"أعِدُ المواطنين، وبالأخص أبناءنا وبناتنا في امتحان البكالوريا القادم بأن هناك حلول تقنية لن تمس الإنترنيت(..) ابتداءً من البكالوريا القادمة سنستعمل تقنيات عصرية مثل التي تستخدم في الدول المتقدمة"، بهذا التصريح أكد رئيس الجمهورية عدم قطع الإنترنيت خلال امتحانات شهادة البكالوريا.

ناشطون ردّوا على قرار الحكومة بسيل من السخرية والتهكّم عبر المنصات الرقمية

 

وعلى نفس المنوال، نفى وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، قطع السلطات للإنترنيت تزامنًا وامتحانات شهادة البكالوريا، موضحًا: "نقطع السلوكات السيئة وليس قطع الإنترنيت".

ولدى إشرافه على الانطلاق الرسمي لامتحان شهادة البكالوريا في دورة حزيران/جوان2022، من مدينة رقان، بأدرار، توعّد الوزير بلعابد، المشوشين على الامتحانات الرسمية، قائلًا: "السلطات العليا ستضرب بيد من حديد كل من يحاول المساس بنزاهة الامتحانات النهائية على رأسها امتحانات البكالوريا".

 

لكن ورغم التصريحيين الرسميين، تفاجأ الجزائريون بحظر شامل لمواقع التواصل الاجتماعي، وصعوبة في الولوج لمواقع أخرى، ممّا عطل عدة خدمات، رغم تفاؤل قطاع واسع منهم بعد قطع الإنترنيت كما حدث مع شهادة التعليم المتوسط.

ولقى هذا الأمر تفاعلا كبيرا وسط رواد منصات التواصل الاجتماعي، مستغربين حجم التناقض بين كلام الرئيس والوزير وبين الأمر الواقع.

وكتبت الصفحة الشهيرة المختصة في الشؤون التقنية " 1001 تك" " بعد كل التصريحات أن الإنترنيت لن تقطع ولن يكون هناك اضطراب تتواصل المهازل للسنة السابعة على التوالي في قطع الإنترنيت في الجزائر بمناسبة البكالوريا".

 

فيما وجد طالب جامعي جزائري نفسه في وضع حرج للغاية قائلا " لدي امتحان مصيري جدا عن بعد في جامعة أوروبية يوم الخميس على الثالثة مساءا، هل من حل مع قطع الإنترنيت في هذه الفترة".

وأضاف" إن لم يكن هناك حل، عليّ أن أحجز تذكرة ذهاب وعودة في يومين إلى إيطاليا لإجراء الامتحان".

من جهته كتب المختصّ في البرمجيات الإلكترونية يزيد أقدال "أغلب الجزائريين اليوم مرتبطون بوسائل التواصل الاجتماعي والخدمات الأخرى التي حجبت بسبب البكالوريا، فإلى متى تبقى الجزائر تصنع الاستثناء في هذا الاتجاه، فلا يعقل الاستمرار في هذه السياسة إلى ما نهاية".

وتابع " هناك عدة شركات تستعمل شبكات التواصل الاجتماعي في نشاطها اليومي، سواء في الترويج لمنتجاتها أو التواصل مع زبائنها، ومع تذبذب الإنترنيت طيلة أسبوع ستتكبد هاته الشركات خسائر مؤكدة، فمن سيعوض هاته الشركات عما تخسره".

فيما دوّن أحمد حجّاب "الفيسبوك يهزم حكومة، لتقطع الإنترنيت بحجة منع الغش في البكالوريا، تفكرون في الحلول السهلة، ولا تفكرون في من يشتغلون بالإنترنيت ولا حتى تعويض ملايين الزبائن".

وتساءل أخرون "لا نعلم بعد الأسباب خلف الامتناع عن استعمال الحلول المناسبة من أجهزة التشويش وصرامة الرقابة الإلكترونية وتعزيز أمن البنية الرقمية وتفضيل  اللجوء إلى القطع الكلي للخدمة؟".

فيما كتب الطبيب بوقردون أحمد "تخيل لو تتوقف الحجوزات وتتوقف التجارة ويتوقف الإشهار في أربعة أيام متتالية في دولة مثل أميركا أو دولة أوروبية".

آخرون قابلوا الأمر بالسخرية والتنكيت، حيث قال أحدهم "قطع الإنترنيت بسبب البكالوريا، الرجاء استعمال الطريقة التقليدية في الاتصال وهي اشعار النار في قمم الجبال".