضمن الفيديو كليب صورًا ومشاهد مأساوية من واقع فلسطين تحت الاحتلال، وصعوبة الحياة ومرارتها، مشاهد الخراب والدمار والقصف على المستشفيات، دموع الأرامل،.. وغيرها من الصور اليومية المؤلمة التي تبرز همجية الاحتلال وعنهجيته وغطرسته.

مدفع مزدوج لنصرة فلسطين

لطفي دوبل كانون (Lotfi double canon)، سيّد فن الراب، مغاربيًا وعربيًا، استلهم اسمه الفني من تسمية (مدفع مزدوج/ماسورة مزدوجة)، كلمات أغانيه كالرصاص، يطلقها بكل جرأة وشجاعة انتقادًا لإصلاح وضع معين سواءً اجتماعي أو سياسي، ويدقُّ بها ناقوس الخطر حول آفات معينة كالمخدرات، الجرائم،  العنف، اختطاف الأطفال.. وغيرها، لكن بالمقابل لم ينسَ القضية الأهم، القضية الفلسطينية وسخّر "مدفعه المزدوج" نصرة للشعب الفلسطيني.

واتس

على سبيل المثال لطفي دوبل كانون أطلق قبل 14 عامًا أغنية "غزة" ويقول فيها: "غزة، غزة، أي رايحا تموت، وين الشعوب لازم تنوض، غزة، غزة، قول لليهود جيش محمد سيعود، قاعد نشوف في لاتيلي (التلفزيون)، الطيارة تضرب والبابور قاعد يتيري، اليهودي حيلي يحارب، يا غزة اسمحيلي حاب نجي، شكون يديني؟، قداه من سنة الشعب كان محاصر واليوم قصفوه بالصواريخ تاع "الفوسفور"..إلخ.

وفي أغنيته "فلسطين" الصادرة عام 2001، والمدمجة مع أغنية فيروز الشهيرة "زهرة المدائن"، يقول لطفي حول الجانب التاريخي للقضية: "قدّاه قرن عدّى، قداه ن عام فات، ولي ليهود في بالهم لفساد، لافير فلسطين عمبالك وقتاه بدأت؟ Exactement le 2 novembre 1917، النهار هذاك بدا الكوشمار (الكابوس) تاع العرب، في الوقت هذاك الشيطان عرف كيفاه ضرب، les anglais  كانوا forts، اليهود كانوا faible" تفاهموا في بعضاهم وداروا وعد "بيلفور"،.. إلخ."

ولد لطفي بلعمري، في الـ6 جويلية/يوليو 1974 بعنابة شرق الجزائر، بعد سنوات من العمل والشهرة في بلاده، غادر نحو الخارج واستقر هناك، اتجه نحو التقديم التلفزيوني وقدم برامج ذات طابع دعوي واجتماعي، وبالمقابل بقي يمارس هوايته المفضلة "الراب".