18-فبراير-2024
مواد تنظيف

(الصورة: فيسبوك)

من العادات الشائعة في الجزائر مع اقتراب شهر رمضان الفضيل، قيام ربّات البيوت بتنظيف شامل وعميق لكل أركان وزوايا المنزل للتخلص من الغبار والأوساخ والبكتيريا، من أجل استقبال الضيف الكريم في بيت نظيف وبيئة صحية والشعور بالتجديد والانتعاش، وحتى يصبح المنزل مكانًا ملائمًا للصلاة والعبادة وتلاوة القرآن.

دراسات أكّدت أن الاستخدام العالي لمنظفات داخلية قد يؤدي إلى إصابات وأمراض خطيرة

وبينما كانت في القديم أدوات التنظيف بسيطة وتتكون من مواد طبيعية في الغالب، أصبح اليوم دارجًا استعمال مواد صناعية كيميائية، رغم أنها فعّالة وتعطي نتائج مبهرة، إلا أنها لا تخلو من مخاطر على صحة مستعملها، خصوصا عند التعرض لها بشكل مباشر في مكان مغلق من خلال استنشاق أبخرتها أو امتصاصها من خلال البشرة.

والأخطر من ذلك أن هناك منتجات تنبعث منها مركبات عضوية متطايرة تبقى لمدة أيام أو أسابيع أو حتى أشهر عالقة في الهواء، تعرض صحة الأطفال أيضا معرضة للخطر، حيث وجدت بعض الدراسات أن الاستخدام العالي لبعض المنظفات الداخلية أثناء الحمل وفي مرحلة الرضاعة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالربو في مرحلة الطفولة.

البشرة

تحتوي المنظفات المنزلية على مكونات كيميائية قوية يمكن أن تكون ضارة بالبشرة خاصةً عند التعرض لها بشكل متكرر، وتسبب الجفاف والتهيج  لانها تسحب الزيوت الطبيعية من  سطح البشرة، كما أن بعض المواد الكيميائية مثل الكحول والكلور تسبب حروقًا طفيفة، خاصةً للأشخاص ذوي البشرة الحساسة، وتزيد من حساسية البشرة للشمس.

وتؤدي بعض المواد الكيميائية في المنظفات، مثل العطور والمواد الحافظة، إلى ردات فعل تحسسية لدى بعض الأشخاص وتظهر على شكل احمرار الجلد، والحكة، والطفح الجلدي، والتورم. بالإضافة إلى خطر ظهور الإكزيما  وهي حالة جلدية مزمنة نتيجة تدمير حاجز البشرة كليا وتسبب جفافً واحمرار وحكة.  وكما تزيد المنظفات المنزلية من ظهور التجاعيد والشيخوخة المبكرة لأنها تحتوي الجذور الحرة التي تسبب تلف للخلايا  وظهور التجاعيد والبقع الداكنة.

الأنف والحنجرة والعينين

تحتوي المنظفات مواد كيميائية قوية يمكن أن تشكل مخاطر صحية خطيرة على العيون والأنف، منها احمرار العيون والأنف وتصبح حمراء ملتهبة بعد التعرض للمنظفات، بالإضافة الى حكة مزعجة في العيون والأنف، وإفراز الدموع بشكل مفرط، وسيلان الأنف حيث يبدأ بإفراز المخاط بشكل كثيف. وفي الحالات الخطيرة تسبب حروق كيميائية مثل تلف القرنية وهي الطبقة الشفافة التي تغطي الجزء الأمامي من العين، وتلف الأغشية المخاطية  في الأنف مما يؤدي إلى نزيف أو ألم.

وتتمثل المواد الكيميائية الموجودة في المنظفات الخطرة على العينين والأنف في الكلور والبروكسيد، خاصة للأشخاص ذوي البشرة الحساسة أو الذين يعانون من الحساسية.

 الجهاز التنفسي

وتُشكل المنظفات المنزلية خطراً كبيراً على الجهاز التنفسي، خاصةً عند التعرض لها بشكلٍ متكرر أو لفتراتٍ طويلة، وتسبب التهاب الجهاز التنفسي وتهيج الرئتين، والإصابة الربو أو تفاقم أعراضه لدى مرضى الربو، وكما بسبب التعرض المتكرر لبعض المواد الكيميائية الموجودة في المنظفات  يزيد من خطر الإصابة بأمراض الرئة المزمنة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، وكما تزيد خطر الإصابة بسرطان الرئة. أمثلة على المواد الكيميائية الخطرة في المنظفات على الجهاز التنفسي الكلور والأمونيا والفوسفات والمواد العطرية والتي قد نكون مسرطنة.

الجهاز الهضمي

تُشكل المنظفات المنزلية خطراً على صحة الجهاز الهضمي إذا تم استخدامها بشكل غير صحيح، أبرز المخاطر هي التسمم إذا تم ابتلاعها، وتشمل أعراضه الغثيان، القيء، الإسهال، آلام المعدة، وصعوبة التنفس، بالإضافة إلى التهاب المعدة والأمعاء حيث تُسبب بعض المنظفات تهيجًا في بطانة المعدة والأمعاء مما يؤدي إلى التهابها، وتتمثل أعراض التهاب المعدة والأمعاء في ألم المعدة، الإسهال، الغثيان، والقيء.

بدائل طبيعية

وينصح الخبراء للحد من مخاطر المنظفات المنزلية على الصحة، قراءة  الملصقات بعناية لمعرفة المكونات والاحتياطات اللازمة، واستخدم المنظفات في أماكن جيدة التهوية وفتح النوافذ والأبواب عند استخدام المنظفات خاصةً في المساحات الصغيرة، بالإضافة إلى ارتداء  قفازات وقناعًا خاصة عند استخدام المنظفات القوية، ويجب تجنب خلط المنظفات خاصةً المبيض مع الأمونيا، وحفظ المنظفات بعيدًا عن متناول الأطفال.

وكما يمكن استبدال المنظفات الكيميائية بمنظفات طبيعية وصديقة للبيئة منها :  الخل الابيض الذي يعتبر من أكثر المكونات فاعلية فى تنظيف الزجاج بأنواعه،والليمون لتلميع أواني الاينوكس والالمنيوم، و خميرة الخبز مع مزيج من الصابون السائل لتنظيف حوض المطبخ أو الحمامات، فهو يساعد على تطهيرها من البكتريا والفيروسات أيضاً. وكما يمكن استعمال القرنفل وورق الغار  كمعطر جو.