ألترا صوت - فريق التحرير
بادرت "جمعية نوميديا الثقافية" في ولاية برج بوعريريج، شرقي الجزائر العاصمة، إلى إطلاق مقهى ثقافي، اتخذ من "حوار الجماليات" شعارًا له، واتخذ من المعلم التّاريخي "برج المقراني" العائد إلى النّصف الثّاني من القرن الـ19، فضاءً لتنظيم جلساته.
أطلقت جمعية "نوميديا الثقافية" بولاية برج بوعريريج الجزائرية، مقهى ثقافي اتخذ من "حوار الجماليات" شعارًا له
وتلقّت النّخبة المثقفة في الجزائر مبادرة "المقهى الثقافي" بارتياح كبير، في ظلّ تراجع المبادرات الثقافية المستقلّة خلال السّنوات الأخيرة، حتّى أنّ وجوهًا منها حضرت تطوّعيًّا من مدن أخرى.
اقرأ/ي أيضًا: أنمار رحمة الله.. ورشة عراقية للقصة القصيرة
واعتبر الكاتب المسرحي والإعلامي أحميدة عيّاشي، في شهادة له نشرها موقع المقهى، أنّ "الثقافة لا تُصنع داخل المؤسّسات البيروقراطية"، موضحًا: "بل تُصنع وتنبع من قلب المجتمع المدني، ويقوم بها ناشطون أصفهم بجنود حرب عصابات ثقافية من طراز جديد. وهذا ما اختارته جمعية نوميديا في مدينة برج بوعريريج".
من جهته قال الرّوائي واسيني الأعرج: "كم تحتاج مساحاتنا الأخرى إلى تجارب مماثلة تغطّي النّقص الذي صاحب دومًا الفعل الثقافي، الذي لم يمت ولكن أجهِز عليه بمختلف الطرق الميكيافيلية. وها هي أصوات تكاد تخرج من الرّماد المستشري والعدم واليأس، لتضع من خلال مبادرة نبيلة وكلام قليل الفعل الثقافي في منظوره السّجالي المتعدّد وطريقه السّليم". وأضاف واسيني: "لا بدّ أن نمنح الشّباب أفقًا آخر غير اليأس والهجرة غير النّظامية".
استضاف العدد الأوّل من "المقهى الثّقافي" وجوهًا من القائمة القصيرة لجائزة "الجزائر تقرأ" للإبداع الرّوائي، وهم الرّوائيون محمّد ساري وإسماعيل مهنانة ومبروك دريدي وأحمد عبد الكريم، بمرافقة موسيقية للفنّان بشير كريّو، حيث تحدّث الرّوائيون الأربعة عن رواياتهم، التي ستختار المتوّجة منها بالجائزة الكبرى نهاية الشّهر الجاري.
وتضم الهيئة الاستشارية للمقهى كلًا من المسرحي حليم زدّام، والشاعر والأكاديمي ياسين بن عبيد، والتّشكيلي لخضر خلفاوي، والموسيقي بشير كريّو، وأستاذ الفلسفة البشير ربّوح وشاعر المحكية رشيد بلمومن.
وعن المقهى يقول حليم زدام لـ"ألترا صوت"، إنّ "المقهى الثقافي ليس مجرّد جلسات شفوية"، موضحًا: "بل هو مشروع متكامل يهدف إلى المساهمة في تفعيل المشهد الثقافي بمبادرات مختلفة تقتضيها الحاجات الثقافية للرّاهن الجزائري".
من بين هذه المبادرات، وفقًا لزدّام، إطلاق ورشات تكوينية في عدّة فنون منها القصّة القصيرة والصّورة والفيلم القصير والتّرجمة من اللّغة الأمازيغية وإعداد الممثل والسينوغرافيا.
المقهى الثقافي ليس مجرد جلسات شفوية وإنما مشروعٌ متكامل للمساهمة في تفعيل المشهد الثقافي الجزائري بالمبادرات المختلفة
وأشار زدّام أيضًا إلى أن المقهى الثقافي سيعمل على إطلاق جائزة وطنية في الكتابة المسرحية، تحمل اسم شيخ المسرحيين الجزائريين امحمد بن قطاف.
اقرأ/ي أيضًا: