05-يوليو-2020

الرئيس تبون أكد أن الجزائر ليس لديها أي مشكلة مع شعب المغربي الشقيق (الصورة: فيسبوك/ الترا جزائر)

فريق التحرير - الترا جزائر

قال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبّون، أمس السبت، إنّه يريد "اعتذارًا" من فرنسا عن ماضيها الاستعماري في الجزائر، معتبرًا أنّ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون رجل "نزيه" قادر على مواصلة نهج التهدئة بين البلدين.

تبون: نرفض أن تتحوّل الأراضي الليبية إلى "صومال" جديد

وأكد الرئيس تبون في حوار مع قناة فرانس 24، أن باريس قدّمت "نصف اعتذار" بشأن مسألة اعتذار فرنسا عن حقبة الاستعمار، آملاً في أن "تُواصِل على نفس المنهج وتُقدّم كامل اعتذارها".

وتابع تبون "هذا سيُتيح تهدئة المناخ وجعله أكثر صفاء من أجل علاقات اقتصاديّة، من أجل علاقات ثقافيّة، من أجل علاقات حسن جوار"، مذكّراً بالدور الذي يمكنه أن يلعبه في هذا المجال ستّة ملايين جزائري يعيشون في فرنسا.

وفيما يتعلق بتعديل الدستور، أعلن تبون رغبته في إجراء استفتاء حول التعديل نهاية أيلول/ سبتمبر القادم، بعد تأجيله بسبب أزمة فيروس كورونا.

وأردف أنه رغم ذلك، فالنقاشات بشان مسودة الدستور تواصلت، وتلقينا ألفي اقتراح من الطبقة السياسية والجمعيات المدنية، تخص إضافات وحذف وتعديل مواد كثيرة.

وكشف تبون أيضًا أن "لجنة خبراء القانون شرعت في دراسة المقترحات التي وصلت الرئاسة لتقديم النسخة النهائية، وقد نوسعها لشخصيات أخرى من خبراء الدستور، ولا مانع أن يكون هناك شخصيات مختصة من الحراك الشعبي".

وبخصوص الحراك الشعبي، أكد المتحدث بأنه "حقّ للجزائريين"، وفي رده عن إطلاق المزيد من المعتقلين في المسيرات، قال تبون إن "ذلك ممكن، لأننا نريد الذهاب نحو مناخ تهدئة في البلاد"؛ وأستطرد: "كرئيس للجمهورية سأطبق صلاحياتي فيما يتعلق بالعفو عن المساجين كلما كان ذلك ضروريا".

كما نفى أن يكون في بلاده أي نوع من أنواع التضييق على الحريات، مشيرا إلى أنه "ليس هناك تضييق على حرية التعبير في الجزائر بل على سلوكيات الشتم والتحريض التي يعاقب عليها القانون".

وفي ملف العدالة ومتابعة رموز نظام بوتفليقة، شدد الرئيس تبون أن العدالة لم تطلب إلى حد الآن مثول رئيس الجمهورية السابق، عبد العزيز بوتفيقة أمامها، مكملًا: "وإن طلبت ذلك فلما لا؟".

وفند الرئيس تبون أن تكون له أيّة علاقة بالعهدة الخامسة ودعمها، مؤكدًا "لم أدعم بتاتاً العهدة الخامسة لأنه تم استبعادي قبل تلك الفترة من الحكومة".

وعلى الصعيد الدبوماسي، حذر تبون في حواره من انزلاق الوضع في ليبيا وتحولها إلى النموذج الصومالي، مجددًا استعداد بلاده لاستضافة الحوار بين الفرقاء الليبيين.

وأوضح: "الأمور في ليبيا قد تنزلق إلى ما يتجاوز النموذج السوري أو ما يحدث في سوريا حاليا، إذا لم يتم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار ووضع أسس لإعادة بناء الدولة على أسس الشرعية الشعبية".

واعتبر أن "نفس الفاعلين ونفس المناهج المتبعة في سوريا موجودة في ليبيا، ومن حسن الحظ أن القبائل تحلت بالحكمة عكس ما يظنه الكثيرون، المرتزقة هم من ارتكبوا الانتهاكات".

وتابع الرئيس قائلا “لقد طفح الكيل، والقبائل ستبدأ بالدفاع عن نفسها وتسليح نفسها، وحينها لن يكون الحديث عن النموذج السوري بل النموذج الصومالي، ولا يمكن لأحد فعل أي شيء (..) البلد يمكن أن يتحول إلى ملاذ للإرهابيين والجميع سيرسل إرهابيه إلى ليبيا حتى يطهر بلده".

واستطرد بالقول "الحل النهائي يتطلب استشارة الشعب الليبي من خلال تنظيماته كالقبائل مثلا، وتنظيم الانتخابات لمؤسسات تضم كل مكونات الشعب الليبي….إذا طلبوا منا، فالجزائر على استعداد لاستضافة الحوار الليبي-الليبي".

وسُئل تبون عن قرار بلاده بإنشاء قاعدتين عسكريتين على الحدود مع المغرب ردا على مشروع مماثل من الرباط، فأجاب بأنه "لا أؤكد ولا أنفي ذلك".

وعن العلاقات مع المغرب، أكد أنه "ليس لدينا أي مشكل مع إخوتنا المغاربة، ويبدو أنهم هم من لديهم مشكلة معنا"؛ وأكمل: "إذا كانت هناك مبادرة من الإخوة المغاربة لتجاوز التوتر، سنرحب بها بالتأكيد، وأظن أنهم يمكنهم إطلاق هذه المبادرة لإنهاء هذه المشاكل".

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

استرجاع جماجم 24 شهيدًا..هل سيُنهي تبون أزمة الذاكرة مع فرنسا؟

هل اتفق تبون وماكرون على تجاوز الخلافات؟