17-يونيو-2024
(الصورة: فيسبوك) مفتاح الروس

(الصورة: فيسبوك) مفتاح الروس

فريق التحرير - الترا جزائر 

أثار خبر اعتقال مفتاح بوعرفة المعروف على مواقع التواصل الاجتماعي باسم مفتاح الروس، نقاشًا واسعًا وسط جزائريين، مرجحين أن ذلك جاء عقب انتقاده لوالي ولاية وهران سعيد سعيود، حيث قاله في أحد فيديوهاته إن الوالي يستقبل شخصيات مشهورة على مواقع التواصل الاجتماعي ولا يستقبل المواطنين أو يستمع لانشغالاتهم.

الناشط الحقوقي زكي حناش: إذا تم إيداع المدعو مفتاح الروس بسبب رأيه وانتقاده لوالي ولاية وهران، فهو يعتبر معتقل رأي

إثر انتشار خبر اعتقال مفتاح الروس، تباينت آراء الجزائريين، حول قضية اعتقال مفتاح الروس، بين داعٍ لإطلاق سراحه وبين من يرى أنه تمادى في انتقاد الحراك الشعبي ومنطقة القبال ووقف إلى جانب خطاب السلطة في السابق، واليوم كان ضحية لانتقاده السلطة التي دافع عنها في وقت سابق.

في هذا السياق، نشرت الصفحة الرسمية لمفتاح بوعرفة المعروف على مواقع التواصل الاجتماعي باسم "مفتاح الروس"، خبر اعتقاله من طرف السلطات الأمنية، مؤكّدة أنه موجود في مقر أمن وهران إلى غاية تقديمه إلى المحاكمة.

وأضاف المنشور أن "مفتاح الروس لديه ملف طبي من المستشفى وتقرير من الطبيب عن حالته المرضية التي لا تسمح ببقائه داخل مقر أمن وهران، والوثائق التي تُثبت حالته الصحية موجودة بين أيدي مصالح الأمن".

بين الكوميديا والسياسة

إلى هنا، اشتهر مفتاح الروس بانتقاداته الساخرة لعدة قضايا مجتمعية وسياسية وثقافية على مواقع التواصل الاجتماعي، فهو يُعرّف نفسه بالفنان الكوميدي على ملف صفحته الشخصية التي يتجاوز فيها عدد متابعيه 700 ألف متابع، وعُرف بتدخلاته "اللاذعة" بخصوص القضية الأمازيغية والحراك الشعبي، غير أنه حافظ على خطه المتندّر والمتهكم، وكان يطلق على نفسه اسم "المنجل" في إشارة منه إلى وقوفه إلى جانب الجيش الجزائري.

إضافة إلى أسلوب طرحه وانتقاده لشتى المواضيع، اشتهر مفتاح الروس بأزيائه الحربية للجيش الروسي، فهو يُطلق على نفسه اسم "الروس" نسبة إلى روسيا، وغالبًا ما يظهر ببزات حربية وقبعات وأعلام تحاكي أزياء الجيش الروسي في الفترة الاشتراكية.

يحاول مفتاح الروس في كثير من المرات، أن يصف مواقفه بـ "الحزم والقوة"، مسقطًا ذلك على الجيش الروسي واندفاعه وعدم تراجعه، حتى أنه يطلق على نفسه "الدب الروسي" أحيانًا.

وفي سياق متابعة التعليقات التي رافقت الخبر، قال فيصل قليلش في منشور له: " مفتاح الروس فك الله أسره، الغريب أنه تم زج كل وطني شريف محافظ على وطنه إلى السجن".

معتقل رأي

من جهته، قال الناشط الحقوقي زكي حناش: " إذا تم ايداع المدعو مفتاح الروس بسبب رأيه وانتقاده لوالي ولاية وهران، فهو يعتبر معتقل رأي، نحن لا ندافع عن الأشخاص، بل ندافع عن المبدأ وهو الدفاع عن الحقوق الحريات وبناء دولة القانون حيث لا يعلوا فوق القانون إلا القانون".

وواجه زكي حناش عقوبة السجن النافذ لمدة ثلاث سنوات مع إصدار مذكرة توقيف دولية بحقه، حيث تخفى لفترة في الأراضي التونسية، قبل أن يُعلن في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عن حصوله على صفة "لاجئ سياسي" في كندا إثر ملاحقته في عدة قضايا بالجزائر.

من جهتها، اعتبرت صفحة "آي لوف مغنية" أن مفتاح الروس قام بتحميل فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يسب أو يشتم فيه ولكنه "قال كلمة حق انتقد فيه والي وهران على استقباله وتكريمه لكريم بن زيمة وشوشع العالمية وزكروط وتجاهله لانشغالات المواطن البسيط وطلب منه الرحيل، فتم اعتقاله اليوم وزج به في السجن".

في هذا النحو، كتب صاحب حساب "المجهاد الروائي صلاح الدين محمد"، أن اعتقال مفتاح الروس كان بسبب هجومه على والي ولاية وهران سعيد سعيود الذي ينحدر من دائرة عين قشرة سكيكدة".

وأضاف: "ينحدر مفتاح بوعرفة من عين الصفراء ولاية النعامة، من المتعاطفين مع حزب عبد القادر بن قرينة، سكنوا وهران في بداية الاستقلال، وعمل أبوه المرحوم سليمان شرطيًا في بوفاطيس، ويسكنون الان في بلدية بن فريحة (LEGRAND ) سابقًا، دائرة قديل ( SAINT CLOUD ) سابقًا ولاية وهران.

والي وهران

في مقابل ذلك، انتقدت آراء أخرى مفتاح الروس، وانخراطه في رواية السلطة، حيث جاء في تعليق لأمين مرزوقي على مواقع التواصل الاجتماعي: " هذا متسرب من المدرسة ميقدرش يشكل جملة مفيدة بالعربية ليضال يندب عليها ولكن رغم ذلك الباديسية يسموه مؤثر".

وكتب أمين أزيان في هذا السياق: " بعد عماد ونور الدين جاء الدور على مفتاح الروس.. الجزائر مبروك عليك لافيجري رجعت ليك".

 

يُعرّف مفتاح الروس نفسه بالفنان الكوميدي على ملف صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك

في انتظار ما ستفرج عنه محاكمة مفتاح الروس، تميل الآراء إلى أن قضيته متعلقة بانتقاده لوالي ولاية وهران سعيد سعيود، حيث قال في آخر فيدوهاته موجهًا خطابه للوالي: "هل أنت مسؤول عن الرياضة أم الشعب أم ماذا؟ لديك الوقت الكافي لاستقبال كريم بن زيمة وشوشع وزكروط، وليس لديك وقت لاستقبال الشعب والاستماع إلى انشغالاته، من الأفضل أن تحمل أغراضك وترحل. لم يعد مرغوبًا فيك هنا في هذه الولاية".