20-يوليو-2024

لوزية حنون (صورة: فيسبوك)

شنّت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، هجوما لاذعا على السلطة المستقلة للانتخابات وعلى أطراف لم تسمها قالت إنها عملت على عرقلة ترشحها للانتخابات الرئاسية بسبب مواقفها السياسية.

حنون: أكّد 850 منتخبا، أغلبيتهم الساحقة من الأحرار، موافقتهم على دعمي ثم تراجعوا

وقالت حنون في تقرير مطول بمناسبة انعقاد المكتب السياسي لحزبها، إن "ملف ترشحها كان جاهزا، وكانت حملتنا لجمع التزكيات نظيفة ونضالية بامتياز وبالتالي سياسية". 

ولاحظت أنه "في اليوم الــ 15 من جمع تزكيات الناخبين، خلصنا إلى أن العقبات التي تم وضعها لا يمكن اجتيازها". لهذا السبب، قالت: "قرّرنا الانطلاق في حملة جمع تزكيات المنتخبين".

وبالنظر إلى أن جميع الأحزاب التي تدعم ترشّح رئيس الجمهورية قد أصدرت تعليمات إلى منتخبيها تأمر بتخصيص تزكياتهم لترشح رئيس الجمهورية، وأن حركة مجتمع السلم وحزب جبهة القوى الإشتراكية لهما مرشحيهما الخاصين بهما، أكدت السياسية اليسارية أن خيار حزبها كان بالتوجّه إلى المنتخبين الأحرار.

ووفق ما ذكرته حنون، "أكّد فورا 850 منتخبا، أغلبيتهم الساحقة من الأحرار موزعين على 51 ولاية موافقتهم الحازمة، وتعهدوا بصدق بمنحنا تزكياتهم، كنتاج لعمل جواري قام به مناضلونا ومناضلاتنا ومنتخبونا، في إطار الأعراف الديمقراطية".

وقد أوفى، وفق المتحدثة، جزء من هؤلاء المنتخبين بتعهداتهم، قبل أن يصدر أمر أيضا إلى المنتخبين الأحرار بعدم منح أي تزكية قبل إعلان رئيس الجمهورية عن ترشحه. وهذا في حد ذاته، يعكس، حسبها، "تسلطا مخيفا على المجالس المنتخبة من قبل الإدارة على مختلف المستويات".

زعيمة حزب العمال واصلت سردها بالقول: "لكن، حتى بعد سحب ملف ترشح رئيس الجمهورية مع إعلان هدف جمع 3000 تزكية للمنتخبين المتحزبين والأحرار لصالحه، لم يتم رفع القبضة الحديدية عن بقية المنتخبين الأحرار وغيرهم". 

الأخطر من ذلك، تضيف أن "غالبية الذين تعهدوا بتزكية ترشحي تراجعوا عن ذلك، متأسفين ومحرجين لكن دون تقديم أسباب تراجعهم عن تعهّدهم، وفي ذات الحين تأكّد أن منتخبين تابعين لأحزاب مؤيدة لترشح رئيس الجمهورية ومنتخبين أحرار قد سُمح لهم، بل وتم تشجيعهم على منح تزكياتهم لمرشحين آخرين كانوا يواجهون صعوبات كبيرة لتحقيق النصاب القانوني".

واستخلصت من ذلك، أن هذا "يثبت أن حصارا حقيقيا قد فُرض علينا، من خلال المنع/الفيتو الموجه إلى المنتخبين لمنح تزكياتهم لنا. الشيء الذي أكده لنا العديد من المنتخبين الذين تجرأوا على الكلام".

وأردفت: "جاء هذا التعتيم السياسي غير المسبوق بعد أن سجلنا على المستويين المركزي والمحلّي العديد من المؤشرات والمعطيات المقلقة والخطيرة، وهذا منذ بداية حملة جمع تزكيات الناخبين، والتي تؤكد بوضوح وجود إعتراض، لا نعرف مصدره، على مشاركتنا في الانتخابات الرئاسية في 7 أيلول/سبتمبر المقبل. والحصار الذي تم إقراره علينا أكد ذلك بشكل ملموس".

وتركت حنون إشارة مبهمة قالت فيها: سيتفهم الجميع أنني من باب المسؤولية لا أستطيع البوح بالمزيد من التوضيحات حول هذا الموضوع. ولنترك للمستقبل كشف كل الخبايا. 

وخلصت إلى أنه "في الحقيقة، أدرك الكثير من المواطنات والمواطنين الرهان من منع مشاركتنا في الرئاسيات المقبلة، أي أنّه مرتبط بمواقفنا السياسية ووضوح أهدافنا وإرادتنا في إستعمال الحملة الانتخابية لطرح القضايا المركزية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتطلعات المشروعة لغالبية الشعب، والفئات الجد واسعة في المجتمع، وأن نطرح كقضية مركزية الدفاع غير المشروط عن الشعب الفلسطيني الشهيد والمصلوب، والدفاع عن مقاومته المشروعة".

وكانت حنون، قد أعلنت انسحابها من السباق الانتخابي ولم تقدم ملفها لدى السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات. وأكدت في موقفها الاحتجاجي أن حزبها لن يشارك في الاقتراع يوم 7 أيلول/سبتمبر المقبل.