قالت أمال قويدري، مختصة في التكنولوجيا الغذائية وصحة الإنسان إنّ 60 بالمائة الشباب الجزائري يستهلكون المشروبات السكرية بشكل منتظم.
دعوات للتركيز على تغيير العادات الغذائية من خلال التوجه نحو الأطعمة الطبيعية والمغذية
واستنادًا إلى معطيات الديوان الوطني للإحصاء، كشفت قويدري بأنّ الاستهلاك المفرط للسكر المكرّر يُعد مؤشرًا مقلقًا على التأثيرات السلبية على الصحة العامة.
وخلال في لقاء علمي دولي نظمته المدرسة الوطنية العليا للفلاحة، أضافت في مداخلة لها بعنوان: "نظام غذائي سليم من أجل نوعية حياة أفضل"، أنّ حالتنا الصحية تتوقف إلى حد كبير على نظامنا الغذائي.
وواصلت بأن استهلاك هذه المادة يُشكّل أحد التحديات الكبيرة في النّظام الغذائي للجزائريين، خصوصًا فئة الشباب، إذ يشمل المشروبات الغازية، والعصائر المحلاة، وأطعمة أخرى تحتوي على كميات كبيرة من السكريات المضافة، التي تؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية".
وشدّدت قويدري أن من الضروري زيادة الوعي لدى الشباب حول المخاطر الصحية المرتبطة بالإفراط في تناول السكر المكرر، مع ضرورة التركيز على تغيير العادات الغذائية من خلال التوجه نحو الأطعمة الطبيعية والمغذية، وتجنّب المنتجات التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات المضافة.
وأكدت على أهمية التشجيع على استهلاك المشروبات الصحية مثل الماء والشاي الأخضر والعصائر الطبيعية، بالإضافة إلى الغذاء المتوازن الذي يحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية.
وأوضحت بأنّ "نظامنا الغذائي يؤثر بشكل مباشر على لياقتنا البدنية"، محذرة من التأثير الكارثي للمنتجات الصناعية "الفائقة المعالجة "على الصحة.
وتحت شعار: "الابتكار التكنولوجي في خدمة التغذية وصحة الإنسان"، دعا خبراء في قطاع الفلاحة والتغذية إلى تحسين العلاقة بين جودة المواد الغذائية والتغذية السليمة، لأجل حماية صحة الإنسان.
كما رافع المشاركون على دور استغلال التكنولوجيا في تطوير مقاربة جديدة للأمن الغذائي، بداية من تحسين الإنتاج الزراعي وتوفير مواد غذائية أكثر تنوعًا وصحية.
وفي هذا المضمار، قال المدير المساعد للمدرسة الوطنية العليا للفلاحة، عبد القادر لعريبي، إنّ الابتكارات التكنولوجية في مجالات مثل الزراعة الدقيقة (التي تعتمد على البيانات لتحسين إدارة الموارد الزراعية) والذكاء الاصطناعي، يمكن أن تساعد في تحسين إنتاج المحاصيل والحد من الهدر الغذائي، مما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي.
من جهته، لفت مدير مخبر الأبحاث في التكنولوجيا الغذائية والتغذية البشرية، مالك أميال بأن الابتكارات التكنولوجية ضرورية لتحسين عمليات التصنيع وضمان جودة المنتجات والمساهمة في تحسين الأمن الغذائي.
وقال في هذا الصدد بأن "نظامنا الغذائي له تأثير كبير على اللياقة البدنية والصحة بشكل عام، خاصة في علاقة بـ" المنتجات الغذائية الفائقة المعالجة"، مثل الوجبات السريعة، والمشروبات الغازية، والوجبات الجاهزة.
وقال إنها تحتوي غالبًا على مستويات عالية من السكريات المضافة، والدهون المشبعة، والملح، والمواد الكيميائية التي تساهم في العديد من المشاكل الصحية على المدى الطويل.
ومن المهم تعزيز الوعي حول أهمية الغذاء الصحي والمغذي في تحسين الصحة العامة، وحسب الخبراء، فإنّ ذلك يتطلب تكاملًا بين السياسة الزراعية، السياسات الصحية، والتكنولوجيا لتوفير أغذية غنية بالمغذيات ومتنوعة.
كما أنّ الاهتمام بتطوير تقنيات الإنتاج الزراعي المستدامة، التي تركز على زيادة الإنتاجية دون التأثير على البيئة، يمثّل خطوة أساسية نحو تأمين احتياجات السكان الغذائية بشكل مستدام.
كما لفت المتدخلون في اللقاء إلى ضرورة وضع مقاربة متكاملة تتطلب تعاونًا بين مختلف القطاعات من أجل تحسين جودة الغذاء، وضمان توفيره بشكل مستدام وبأسعار معقولة للجميع، في ظل التحديات العالمية المتعلقة بالتحولات المناخية والنمو السكاني المتسارع.