21-يناير-2024
 (الصورة: Getty) مسيرة في الجزائر تضامنًا مع فلسطين

(الصورة: Getty) مسيرة في الجزائر تضامنًا مع فلسطين

تلقى الأزياء الفلسطينية وبالخصوص الفساتين والكوفيات إقبالًا من قبل الجزائريين في الفترة الأخيرة، جراء عدوان الاحتلال الإسرائلي في غزة، حيث أصبحت لباسًا بارزًا في الشارع والإدارات والجامعات والمداس، ومع انطلاق بطولة كأس أفريقيا بكوت ديفوار التي تعد مناسبة لإظهار الجزائريين تضامنهم مع الفلسطينيين، ظهر كثير من الجزائريين بالكوفيات والأوشحة والأعلام الفلسطينية على مدرجات الملاعب.

استطاع 7 طلاب فلسطينيين يدرسون في الجزائر إنشاء مشروع تجاري لتسويق المطرزات والكوفية الأصلية التي تصنع في ورشات الحرفيين بنابلس والضفة الغربية

سبعة طلاب فلسطينيين يدرسون بالجزائر، استطاعوا من خلال هذه الفكرة أن يقيموا مشروعًا تجاريًا يوفرون بهم دخلًا لهم، وكذا التعريف في الوقت ذاته بالزي الفلسطيني باعتباره نوعا من النظال الذي يحفظ هوية شعبهم ويعرّف بقضيتهم.

وحسب ما قال أحد أعضاء هذا المشروع الذي رفض ذكر اسمه، فإن مشروعهم انطلق منذ خمس سنوات، وذلك باستيراد الألبسة الفلسطينية والمطرزات،والكوفية الأصلية التي تصنع في ورشات الحرفيين بنابلس والضفة الغربية، ثم إعادة تسويقها في الجزائر عبر كل الولايات إلكترونيا.

 

سبعة طلاب فلسطينيين يدرسون بالجزائر، استطاعوا من خلال هذه الفكرة أن يقيموا مشروعًا تجاريًا يوفرون بهم دخلًا لهم، وكذا التعريف في الوقت ذاته بالزي الفلسطيني باعتباره نوعا من النظال الذي يحفظ هوية شعبهم ويعرّف بقضيتهم.

وحسب ما قال أحد أعضاء هذا المشروع الذي رفض ذكر اسمه، فإن مشروعهم انطلق منذ خمس سنوات، وذلك باستيراد الألبسة الفلسطينية والمطرزات،والكوفية الأصلية التي تصنع في ورشات الحرفيين بنابلس والضفة الغربية، ثم إعادة تسويقها في الجزائر عبر كل الولايات إلكترونيا.

وبالنظر لقلة المحلات التي تبيع الأزياء الفلسطينية وحتى الكوفية في الأيام العادية، أصبح طلبها إلكترونيا هو الحل سواءً من الجزائر أو عبر المنصات التجارية العالمية المعروفة.

طلب

لا يرتبط اقتناء الجزائريين للأزياء الفلسطينية بالأحداث الاخيرة في غزة فقط حتى وإن ساهمت قليلًا في ذلك، مثلما يقول طالب فلسطيني بالجزائر لـ"الترا جزائر"، الذي أنشأ هو وزملاء آخرين مشروعًا تجاريًا إلكترونيًا يتمثل في إنشاء صفحة عبر فيسبوك مختصة في بيع الأثواب الفلسطينية المطرزة والكوفيات والهدايا التذكارية الفلسطينية.

ويشرف على الصفحة التي تحمل عنوان "الكوفية للمطرزات والإكسسوارات والهدايا الفلسطينية في الجزائر"، سبعة طلاب فلسطينيين يدرسون بالجزائر، استطاعوا من خلال هذه الفكرة أن يقيموا مشروعًا تجاريًا يوفرون بهم دخلًا لهم، وكذا التعريف في الوقت ذاته بالزي الفلسطيني باعتباره نوعا من النظال الذي يحفظ هوية شعبهم ويعرّف بقضيتهم.

وحسب ما قال أحد أعضاء هذا المشروع الذي رفض ذكر اسمه، فإن مشروعهم انطلق منذ خمس سنوات، وذلك باستيراد الألبسة الفلسطينية والمطرزات،والكوفية الأصلية التي تصنع في ورشات الحرفيين بنابلس والضفة الغربية، ثم إعادة تسويقها في الجزائر عبر كل الولايات إلكترونيا.

وتبيع المجموعة هذه المنتجات بأسعار تنافسية، حيث يصل سعر الكوفية الأصلية إلى 3500 دينار جزائري، فيما تتراوح أسعار الفساتين الفلسطينية التقليدية بين 12 ألف إلى 7 الاف دينار، وذلك حسب حجم التطريز والقماش.

وبين محدثنا أن الأحداث الجارية في غزة، كان لها تأثير في تزايد حجم الإقبال على الأزياء الفلسطينية وبالخصوص الكوفية، فيما يكون الإقبال على الزي التقليدي النسوي في الغالب من جزائريات عشن في فلسطين أو فلسطينيات متزوجات بالجزائر.

وتلقى المجموعة أيضا طلبات خاصة تكون في بعض الأحيان من جمعيات مدنية تطلب أن تتضمن الكوفية شعارات معينة أو أن يتضمن الوشاح العلمين الجزائري والفلسطيني معًا.

في هذا السياق، أرجع الباحث في علم الاجتماع توفيق عبيدي في حديثه مع "الترا جزائر" هذا الإقبال إلى "تضامن الجزائريين الدائم مع القضايا العادلة التي يدعمونها في مختلف أنحاء العالم وخاصة القضية الفلسطينية ذات الخصوصية القومية والتاريخية، لذلك فشراء وارتداء اللباس أو العلم الفلسطيني يعتبر نوعًا من أنواع التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ودعمًا لنضال المقاومة والصمود، وتعكس النبض الحقيقي للشارع الجزائري، وهو ما يؤكد أن القضية الفلسطينية حية في القلوب والنفوس".

فرصة الكان

وشكلت مشاركة الجزائر في منافسة كأس أفريقيا الجارية أطوارها بكوت ديفوار مناسبة للإقبال أيضًا على اقتناء العلم الفلسطيني خلال اقتناء الراية الوطنية، وهو الأمر الذي يمكن ملاحظته في مختلف الأحياء الشعبية بالعاصمة الجزائر، مع الإشارة إلى أن الكوفية التي أصبحت اليوم معبرا عن القضية الفلسطينية أصبحت من الإكسسوارات التي نجدها عن بائعي الأقمصة والأعلام الرياضية المستعملة لتشجيع الخضر.

وقال علي الذي يبيع منتجات رياضية على فيسبوك أن  انطلاق منافسة الكان ساهمت في زيادة الطلب على اقتناء العلم الفلسطيني، بالنظر إلى أنه قطعة أساسية في رموز التشجيع والمناصرة لدى الجماهير الجزائرية.

وتشهدت الملاعب الجزائرية في كل مرة ترديدا لهتافات مناصرة لفلسطين، مرفقة بلافتات ورايات داعمة للمقاومة في غزة عبر رسومات تتضمن العلم والكوفية الفلسطينيين.

وبين الباحث في عمل الاجتماع توفيق عبيدي لـ" الترا جزائر" أن" ملاعب كرة القدم على وجه الخصوص من الأماكن المثالية التي يمكن من خلالها إيصال رسائل لكل العالم، فهي منابر الجماهير ومرآة لصوت الشعوب وهذا ما يثبته المشجعون في كل مرة بالتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني من خلال رفع الأعلام أو ترديد الشعارات الداعمة لنضال الفلسطينيين ما يضمن وصول رسائلهم باعتبار الأنظار تكون مركزة على مثل هذه التظاهرات الرياضية".

ويشدد عبيدي على "ضرورة استغلال هذه المناسبات، فالملاعب والمدرجات أرض لمعارك الوعي الإنساني، ويمكن من خلالها أن يصل صوت الشعب الفلسطيني لكل العالم، لأن رفع الأعلام أو ترديد الشعارات ليس مجرد استعراض وكلام بل هي رسائل ذات دلالات وتعبر عن حقائق يحاول المحتل الصهيوني إخفائها وطمسها بكل الطرق والأساليب".

مختلف

رغم الإقبال المسجل على الكوفية والعلم ومختلف الإكسسوارات والأزياء الفلسطينية في المدة الأخيرة في الجزائر وفي العالم ككل جراء الأحداث الجارية في فلسطين، إلا أن من تحدثوا لـ"الترا جزائر" يشيرون إلى الخصوصية الجزائرية، وهو أن الاقتناء لم يكن بصفة خيالية مثلما حدث في الدول الغربية، كفرنسا وإنجلترا على سبيل المثال التي وصل الأمر حتى نفاد الكوفية في بعض المحلات.

الباحث توفيق عبيدي لـ" الترا جزائر":  ملاعب كرة القدم على وجه الخصوص من الأماكن المثالية التي يمكن من خلالها إيصال رسائل لكل العالم

وأرجع عبيدي ذلك إلى أن"موقف الجزائر الرسمي والشعبي واضح وبمختلف أشكاله، سواء الموقف السياسي الصريح والثابت أو الموقف الشعبي القوي"، ما يعني أنه قد لا يحتاج الجزائر لتوضيح موقفه التضامني باللباس، على عكس  الدول الغربية التي يكون فيها هذا السلوك والإقبال على ارتداء الأزياء الفلسطينية والكوفية بشكل وسع ضروريًا، وبالخصوص مع المسيرات التي تُنظم دوريًا بالآلاف في بعض المدن والعواصم الرافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.