09-أغسطس-2024
جزر حبيبة

تُصنف الجزائر في السنوات الأخيرة من قبل الدوريات المتخصّصة ضمن الوجهات السياحية المنصوح بزيارتها، وذلك لتنوع الأماكن الجديرة باكتشافها، ولعل من بينها جزرها التي تظلّ مجهولة للكثيرين حتى لسكانها المحليين.

يعود مجموع الآثار  المكتشفة على ظهر جزيرة رشقون إلى ما بين أربعة آلاف إلى 10 آلاف سنة قبل التاريخ ومنها ما يرجع إلى القرن الثامن

ويرى بعض المؤرّخين والجغرافيين أن اسم الجزائر مشتق من اسم الجزائر، لذلك سنذكر في هذا التقرير خمس جزر جديرة بالزيارة في هذا الصيف لكي لا تكون العطلة مقتصرة على الشواطئ فقط.

جزر حبيبة

جزر حبيباس

صُنِّف أرخبيل الجزر ذو المنشأ البركاني عام 2002 من قبل السلطات كمحمية بحرية، وهي من الأماكن الجديرة بالاكتشاف، حيث تقع قبالة شاطئ مداغ ببلدية عين الكرمة غربي عاصمة الغرب وهران، ويعودُ اكتشافها إلى عام 1879، حينما تم بناء منارة بها، ولم تصبح مرتادة من عامة الناس سوى في ثلاثينيات القرن العشرين.

وتعد جزر حبيباس أو جزر حبيبة التي تعرف أيضًا باسم  "جزيرة الأصدقاء" من المحميات الطبيعية التي تلجأ إليها آلاف الطيور المهاجرة، وبالخصوص خلال فترات  الرحيل من الشمال إلى الجنوب.

تتكون حبيباس من جزيرتين رئيستين، الأولى، تسمى ثوريا، طولها 1200 متر، وعرضها 600 متر، تعلوها منارة بنيت في 1879، والثانية، تقع شمال الأولى، وهي أصغر منها، مع العمل أن مساحة الأرخبيل المكون من خمس جزر تبلغ 26.84 كلم².

ساعد هذا الإرث التاريخي والتنوع البيئي لأرخبيل حبيباس أن تصبح اليوم من الأماكن التي يزورها السياح والمصاطفين، خاصّة وأن وهران تصنف ضمن الوجهات السياحية المفضلة للجزائريين وغيرهم خلال فصل الحر.

كفالو

جزيرة كافالو

تقع بمنطقة العوانة بولاية جيجل الساحلية التي تشد إليها السياح خلال فصل الصيف من كل صوب وحدب، وتتكون هي الأخرى من  جزيرتين رئيسيتين هما كافالو الكبرى بمساحة ستة هكتارات وكافالو الكبرى التي تتربع على مساحة أربعة هكتارات، كما تسمى أيضًا بجزيرة العوانة الكبرى، أو جزيرة الأحلام كما يطلق عليها البعض.

ويكسو هذه الجزيرة غطاء نباتي كثيف امتدادا للغابات الكثيفة التي تكسو بعض جبال وسواحل جيجل، ما جعلها  مكانا مناسبا لنمو العديد من النباتات، رغم انها مكونة من تضاريس صخرية بالأساس، وتعرف على أنها  موطن محبب للنورس ذي الأرجل الصفراء.

 وكغيرها من  الأماكن الخلابة التي تميز ولاية جيجل تظلّ جديرة بالاكتشاف  خلال هذا الصيف والتمتع بالمياه الصافية التي تميز شواطئ هذه الولاية الباهرة الجمال.

جزيرة كاف عمر

جزيرة كاف عمر

تقع قبالى خليج شطايبي بولاية عنابة شرقي الجزائر التي تعد من أبرز الوجهات السياحية في البلاد، وهي جزيرة صخرية من الغرانيت، متمثلة في مرتفع صخري من جانبين يتوسطه منخفض مائي عذب في شكل مسبح صغير قد يكون منبعه البحر، يجذب محبي المغامرة للسباحة فيه، بالنظر لصفاء مياهه وبعده عن ضجيج الشاطئ.

ولا تتوفر معلومات كثيرة عن هذه الجزيرة التي يقدر البعض مساحتها بأنها تتجاوز أربع هكتارات، كما أنها لا تتوفر على غطاء نباتي كثيف، إلا أن المسبح الطبيعي الذي يتوسطها يجعلها مميزة عن باقي الجزر الأخرى.

سرجينيا

جزيرة سريجينا

يعود تاريخ  هذه الجزيرة إلى العهد الروماني والفينيقي، لذلك ظلّت طوال هذه القرون علامة مميزة في عند المدخل الغربي لميناء ولاية سكيكدة، وتختلف الرويات حول أصل اسمها لكن البعض يعتقد أنه بونيقي ويعني رأس الخور.

ويعلو سريجينا منارة بنيت عام 1847 وجددت في 1906،  بالنظر لأهميتها في توجيه البحارة الذين الذين يمرون بمياه سكيكدة التي تمتاز بأمواجها العالية في بعض الفصول، إضافة إلى أهميته في توجيه السفن للرسو بميناء الولاية بما أنه قريبة منه.

 تتميز جزيرة سريجينا بغطائي نباتي المتوسط، إضافة إلى جانب صخري تشكل بفعل تلاطم الأمواج طيلة هذه السنوات، إضافة إلى أنها تعتبر مقصدًا لبعض الطيور، وفي مقدمتها النوارس.

ورغم أن سريجينا تظل مقصدًا للمصطافين والسياح، إلا أن عددهم يظلّ دون الإمكانات التي تتوفر عليها حسب سكان المنطقة الذين يطالبون بالاهتمام أكثر بها لتنشيط الفعل السياحي بروسيكادا.

رشقون

جزيرة رشقون

تعد من أهم وأكبر جزرولاية عين تموشنت والجزائر، الأمر الذي جعلها تصنف العام الماضي محمية طبيعية، فهي تتربع على مساحة 28.5 هكتارًا تجمع بين التنوع البيئي، وماضيها التاريخي الذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ.

وحسب مختصين، فإن جزيرة رشقون تضم عديد الكنوز البيئية البحرية والساحلية ليس بعين تموشنت فقط، إنما بالجزائر ككل، فهي تضم 593 صنفا من الحيوانات والنباتات من ضمنها 71 نوعًا مهددًا بالانقراض ومسجلًا ضمن الأصناف المحمية، الأمر الذي يجعل هذه الجزيرة مؤهلة لتكون بيئة لزيادة عدد بعض الحيوانات والنباتات التي انقرضت بحوض البحر الأبيض المتوسط.

وتختلف جزيرة رشقون عن باقي الجزر كونها تزخر بمعالم أثرية عديدة، مثل المنارة التي تعود إلى أكثر من 150 سنة وتعتمد في تشغيلها على مادة الزئبق، حيث ما تزال محافظة على هندستها المعمارية رغم الزلزال الذي ضرب الولاية سنة 1999 وحطم العديد من المنشآت بها.

إلى هنا، قالت الأستاذة بمعهد الآثار بجامعة الجزائر الدكتورة ياسمينة شايد سعودي في تصريح سابق لوسائل إعلامية، إن جزيرة رشقون تتوفر على "آثار مهمة تعود إلى ما قبل التاريخ منها ما يعود إلى العصر الحجري المـتأخر والعصر الحديث المعروف بعصر الاستئناس والزراعة حيث اكتشفت بها آثار لأدوات حجرية إضافة إلى مقبرة كبيرة لمن عاشوا بالمنطقة ودفنوا بها بتراثهم ورماحهم وبوسائل كثيرة موجودة بتلك القبور والجزء الكبير منها موجود بمتحف بوهران".

وأضافت أن "مجموع هذه الآثار تعود إلى ما بين 10آلاف إلى أربعة آلاف سنة قبل التاريخ ومنها ما يرجع إلى القرن الثامن".

لا تعد هذه الجزر الخمسة سوى مثالًا صغيرًا للإمكانات السياحية التي تتوفر عليها الجزائر في هذا المجال

لا تعد هذه الجزر الخمسة سوى مثالًا صغيرًا للإمكانات السياحية التي تتوفر عليها الجزائر في هذا المجال، والذي يتطلب اهتمامًا بالغًا من السلطات، بالنظر إلى أن الجزر أصبحت تشكل أحد التخصصات الأساسية في هذا المجال عالميًا للتسويق لتنوع إمكانات أي بلد في مجال السياحة لاستقطاب أكبر عدد من الزوار سواء من داخل البلد أو خارجه.