20-يونيو-2024

مارين لوبان (صورة: فيسبوك)

وجّه اليمين المتطرف الفرنسي سهامه نحو الجزائر عبر اتهامها هذه المرة بالتدخل في الانتخابات الفرنسية، على خلفية دعوة مسجد باريس لتجنب التصويت على مرشحي هذا التيار.

النائب طلب من وزير الداخلية الفرنسية إدانة تصريحات عميد المسجد الكبير في باريس وتوبيخه

ويستمر السجال منذ الانتخابات الأوروبية الأخيرة، بين حزب التجمع الوطني الذي تتزعمه مارين لوبان ويقوده جوردان بارديلا، وبين عميد مسجد باريس شمس الدين حفيز المحسوب على الجزائر في مواقفه المناهضة لليمين المتطرف.

ويظهر ذلك في التصريحات التي تتهم المسجد بتوجيه الأصوات المسلمة في فرنسا والتخلي عن مبادئ الحياد التي تلتزم بها المؤسسات الدينية في فرنسا اتجاه العملية السياسية.

وقال النائب جوليان أودول عن حزب التجمع الوطني في سؤال وجهه لوزير الداخلية جيرارد دارمانان قبل أيام، إنه "في حين الحكومة الجزائرية تمول المسجد الكبير في باريس بمبلغ 2 مليون يورو سنويًا، فإن هذا التدخل الأجنبي من الجزائر في الانتخابات الفرنسية غير مقبول".

وتساءل: "كيف سيكون رد فعل الحكومة الجزائرية إذا كانت جهة ممولة جزئيًا من فرنسا تتدخل في الانتخابات الجزائرية؟"

وطلب أودول من وزير الداخلية رأيه في هذا التدخل الأجنبي، داعيا إياه إلى" إدانة تصريحات عميد المسجد الكبير في باريس وتوبيخه".

وقبل ذلك استعرض النائب تصريحات ومواقف لمسؤولي مسجد باريس، تناهض اليمين المتطرف.

وقال أودول إن عميد المسجد الكبير في باريس المسلمين، كان قد دعا في 22 أيار/مايو للتصويت في الانتخابات القادمة "لمواجهة اليمين المتطرف"، حيث كتب في مقاله الأسبوعي المنشور على موقع المسجد يقول: "بصفتنا فرنسيين ومسلمين، من واجبنا المشاركة بنشاط في الانتخابات الأوروبية والوطنية لتعزيز ديمقراطيتنا وتعزيز قيم العدالة والمساواة والتضامن".

والأسوأ من ذلك، وفق النائب المتطرف، فإن العميد قال إنه "يمكننا دعم السياسات والمرشحين الذين يدافعون عن الصالح العام ويكافحون الظلم والفساد، بما يتماشى مع المبادئ الإسلامية".

واعتبر أودول أن "هذا التصريح غير مقبول من ممثل لديانة ويثير التساؤلات حول تسييس المسجد الكبير في باريس الذي يجب أن يظل محايدًا".

ويرى مراقبون لاتجاهات اليمين المتطرف في فرنسا، أن هذا التيار الذي ظل لعقود متهما بمعاداة السامية والمساهمة، تحول اليوم لمعاداة المسلمين مع إبداء تعاطف خاص مع الصهيونية.

وفي موقفه الأخير، رفض  مسجد باريس الكبير ما أسماه "الانشغال المفرط للسياسيين ووسائل الإعلام بالإسلام والمسلمين"، خاصة في حملة الانتخابات البرلمانية الفرنسية المقررة نهاية الشهر الحالي.

وكان حفيز قد عبّر، في وقت سابق عن مخاوفه من صعود اليمين المتطرّف في انتخابات البرلمان الأوروبي، معتبرا أن صعود هذا التيار من شأنه أن يزيد من أعمال الإسلاموفوبيا والتمييز إلى تعزيز القوانين التقييدية التي تستهدف الشعائر الدينية والثقافة".