04-نوفمبر-2024
 حملة لمكافحة سرطان البروستات في الجزائر (صورة: فيسبوك)

نوفمبر الأزرق.. حملة لمكافحة سرطان البروستات في الجزائر ( صورة: أرشيف)

باشرت العديد من المصحات والمؤسسات الطبية في الجزائر حملة: "تشرين الثاني/ نوفمبر الأزرق لمكافحة سرطان البروستات"، ومثل باقي دول العالم، تستهدف تحفيز الرجال للتوجه للفحص والكشف وتلافي شكوك الإصابة بهذا المرض.

التجاهل ليس شجاعة لأنّ الكشف خطوة نحو العلاج في المرحلة الأولى للإصاية بالمرض 

ومن خلال تقارير وزارة الصحة، فإنّ سرطان البروستات في الجزائر، يصنف من بين أنواع السرطان الخمسة الأكثر انتشارا، إذ حلّ في المرتبة الثانية لدى الرجال بعد سرطان القولون والمستقيم، كما سجّلت الأرقام 70 في المائة من حالات السرطان المكتشفة يتم تأكيدها في مرحلة متقدمة، لتجاهل الكشف عن بعض أعراضها مبكرا.  

كما قدّمت عدة مؤسسات عروضا لتوفير الكشف المجاني للرجال في تخصص جراحة المسالك البولية، وتشجيعهم على الفحص، بالإضافة إلى تقديم خصم يصل نسبه إلى 50 بالمائة طوال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي في علاقة بـ" اختبارات الدم، بالإضافة إلى التصوير بالرّنين المغناطيسي للبروستات وخزعة البروستات مع الدراسة النسيجية".

بادِر بالفحص

"التجاهل ليس شجاعة.. بادِر بالفحص".. بهذا الشعار وجّه الدكتور سليم بوطالب نداءً للرجال في الجزائر من أجل الفحص الدوري، لافتا في تصريحات لـ"الترا جزائر" بأنّ خطورة هذا المرض أنه صامت والورم ينمو ببطء، وهو ما يفسر حسب الأخصائيين بأنّ "أعراضه تظهر في المراحل المتقدّمة من المرض".

من الضّروري الكشف المبكر عن سرطان البروستات، إن كان في مراحله الأولى، يضيف الدكتور بوطالب، لافتا في الإطار ذاته، بأنّ الكشف يؤهل أي شخص في رفع منسوب فرص العلاج في بدايات المرض، ما يمكن من نسب العلاج والشفاء".

الحرج في الذّهاب للطبيب من بين أسباب شيُوع المرض، غير أنّه في المقابل هناك أعراض سرطان البروستات، متعلقة بالمشاكل البولية والتناسلية لدى المريض، من بينها: "عسر التبول أو جريان البول الضعيف أو المتقطّع، فضلاً عن بُرُوز دم في البول وغيرها من الأعراض التي تتطلب الكشف السريع.

وبخُصوص أعراض هذا المرض، خاصة عند وجود التهاب في البروستات، يُشير الخبراء إلى أنّ المريض غالبا ما يشتكي من "صعوبة تدفق البول وخروجه من المثانة، إلا أنّ معظم الأورام تكون حميدة أو ما يسمى بـتضخّم البروستات الحميد".

كما يُجمع المختصون على أنّ هذا التضخّم لا يسبّب سرطانا، ولكن عند تكاثر الخلايا البروستاتية، قد يؤدّي إلى ورم خبيث، أو يمكن التنقل إلى أجهزة الجسم الأخرى، لذا فإنّ الكشف دوما بالنسبة لهم يعتبر الخّطوة الأولى للعلاج والشفاء.

سنّ الخمسين .. مؤشّر  

ومن أجل العلاج يؤكّد على أنّ إجراء فحوصات الكشف المبكر عن سرطان البروستات بشكل دوري، وأهم ذلك كما يشير المختصون القيام بـ" تحليل عينات الدمّ للكشف عن ما يسمى علميا ببروتين المستضد البروستاتي النوعي".

وبالنّسبة للرجال الذين تجاوزوا سنّ الخمسين؛ فإنّ طريقة تشخيص سرطان البروستات تتمّ عبر فحوصات على مستوى المستقيم إذ تشير وزار الصحة إلى هذه العملية بأنها تتم لتحديد كمية ما يسمى بـ "مولِّد الضدّ الخاص بالبروستات"، وهو بروتين يفرز من طرف البروستات، وإذا عاين الخبير الطبي وجود تغير في الحجم والملمس، يلجأ إلى فحوصات أخرى، يتمّ من خلالها نزع جزء من نسيج العدة وتحليله.

نوفمبر الأزرق لمكافحة السرطان (صورة أرشيف)

جُرأة لأجل الصحة

التاريخ العائلي أيضا يمكن أن يكون أحد الدوافع نحو الكشف المبكّر، إذ تؤكّد مختلف الحملات التحسيسية على مستوى المؤسسات الصحية ومراكز مكافحة السرطان والجمعيات التي تعتني بالحصة العمومية، على هذا العامل المهم لحمل الرجال على الكشف والفحص.

بالمحصلة؛ فإنّ مفتاح الشفاء هو الكشف، كما يُردّد الأخصائيون، فأغلب المعنيين بالمرض اكتشفوه في آخر مراحله، لذا يصر الأطباء على هذه "الخطوة الجريئة"، إذ ترفع من فرص العلاج.

في هذا الصدد تكشف الباحثة في الصحة الغذائية، نسيمة سرايدي من جامعة قسنطينة (شرق) أنّه غالبا ما يرتبط السرطان عموما بالصحة العقلية والنفسية و الغذائية، فجميعها -حسبها- تؤثر  بشكل مباشر وغير ملاشر على الحصول على نتائج إيجابية أثناء العلاج.

غالبا ما يتحاشى المرضى بالحديث عن هذا الجانب من الأمراض، لدواعي الخوف أو الخجل، بينما هناك علاج ثلاثي الأدوات: الكشف واتباع نصائح الطبيب والحالة النفسية التي تؤثر بدورها على أخذ العلاجات اللازمة، وأسلوب التغذية الصحية التي تراعي مختلف المأكولات والمشروبات التي تؤهل الجسد على التعاطي مع العلاج.

وأشارت في السياق إلى أنّ أسلوب التغذية أو " النظام الغذائي الذي يتوفر على الأغذية الغنية بالدهون" يعتبر خطر على المريض.

نوفمبر الأزرق بحسب الحملة الطبية للعشرات من الأطباء، هو فرصة للرجال للحديث عن صحتهم الجسدية والنفسية، خاصة وأنّ ظروف الحياة اليومية وضغوطاتها تزرع الكثير من الألم وينمو ببطء وفي صمت ويمكن أن يظهر فجأة في شكل ورم.