"القضية الفلسطينية.. فلسطين لم تغب يوماً عن صالون الجزائر الدولي بكتّابها وناشريها ومثقفيها.." هذه العبارة قالها محافظ معرض الجزائر الدولي محمد إيقارب خلال افتتاح الطبعة الـ26 من الصالون السنة الماضية في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غـزة خريف العام 2023، وسيكون للقضية حضور بارز وقوي في معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته المقبلة المرتقبة شهر نوفمبر المقبل، وذلك للمرة الثانية تواليا وببرنامج مميز.
وزارة الثقافة والفنون ارتأت أن تواصل وتؤكد الاحتفاء بفلسطين وبمبدعيها في الثقافة والأدب وتستمر في استعراض ما كتبه الفلسطينيون عن المقاومة
الطبعة الـ27 لمعرض الكتاب "سيلا 2024" التي ستنظم تحت شعار ''نقرأ لننتصر" وستشهد تكريم شخصيات ثقافية وأدبية وازنة من داخل الجزائر وخارجها، سترفع التحية لفلسطين وتنتصر لها بالقراءة وإماطة اللثام عن المقاومة الفلسطينية وتجارب الكتابة التي تناولتها لدى الأقلام الفلسطينية والجزائرية، كما في الطبعة الـ26 الفائتة، التي منحت حيزا هاما لفلسطين من خلال فضاء غـزة، الذي استضاف ندوات ولقاءات فكرية وأدبية بمشاركة أدباء وكتاب جزائريين وعرب وشعراء، انتصروا من خلال محاضراتهم ونقاشاتهم للقضية وللمقاومة في غزة.
القضية في قلب "سيلا"
وزارة الثقافة والفنون المشرفة على تنظيم صالون الكتاب في طبعته الـ27 المرتقب تنظيمها في الفترة من 6 إلى 16 تشرين الثاني/نوفمبر القادم تزامنا والاحتفال بالذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية (1954-2024)، ارتأت أن تواصل وتؤكد الاحتفاء بفلسطين وبمبدعيها في الثقافة والأدب وتستمر في استعراض ما كتبه الفلسطينيون عن المقاومة وعن أرضهم وعن الاحتلال الإسرائيلي ببرمجة نشاطات كثيرة ومهمة تصب في خدمة القضية الفلسطينية سواء من خلال الكتابات الفلسطينية عنها أو عن حضور القضية في الأدب الجزائري وفي الشعر الجزائري.
وبحسب ما كشفت عنه وزارة الثقافة والفنون في بيان عبر صفحتها الرسمية بفيسبوك "حضور القضية الفلسطينية سيكون من خلال عديد الندوات التي ستقام خلال إقامة الفعالية بقصر المعارض "الصنوبر البحري"، ولعل من أبرزها ندوة "أدب المقاومة في فلسطين، أقلام في وجه النار"، و"فلسطين في الشعر الجزائري"، "السينما في مواجهة الصهيونية"، "التفاتة إلى الشعراء الشهداء في غزة".
وجاء ذلك خلال اجتماع تنسيقي خاص بتنظيم الطبعة الـ27 من "سيلا 2024" ترأسته وزيرة القطاع صورية مولوجي الأربعاء الماضي، بمقر الوزارة، وحضره إطارات من الوزارة ومحافظ الصالون محمد إيقارب رفقة أعضاء من المحافظة. حيث أسدت مولوجي خلال هذا الاجتماع توجيهاتها بخصوص البرنامج الثقافي النهائي للطبعة الـ27، وذكّرت بضرورة تحقيق الأهداف المرجوة من هذه التظاهرة الدولية الكبرى، باعتبارها الحدث الثقافي الأكثر جماهيرية في البلاد؛ ولمكانة الصالون الرائدة أفريقيا وعربيا وفي حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث يستقطب الصالون كل عام أزيد من ثلاثة ملايين زائر، كما أكدت بالمناسبة على ضرورة إنجاح هذه الطبعة وجعلها متميزة، سيما وأن الجزائر على موعد مع احتفالات الذكرى الـ70 لثورة نوفمبر المباركة.
دائما مع فلسطين
وفي ظل تعليق وتأجيل ثلة من الفعاليات الفنية الكبرى التي كانت مبرمجة في الصيف، تضامنا مع غزة منذ تموز/جويلية الفارط مثل مهرجاني تيمقاد وجميلة الغنائيين، وقرار تكييف النشاطات الثقافية والفكرية مع الموقف التضامني المساند لفلسطين، كيّفت وزارة الثقافة الجزائرية برنامج صالون الكتاب القادم مع القضية باستعراض ومناقشة ثلة من المواضيع التي ترتبط بفلسطين وبما يحدث حاليا من مجازر وقتل وتهجير وتشريد في غزة فضلا عن تسطير برنامج سينمائي خاص في مهرجان وهران للفيلم العربي.
والجدير بالذكر دورة 2023 من "سيلا" سجلت مشاركة كتاب ونقاد وشعراء أمثال علي ملاحي وفاتح علاق، وعبد الحميد بورايو وعاشور فني في ندوة حول "شعر المقاومة"، وشارك الشعراء سليمان جوادي، عبد المالك قرين، عمر برداوي، إبراهيم قارعلي، علي قاسي السعدي وفاتن أمازيغ (الأمازيغية)، سبخي نادية (الفرنسية)، وفوزية لارادي في أمسية شعرية تضامنية مع غزة الجريحة، فيما ناقش واسيني الأعرج، المترجم والكاتب محمد ساري، والكاتب والأكاديمي عزالدين جلاوجي، وعبد المنعم بن السايح وبومدين بلكبير "الرواية الجزائرية والتغريبة الفلسطينية" و"تسريد المقاومة الفلسطينية في الرواية العربية".
كما التقى القراء الجزائريون مع الروائيين من فلسطين إبراهيم نصر الله الذي قدّم ندوة بعنوان "فلسطين والقضية"، ويحيى يخلف الذي تحدث عن القضية وتجربته في الكتابة.
للإشارة صالون الكتاب سيشهد تنظيم ندوات خاصة بالترجمة والرواية الجزائرية في بعديها الأفريقي والعربي، وندوة حول "الجزائر قطر: كتابات تجمعنا"، مع منصة " كتارا"، وسيشهد الصالون ندوة حول الأدب الأفريقي، وندوة "الجزائر ــ أفريقيا، قوافل ثقافية"، وندوة "الموروث العربي في الأدب الأفريقي"، وندوة حول تصفية الاستعمار، آخر، كما ستعرف هذه طبعة 2024 برنامجا ثقافيا متنوعا يشمل نشاطات فكرية وأدبية إلى جانب تنظيم جائزة "كتابي الأول" التي تعنى بالإصدارات الأولى للكتاب.
