أثار الروائي الجزائري واسيني الأعرج، تساؤلًا حول غياب سبع لوحات رسمها الفنان العالمي بيكاسو في الجزائر، أثناء مكوثه بها لفترات متقطعة بمنطقة مدريسا الأثرية التي تبعد بحوالي 60 كلم عن مدينة تيارت غربي البلاد.
يبلغ سعر اللوحة الواحدة ما لا يقلّ عن 100 مليون دولار بحسب بعض التقييمات
وكشف واسيني الأعرج أنّ" سبع لوحات تم العثور عليها في مدريسا بتيارت، وكلّها مؤرخة في سنة 1944، ومُوقَّعة من طرف بيكاسو، وهي الفترة الموافقة لزيارته لهذه المنطقة، وقد عثر على اللوحات السبع بالصدفة، شاب كان بصدد حفر بئر بعين المكان عام 2009، وأخبر مباشرة مديرية الثقافة بما عثر عليه".
وتابع الروائي "بعد أن تم تسجيل اللوحات، واعتبارها ملكية وطنية للدولة، تم تحويلها باتجاه متحف الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، حيث يتوفّر، في هذا الأخير، مخبر للتحاليل الفنية لتحديد تاريخ اللوحات ومصدرها، وحسب الاحتمالات الأولية، يبلغ سعر اللوحة الواحدة ما لا يقلّ عن 100 مليون دولار".
ويشير المتحدث أنّه "منذ تاريخ أيلول/سبتمبر 2009، تاريخ العثور على اللوحات، لف الصمت الكلي هذا الموضوع إلى اليوم، بحسب بعض المصادر المقربة من متحف الفنون الجميلة، فقد تم إرسال إحدى اللوحات إلى فرنسا في سنة 2015، ومؤسّسة بيكاسو للتأكد من نسبها للرسام، لكن لا نعرف شيئًا عن ذلك، ولا مآل هذه اللوحات".
وتساءل " هل سُرقت؟ بيعت؟ نُهبت؟ من أدار وزارة الثقافة يومها؟ لم تعد القضية فردية ولكنها قضية دولة، وإذا حدث أن سُرقت فسيكون ذلك من أكبر جرائم النهب المنظم؟ وهو ما ألحّ عليه مواطنو مدريسا، من خلال لجنة الدفاع عن التراث المادي وغير المادي".
ووصف الأعرج علاقة بيكاسو بالجزائر بالكبيرة، فقد أقام فيها العديد من المرات، في زيارات عديدة للاستراحة أو للعمل، زارها أول مرة في سنة 1944، بدأها من العاصمة وأنهاها في إحدى المستعمرات الزراعية، مدريسا بولاية تيارت، وهي منطقة أثرية قديمة، تأسست 1910، وسُمِّيت على الوادي الذي يعبرها، ونظرًا لأراضيها الصالحة للزراعة ولتربية الماشية، فقد تشجَّع الكثير من معمري المدن الفرنسية والإسبانية الفقيرة للاستثمار فيها.
اقرأ/ي أيضًا:
واسيني الأعرج.. ملهاة الجوع والغربة
كورونا تخطف زين الدّين زبّار.. مصوّر اللّحظة الجزائريّة المهملة