08-سبتمبر-2024
1

محسن بلعباس (صورة: فيسبوك)

قال محسن بلعباس، الرئيس السابق للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، إن نسبة المشاركة المنخفضة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الجزائر "تُظهر رفضًا شعبيًا قاطعًا للنظام القائم".

رئيس الأرسيدي السابق اعتبر أن إنكار أو تقليل حجم هذا الرفض الشعبي سيؤدي بالبلاد إلى أزمة أعمق

وأوضح بلعباس في تدوينة له على فيسبوك أن هذه النسبة، التي جاءت أدنى بكثير مما كانت عليه في عام 2019، "تعكس أكثر من مجرد انتكاسة انتخابية، بل تأتي في سياق قمع منهجي تم تنفيذه بدقة على مدى عهدة كاملة، مما قضى على أي شكل من أشكال التعبير السياسي الحر".

وأشار رئيس الأرسيدي السابق، إلى أن "ممارسات الاعتقالات التعسفية، وتقييد الحريات الأساسية، واستغلال القضاء، وتهميش المعارضين، كلها أمور لم تفعل سوى توسيع الهوة بين نظام صارم وشعب محبط".

وفي اعتقاده، فإن "هذه الاستراتيجية القمعية، التي كان من المفترض أن توفر الاستقرار، لم تؤدِّ إلا إلى تسريع فقدان شرعية المؤسسات ووأد أي أمل في تحقيق تغيير حقيقي".

وفي مواجهة ما أسماه بالفشل الواضح، شدد بلعباس على ضرورة أن يدرك النظام خطورة الوضع الحالي.

وأكد أن إنكار أو تقليل حجم هذا الرفض الشعبي سيؤدي بالبلاد إلى أزمة أعمق، مبرزا أن "الانتقال الديمقراطي الحقيقي هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق"، خاصة أن "هذا الانتقال يتطلب إصلاحات هيكلية جذرية، وفتح حوار وطني صادق، ودمج القوى الحية في المجتمع المدني في عملية اتخاذ القرار".

وأضاف بلعباس أن هذه الإعادة للتأسيس، والتي يجب أن تستند إلى الشفافية، العدالة الاجتماعية، والمشاركة الحقيقية للمواطنين، هي السبيل الوحيد لاستعادة ثقة الشعب وإعادة إحياء الزخم الديمقراطي الذي تطمح إليه الأمة.

واختتم بأن "هذا هو الطريق الوحيد للخروج من المأزق الحالي وضمان استقرار دائم، يقوم على احترام تطلعات الشعب ومبادئ الديمقراطية العالمية".

وتأتي تصريحات بلعباس في ظل نتائج الانتخابات الرئاسية في الجزائر، التي تقدّم فيها الرئيس عبد المجدي تبون كترشح حرّ تدعمه عدة أحزاب وتنظيمات من المجتمع المدني.