02-أبريل-2024

(الصورة: الترا جزائر)

تتّسع دائرة التحديات التي تواجه موسم عمرة رمضان في الجزائر هذا العام، حيث شهد الشهر الفضيل إلغاء عشرات الرحلات الجوية المتجهة نحو البقاع المقدسة، نتيجة تسجيل إقبال ضئيل على العروض، مقارنة مع ما كان متوقعا قبل أشهر.

خيبت هذه المؤشرات آمال شركات الطيران التي شهدت تقلبات كبيرة وتحولات ملحوظة في برنامج الرحلات على خط الجزائر - السعودية

وخيبت هذه المؤشرات آمال شركات الطيران التي شهدت تقلبات كبيرة وتحولات ملحوظة في برنامج الرحلات على خط الجزائر - السعودية، فقد ألغت العديد من شركات النقل الجوي رحلاتها المخصصة للعمرة، يتقدمها الخطوط الجوية السعودية.

ورغم جهود الوكالات السياحية لتشجيع المعتمرين وتحفيزهم بالعروض والتخفيضات، يبقى الاشتراك في الموسم الحالي محدوداً، خاصة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، إذ يبدو أن الجزائريين الذين لا يزالون يعانون من تبعات التضخم الذي عاشوه بعد فترة سنتين من كورونا، ويفضلون الانتظار لأشهر أخرى وادخار المزيد من الأموال للاستفادة من عروض وكلاء السيارات المعتمدين المتعلقة بشراء مركبات جديدة بعد 4 سنوات من الندرة أو التسجيل في سكنات "عدل 3"، بدلاً من رحلات العمرة.

هذا التحول في الأولويات المالية للمواطنين يعكس تحولات اقتصادية واجتماعية هامة في الآونة الأخيرة فالبعض يدخر
أمواله لأجل الشطر الأول من الصيغة الثالثة من سكنات "عدل" التي وعد بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. وتعتبر كل هذه المعطيات، مؤشرًا على التحديات الصعبة، التي تواجه قطاع السياحة والطيران في الوقت الراهن.

تراجع كبير تفاجأت الوكالات السياحية المعنية بتنظيم موسم العمرة لسنة 2024 في الجزائر، بتراجع كبير في عدد الحجوزات الخاصة بأداء المناسك خلال شهر رمضان رغم أن هذه الفترة من السنة يكون فيها الإقبال في أعلى ذروته حسب ما أكدته وكالات سياحية ناشطة في هذا المجال ل:" الترا جزائر". وحسب أرقام اطلعت عليها " الترا جزائر" فإن عدد الحجوزات الخاصّة بعمرة رمضان قد انخفضت بنسبة 50 بالمائة مقارنة بالسنوات الماضية رغم العروض المميزة التي أعلنت عنها الوكالات السياحية والتحضيرات المبكرة التي انطلق فيها الديوان الوطني للحج والعمرة من أجل إنجاح الموسم.

ويؤكّد في هذا الإطار رئيس النقابة الوطنية لوكالات السياحة والأسفار نذير بلحاج في إفادة ل:" الترا جزائر" أن عدد طلبات الحجز على العمرة انخفضت بنسبة كبيرة خلال شهر رمضان وذلك عكس توقعات الوكالات التي كانت تعول نسبة كبيرة تغطي من خلالها التراجع الملحوظ خلال الموسم ككل.

وبالعودة إلى أسباب التراجع يقول بلحاج أنه من الصعب تحديدها وربطها بارتفاع الأسعار خاصة وان التكلفة المعروضة على المواطنين هذه السنة لا تختلف عن تلك المطبقة السنة الماضية من نفس الفترة الأمر حيث بلغت تكلفة اداء مناسك العمرة خلال ال15 يوما الأولى 28 مليون سنتيم أي 2078، للغرفة الثلاثية في فندق لا يبعد عن الحرم المكي سوى 500 كلم اما بالنسبة لعمرة شهر كامل بلغت حدود 42 مليون سنتيم أي 3117 دولار لغرفة ثلاثية وترتفع التكلفة حسب الخدمات المقدمة.

ويقول بلحاج إن تكلفة العمرة خلال العشر الاواخر في السنة الماضية بلغت 48 مليون سنتيم أي 3562 دولار لمدة 15 يومًا فقط وغرفة ثلاثية، قائلا:" حسب رأيي لا يمكن ربط نقص الاقبال بارتفاع التكلفة".

من جهته، يقول أمين حيمودي ممثل وكالة ترافل لولاية قسنطينة ل:" الترا جزائر" ان الاقبال على حجوزات العمرة لشهر رمضان انخفض بصفة كبيرة الأمر الذي من شأنه ان يتسبب في خسائر مالية للوكالات السياحية التي قامت هذه السنة بالحجز مبكرا تحسبا لموسم ناجح وحسبه فإن التراجع سبب ارتفاع التكلفة وتراجع القدرة الشرائية.

أسعار مميزة للعشر الأواخر رغم اختلاف اراء ممثلي الوكالات السياحية الناشطة في الجزائر حول امكانية اللجوء الى إقرار تخفيضات في الأسعار بسبب قلة الإقبال من عدمه، الا ان الشئ المؤكد حسب ما أكده بعض الفاعلين في هذا الميدان أن التكاليف هذه السنة مميزة خاصة ما تعلق بالعشر الاواخر من شهر رمضان. وفي هذا الأطار يؤكد ممثل وكالة "النجاح" الجزائرية رضوان حمدي في افادة لـ "الترا جزائر" ان تكلفة أداء المناسك خلال العشر الأواخر من شهر رمضان والأسبوع الأول من شهر شوال مابين 32 الى 40 مليون سنتيم، أي 2236 إلى 2964 دولار للغرفة الثلاثية في فندق 4 نجوم لا يبعد عن الحرم المكي سوى ب450 كلم.

وبخصوص إمكانية إقرار تخفيضات على الأسعار بسبب قلة الاقبال قال محدثنا إن بعض الوكالات يصعب عليها تقديم تخفيضات خاصة وان هذه الأخيرة سبق لها وان ابرمت عقود مع متعاملين سعوديين بأسعار مرتفعة قائلا:" سعر تذكرة الطيران لوحده بلغ 17 مليون سنتيم أي 1720 دولار، يضاف لها سعر الاقامة في فنادق مكة والمدينة وكذا النقل والاعاشة للراغبين في ذلك".

من جهته، قال رئيس النقابة الوطنية لوكالات السياحة والأسفار وصاحب وكالة "نوميديا ترافل" نذير بلحاج أن بعض الوكالات لجأت الى تقديم عروض خاصة تضمنت تخفيضات في الأسعار وصلت الى 20 بالمائة من السعر الأصلي. إلغاء الرحلات بالمقابل، أدى تراجع الأقبال على أداء المناسك الى إلغاء عدد كبير من الرحلات الجوية التي كانت مبرمجة قبل شهر رمضان حيث بلغ عدد الرحلات الملغاة خلال الاسبوعين الأولين للشهر الفضيل 62 رحلة. وحسب معطيات " الترا جزائر" فإن أكثر شركة قامت بإلغاء رحلاتها هي الخطوط الجوية السعودية التي برمجت عددا هائلا من الرحلات من الجزائر الى البقاع المقدسة بمعدل 34 رحلة أسبوعيًا الأمر الذي اضطرها حسب عملائها في الجزائر إلى إلغاء بعض الرحلات خوفا من الخسارة كما لجأت الى تخفيض سعر تذكرتها من 17 مليون سنتيم أي 1264 دولار إلى 7 ملايين سنتيم أي 519 دولار.

ممثل شركة الطيران "فلاينس": الشركة اضطرت إلى الغاء 32 رحلة بسبب قلة الإقبال من قبل الجزائريين

ونفس الشئ بالنسبة لشركة الطيران الخاصة" فلاينس" وحسب ممثلها في الجزائر نذير بلحاج فإن الشركة اضطرت الى الغاء 32 رحلة بسبب قلة الاقبال من قبل الجزائريين على أداء العمرة، وأضاف محدثنا ان الشركة حددت برنامج طيران ثري قبل الشهر الفضيل تحسبا للاقبال الكبير غير أنها لم تتوقع هذا الانخفاض. أما بالنسبة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية فهذه الأخيرة لم تعلن عن إلغاء رحلاتها الا أن الشئ المؤكّد ان الشركة الوطنية كانت قد أعلنت قبل الشهر الفضيل عن برنامج خاص يتضمن 20 رحلة جوية منها 8 شارتر نحو البقاع المقدسة.