استنكر مسجد باريس الكبير بشدة التصريحات الأخيرة التي أدلى بها عبد العالي حساني شريف، رئيس حركة مجتمع السلم والتي حملت، وفقه، ادعاءات مغلوطة مضللة للرأي العام واتهامات مغرضة بحق مسجد باريس الكبير وعميده.
بيان المسجد: موقفنا من القضية الفلسطينية ثابت وواضح منذ بداية الأزمة، لقد استضفنا على مدار سنة منذ اندلاع الأزمة الحالية، العديد من الشخصيات الفلسطينية والدبلوماسية ونشطاء معروفين بدعمهم للقضية الفلسطينية
وأكد بيانٌ لمسجد باريس، موقّعًا من طرف عميده شمس الدين حفيز أنه " لم أتبّن الرواية الصهيونية بأية حال من الأحوال كما زعم حساني شريف، وقد بينت موقفي في بيانات سابقة منذ شهر نوفمبر على 2023 إثر تصريحات معادية أثارتها ذات الحركة، فهي ليست المرة الأولى التي تطلق فيها الحركة تصريحات معادية لمسجد باريس الكبير وعميده".
وأضاف: "لقد سبق الرئيس الحركة السابق، عبد الرزاق مقري، أن اتهمني بالخيانة والعمالة على خلفية حضوري ندوة تزامن فيها وجود فيها بعض ممثلي الجمعيات والشخصيات اليهودية الفرنسية، حاول حينها مقري استغلال الظروف الإقليمية والدولية لإثارة الرأي العام، وقد باءت محاولاته بالفشل".
وأردف: "إن موقف مسجد باريس الكبير من القضية الفلسطينية ثابت وواضح منذ بداية الأزمة، لقد استضفنا على مدار سنة منذ اندلاع الأزمة الحالية، العديد من الشخصيات الفلسطينية والدبلوماسية ونشطاء معروفين بدعمهم للقضية الفلسطينية، كان آخرهم السيئة ريمة حسن الناشطة الحقوقية والسياسية وممثلة الجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي. هذه الاستضافات وغيرها هي تأكيد على دعم المسجد الدائم للقضية الفلسطينية، كما نظم مسجد باريس الكبير حملات جمع التبرع أكثر من مرة، لفائدة المنكوبين والضحايا وعائلات الشهداء في غزة".
وقد سبق أن أسهم مسجد باريس الكبير، يُضيف البيان، في "فعاليات سياسية وتظاهرات ثقافية دعما للسلام ووقف إطلاق النار في غزة، وصرح خلالها تصريحات وصفها مراقبون بالجريئة، ولم تأبه بعواقبها ولا ما يمكن أن ينجر عنها، لأننا نعتقد بعدالة القضية التي تدافع عنها وتتبناها. هذا وقد وجهنا أتمتنا بتخصيص خطب صلاة الجمعة التي تلقى في مسجد باريس الكبير على مدار سنة منذ بداية الأزمة، تخصيصها للقضية الفلسطينية، وإطلاق دعوات صريحة واضحة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس، حيث ثبث هذه الخطب على المباشر عبر مختلف نوافذنا الإعلامية الرسمية من مسجد باريس الكبير، ويعمم الخطاب ذاته على جميع المساجد التابعة له في فرنسا".
وواصل: " نحن نرفض رفضاً قاطعاً أسلوب الوعظ الأخلاقي وتقمص شخصية المرشد الروحي لتوجيهنا بما ينبغي أن نفعله وبما يحظر علينا الاقتراب منه، كما ترفض المزايدات التي جاءت في تصريحات حساني شريف، ونعتبرها محاولة لاستغلال الظرف الحالي بغرض إثارة الجدل على حساب أكبر مؤسسة دينية في فرنسا وأوروبا، وتذكر حساني شريف بأن مسجد باريس الكبير لا يقبل الإملاءات من أية جهة، ولن يكون أداة لأحزاب تستغل عواطف المواطنين الأهداف سياسية، خصوصاً تلك التي تستخدم الدين مطية للوصول إلى مآربها السياسية أيا كانت الوسائل".
في الختام، اعتبر بيان مسجد باريس أن "تصريحات حساني غير مسؤولة وتعبر عن مراهقة سياسية وعدم نضج فكري، وجهل عميق بالواقع الفرنسي والدور الدبلوماسي والسياسي الهام الذي يؤديه مسجد باريس الكبير إلى جانب دوره الديني، وحضورنا في مختلف المناسبات لا يعني بالضرورة تزكيتنا أو تأييدنا لكل ما يطرح فيها".